الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المرأة العاملة في المجتمع

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2016 / 4 / 15
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


لو نظرنا إلى نسبة البطالة في المجتمعات العربيّة لرأيناها مرتفعة جداً بين الرّجال والنّساء، وفرصة العمل تعتبر ورقة يانصيب بالنّسبة للرجل وللمرأة أيضاً.
الرّجل لا يجد فرصة حتى لو كان يحمل شهادات أكاديميّة فبطاقة الدّخول إلى العمل أمنيّة بامتياز، ومع هذا يمكن أحياناً الوصول بطريقة ما، وهنا لا أتحدّث عن العمل في القطاع العام فقط، بل في القطاع الخاص أيضاً يجب أن يكون مفتاحك أمني.
هناك أعمال المياومة الفردّية " الفاعل" وهي عبارة عن عرض العمل الفردي باليومية ، وأحياناً يكون هذا بطالة مقنّعة، ويبقى العمل الزّراعي لذوي الملكيات الصّغيرة هو العمل الحقيقي الدّائم والخاضع لمزاج الدّولة فعندما يزرع الناس القطن يرفعون سعر البصل، وعندما يزرعون القمح يرفعون سعر القطن. الدّولة هي التي تحتكر أغلب الإنتاج مع وجود سوق سوداء موازية.
قبل أن نتحدّث عن وضع المرأة العاملة ودورها سوف نعود إلى دورها في الأسرة . العائلة العربية تهمّش المرأة سواء كانت زوجة، أو ابنة من قبل ذكور عائلتها بموافقة ضمنيّة مع نساء العائلة ، والخطيئة تهمة مخبّأة لحين الحاجة. هي كالدجاجة التي تبيض، أو كالبقرة الحلوب. متى توقفت عن الإنتاج تذبح، والذبح هنا يعني الغدر ، والإيقاع بالمرأة .هذا هو وضع المرأة العاملة. هي خادمة في بيت زوجها ، عليها أن تقوم بجميع المهمّات، ومن حق الرّجل أن يدّخن، ويسهر، ويتمتّع بالأخبار، بل ويأخذ دخلها بطريقة ما.
أغلب النّساء العاملات يحلمن بحياة كريمة، ويعتقدن أنّهن يبنين أسرة متميّزة، ويأخذهن العمل الكثيف، تصبح النّساء فدائيات من أجل تحقيق راحة الأسرة، وفي أوّل فرصة يتعرّضن للغدر الّذكوري المعروف بتبرير الخيانة ، وتسميتها بأسماء جميلة ، وأنها طريقة شرعية على سبيل المثال.
المرأة مهدّدة على الدّوام بالطّعن بشرفها، والشّرف ليس لها بل هو شرف الرّجل الذي لا زال يقتلها غسلاً للعار، ولا زالت جرائم الشّرف موجودة بنسبة كبيرة، وبخاصة بين الطبقة الفقيرة في المجتمع، ومع هذا فإنّ الطّوائف الصّغيرة أشد تعصباً تجاه المرأة، قد لا ترتدي الحجاب، و قد تذهب إلى العمل،و تبدو أنيقة، لكن هي وحدها تعرف كم من القيود تكبّلها . في أماكن الطوائف الصغيرة يشكلّ المجتمع خيمة على النّساء عليها آلاف المرايا للرّصد والمراقبة ، وتكون المرأة حرّة الحركة داخل تلك الخيمة ووفق نصوصها التّشريعيّة المكتوبة على المرايا. أما مذهب الأغلبيّة فهو بيده التحليل، والتحريم ، والتكفير، وهو الذي يقرّر إن كانت المرأة يجب أن تظهر عيناً أو أذناً ، أو شامة، أو لا ضرورة أن تخرج من المنزل مثلاً.
رغم كل هذه القيود فإن ّ الإنسان في داخل النّساء يتغلّب على عنصر الأنوثة ويتحدّى قرارات الذّكورة ويثبت قدرات المرأة على التأثير في المجتمع، هنّ يتمرّدن بطريقة سلمية سلسة، وعندما يحقّقن النّجاح لا يتجرّأ المجتمع على النّيل منهنّ .
مهمة الطّائفة أو المذهب هو الحدّ من طموح المرأة، وتقليل شأنها، وإعطاءها ليس الدّرجة الثانية بعد الرّجل. بل إلغاء صفتها الإنسانيّة .
لا شكّ أن تحرّر المرأة يعادل تحرّر الرّجل، وما دام الرّجل عبداً للأنظمة، والتقاليد، والعقيدة، ، ومادام ذهنه مغلقاً ،فإنّه يؤثّر سلباً على دور المرأة في المجتمع ، ويمنعها حتى من التفكير بهواجسها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟