الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذا الحقد على اياد علاوي

جواد عادل

2005 / 12 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ابتداءا انا لاتربطني بالسيد اياد علاوي اي علاقة حزبية او شخصية ولم اكن اعرفه عن كثب قبل تحرير العراق ولكني اشعر بالامتنان له ولكافة الخيرين الذين ساهموا وبشكل فعال في تخليص العراق من اسوا نظام دكتاتوري ولااحد يستطيع ان ينكر دور السيد علاوي والسيد احمد الجلبي البارز والمؤثر في هذا الانجاز العظيم الذي لم نكن نصدق انه سوف يحصل في يوم من الايام لذا فاني كمراقب عندما اطرح رايا فهو راي محايد الى حد بعيد وليس وراءه مصلحة حزبية او انتخابية
ان مانلاحظه وبشكل يثير الاستغراب الكبير هي الحملة المنظمة والظالمة التي يتعرض لها هذا الرجل من القوى المرتبطة بايران ومن الناس الواقعين تحت تاثير هذه القوى وكمثال اضربه هنا انني اعرف رجلا لم اراه يوما في حياتي يسب احدا او يشتمه ولم اراه يتعصب ضد اي شخص حتى صدام حسين او مجرمي البعث على الرغم من انه تعرض لمضايقة منهم التقيت معه في جلسة مع اصدقاء واذا به يسب وبشكل هستيري اياد علاوي ويردد الاسطوانة المشروخة ""اياد علاوي عميل , اياد علاوي بعثي,اياد علاوي اعاد البعثيين,...الخ من هذا الكلام الذي نسمعه ويبدو ان مصدره واحد والذي يتحدث به لايقبل المناقشة فيه لانه لا يفهم معنى كلامه وبعد نقاش طويل معه تبين لي ان الرجل ذو معلوماتسياسية بسيطة ولكن انفعاله هذا استجابة لفتوى بعض رجال الدين حرمت التعاطي مع علاوي واعتبرت التشهير به واجبا مثل الصلاة والصوم واذا استطاع المؤمن منهم ان يضيف من عنده فعند ذاك يكون اجره مضاعفا وله الاجر والثواب.
كذلك لاحظت عندما اتصفح بعض المواقع اجد ان ثلثي مقالاتها مخصصة لمحاربة هذا الرجل ولانرى فيها مقالة بالكاد تتعرض لاجرام الزرقاوي او غيره من المجرمين الذين يتباهون بقتل العراقيين وبالاخص الشيعة منهم لذلك اردت ان اناقش هذا الموضوع بعد عرض الحقائق التالية
1-ان اياد علاوي لم يختر وزراء حكومته وليس له صلاحية على ابعاد اي منهم لذلك فلايجوز مطلقا القاء بعض اخفاقات وزراء مرحلته عليه(على الرغم من ان اغلبهم كان افضل من يستحق هذه المناصب) لانه لم يكن له سلطة عليهم ولم يكن هناك اي درجة من الانضباط الوظيفي لا من بعض الوزراء ولامن هم ادنى منهم بالمسؤولية بل كان ارتباط الوزراء باحزابهم اقوى من ارتباطهم برئيس الوزراء وكثير من القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء لم ينفذها الوزراء علنا كما فعل السيد عادل عبد المهدي او غيره ومقدرة اياد علاوي على تمشية الامور في مثل هذا المناخ الذي يحتاج الى درجة عالية من الانضباط يدل على ان السيد علاوي ذو شخصية مميزة وقدرة كبيرة على اقناع الاخرين.
2-ان اي شخص يتصدى للمسؤولية سوف يعالج مسالة البعثيين كما عالجها السيد علاوي لان لااحد يستطيع ان يعدم كل البعثيين وحتى من كان منهم في اجهزة القمع والامن وطالما انه لايستطيع ان يعدمهم فعليه ان يجد حلا معقولا لتحييد هذا العدد الكبير من الناس وعدم دفعهم الى جهة العدو وعدم تمكين القوى التي تملك المال من استغلال ظروفهم وها نحن نرى من يعترضون على علاوي في هذه النقطة قد عملوا كما عمل علاوي فمستشار رئيس الجمهورية في هذه الحكومة ونائب رئيس الوزراء وغيرهم هم من اركان النظام السابق قبل عام 1991 فلماذا اذن هذا التشنيع والتشهير
بالاضافة الى ان هناك نقطة مهمة ان البعثيين قد اعيدوا الى مناصبهم في كل وزارات الدولة وفي مناصب حساسة فلماذا لايعاد منتسبي وزارة الدفاع والداخلية ممن ليس هناك قضايا موثقة ضدهم.
3-ان هناك تجاوزا وتدخلا واضحا جدا من قبل ايران في الشان العراقي فيجب على اي شخص يحمل امانة تمثيل العراقيين ان يقف ضد هذا التدخل والتجاوز وهذا ما فعله السيد علاوي ويفعله اي شخص امين على مستقبل الوطن ويمثل مصلحة شعبه ووطنه وعلى الرغم من ان السيد علاوي سعى جاهدا على ان لايصل الامر في ذلك الى درجة المقاطعة التامة او العداء.
4-ان السيد علاوي يمثل راي شريحة واسعة جدا من الشيعة او لنقل من العراقيين ولايمكن انكار هذه الحقيقة فالقائمة العراقية حصلت اكثر من مقاعد حزب الدعوة او المجلس الاعلى منفردين على الرغم من دعم المرجعية لهم ووجود فتاوي دينية بانتخاب قائمة الائتلاف وسيطرة القوى المرتبطة بالائتلاف على العملية الرقابية للانتخابات السابقة مما ادى الى التاثير الكبير على النتائج لصالح الائتلاف لذا فان هذه الحملة التي تشنها القوى السياسية الدينية سوف تدفع هذه الشريحة الى معاداتها فانا مثلا سمعت السيد عماد شبيب وهو احد قياديي حركة الوفاق قبيل الانتخابات السابقة يقول من على شاشة التلفزيون انا من مقلدي السيد السستاني واذا تاكد لي ان السيد السستاني قد افتى بانتخاب قائمة الائتلاف فسوف انتخبها وهذا كلام جميل بالنسبة لمشجعي السستاني حتى لو كان كلاما دبلوماسيا فعلى الجهة الاخرى ان تفرق بين عدوها الحقيقي الذي يعتبر قتل الشيعي موجبا لدخول الجنة وبين شخص يقول مثل هذا الكلام ولا ياخذها الغرور وتتصرف تصرفات تجعل عدوها ينفرد بها او لنقل تدفع السيد علاوي الى الالتحاق بمعسكر العدو وهذا ما سوف يحصل اذا لم تلتفت هذه الجهات الى نفسها وتتصرف بشكل سليم.
5-ان كل مسؤول شيعي يصل الى مرحلة قيادية عليه ان يبدد مخاوف دول الجوار التي لها وزنها الاقليمي والدولي ولها التاثير الواضح في القرار الدولي وعليه ان يلغي الفكرة التي تروج بان استيلاء الشيعة على السلطة او حصول الشيعة على حقوقهم السياسية يعني التبعية لايران وهذا ما سعى اليه السيد علاوي وسعى اليه السيد الجعفري وهو موقف حكيم جدا ولا يعتبر حالة سلبية بل على العكس ان اخطاء بعض من وجوه الائتلاف البارزة جعلت هذه الجهات تتحول من موقف المراقب الى حالة الفعل المعادي والمؤثر . وعلى الرغم من انني شخصيا لااتفق تماما مع وجهة النظر هذه لان العديد من دول الجوار قد ساهمت بقتل العراقيين بمساندتها للنظام السابق الا ان رايي ليس راي سياسي ولكنه راي عاطفي والكلمة الفصل في هذا الشان للسياسيين الذين تصل اليهم المعلومات والحقائق ويستطيعون ان يقدروا الامور افضل منا
6-ان السيد علاوي له علاقات واسعة جدا مع العديد من الدول الاقليمية والغربية وهذا مايحتاجه العراق الجديد في الوقت الراهن فينبغي على كل شخص يريد مصلحة العراق ان يستثمر الاشخاص الذين لهم مثل هذه العلاقات بمافيه مصلحة العراق بغض النظر عن المناصب فالمسؤول الذي يترك المسؤولية في الدول الديمقراطية يبقى له دور مهم في مؤازرة الحكومة في القضايا الوطنية المشتركة في دول لها الخيار في العديد من البدائل المتوفرة للاشخاص المؤهلين فمن الاحرى ان يكون الوضع كذلك في العراق الذي فيه الخيارات محدودة.لا ان تثار عليه التهم والاباطيل لاغراض سياسية
بعد هذا الاستعراض نعود الى سؤالنا لماذا كل هذا الحقد على اياد علاوي واياد علاوي انسان وكل انسان له ايجابيته وله سلبياته وهذا الرجل قد تصدى للمسؤولية في احلك الظروف على الرغم من ان هناك اخطاء ترتكب لان من يعمل يخطا ومن لا يعمل لايخطا وهذه حقيقة ثابتة والجواب على هذا السؤال اصبح واضحا جدا اذ ان ايران قد وقعت بوهم كبير بعد سقوط صنم العراق اذ ان حكامها تصوروا ان الوقت قد حان لاقتطاع جنوب العراق او على الاقل تسخير شيعة العراق لخدمة المصالح الايرانية فاخذت تنفخ بنفسها وتنفخ بالقوى المرتبطة بها علها تثير الرعب بقلب الولايات المتحدة من خلال مواكب اللطم والتطبير وغيرها وتتتازل الولايات المتحدة لها عن هذه الغنيمة ولكن اوهامها في العراق سقطت على ارض الواقع ولكنهم يصرون لحد الان على مواقفهم وتاخذهم العزة بالاثم ويتصورون ان الساحة فارغة امامهم ويمكن تحقيق اهدافهم بعد التخلص من عدد قليل من الاشخاص كعلاوي والشعلان وعدد اخر قليل جدا ومن السهولة تصفيتهم او ابعادهم بتلفيق التهم او غيرها,وهذا ياتي ضمن تصورات العقلية الايرانية التي ترى ان الاخرين لا يصلحون الا ان يكونوا خدما لهم وان لايعطى لهم دور اكثر من تقبيل اليد ونراهم يستشيطون غضبا اذا خرج احد عن هذا الاطار هذا هو السبب الحقيقي للحقد على علاوي وليس هناك سبب غيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك