الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزايدات تيرانية

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2016 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أصبح الجميع أساتذة في علوم الجغرافيا وتاريخية الأراضي .. الجميع لديه اليقين الذي لا يُخالطه شك أن " عواد قد باع أرضه " .. الكل يزايد على الكل في مضمار وطنيته .. الكل قد رفع شعار " المواطنة علينا حق " مع أنه منذ ما يقرب من أسبوعين لا أكثر انهالت على شبكات التواصل عبارة " يارتني كنت أنا يا خي " في حادث الطائرة المصرية المخطوفة التي هبطت في قبرص .. هو أسلوب المزايدات الذي يتقنه جيداً الفكر المصري على اختلاف توجهاته وأيدلوجيته الفكرية ..
لا داعي هنا أن أبحث في أحقية الأرض لمن فلست باحثاً متعمقاً في الترسيمات الحدودية التاريخية للأوطان .. لكن أطرح بعض الأسئلة دون أجوبة لعلها تُثير بعض الأمور الضبابية فنستوضح الصورة ..
- هل السيسي بهذا القدر من الغباء بهذا القرار الذي يُدرك جيداً أنه نقطة هامة للمزايدة ونقطة هشة لانقسام ظهيره من المؤيدين ؟؟ ..... – هل من كان قائداً للجيش يُفرط في أرض أقسم أن يفديها بجرة قلم ؟ ... – ألا يعلم وهو صاحب القرار الآن في فترة دقيقة تمر بها الدولة أن تلك القضية سيستخدمها حتماً خصومه المتربصين لاسقاطه ؟؟ .. هل من المعقول أن نربط بين البيع وهبوط الجنيه في الأسواق الاقتصادية بصورة تدعو ولا شك للقلق ؟؟ ..
هي مجرد أسئلة لا يوجد ماهو يقيني في أجابتها لكن دعني أخذ من التاريخ قصة لعلنا نستوضح الاجابات ..
ما أكثر المظاهرات الطلابية التي أنتجتها نكسة يونيو ضد ناصر ومن بعده السادات .. كثرت التهكمات على السادات خاصة عام 1972 الملقب بعام الضباب حتى صوروا السادات بالحمار .. ألم يزايد شباب الحركة الطلابية في ذلك الوقت – الآن هم كبار المفكرين والمحللين الثوريين – على وطنية السادات مشيرين إلى ضعفه وأنه لا يستطيع أن يقود معركة لاستعادة الأرض ؟!! وفي عام 1971 ألم تندلع انتفاضة في وجه السادات لأنه كذب بأنه عام الحسم ولكنه لم يحارب في هذا العام ؟!! لكن الآن الجميع يُدرك أن السادات منذ توليه الرئاسة كانت الأرض هي شغله الشاغل وأنه صاحب الانتصار الوحيد على اسرائيل في العصر الحديث .. وأن ماحدث كان جزء من خطة الخداع قبل الحرب ....
في النهاية من الممكن أن نتأكد أننا لا نعلم كل مايُدار خلف كواليس القصر الجمهوري ونسور المخابرات المصرية .. لا نعلم بالتحديد الدوافع وراء بعض القرارات التي في ظاهرها واضح وضوح الشمس وباطنها سر من أسرار الدولة لايبوح به إلا الأغبياء الذين يذيعون اجتماعاتهم السرية على الفضائيات .. ولا ينجر خلفها إلا حماس البعض الذي منه حب للوطن ومنه مزايدة والأخر تهكمات لاكتساب متابعين أكثرللعاشقين لفن السخرية مع أن عقولهم هي في حد ذاتها أكثر إثارة للسخرية ..
الوضع المصري في غاية الدقة ولامجال للسخرية والانسياق إلى الكلام الثوري الحماسي دون إعمال العقل .. لا نفرط في ذرة تراب للوطن ولو كلفنا إقالة الحكومة واسقاط ألف رئيس لكن إن كنا فقط ندرك كل الابعاد حينها يحق لنا كل شئ .. لكن بما أننا في عام الضباب والرؤية غاية الصعوبة فلا علينا إلا الاصطفاف ليس خلف رئيس أو حكومة بل خلف وطن لا نُريد أن نفقده فنمحى من الوجود ... اصطفوا أثابكم الله .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح