الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمزية الاحتجاج و قداسته عند المناضل الحر ...

محمد ايت الحاج

2016 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يعد الاحتجاج رمز و علامة على عدم الرضى و القبول لوضعية ما او لسياسية ما من السياسات التي تسيير و تدبر الشأن العام ، لهذا شكلت الظاهرة الاحتجاجية شكل من اشكال التظاهر و السخط الاجتماعي على وضعية ما من الوضعيات الراهنة في المجتمع .
اصبح الواقع الاجتماعي المغربي اليوم يعرف العديد من اشكال التظاهر ، و اذا دل هذا على شيء و انما يدل ربما على وجود خلل ما في السياسات الاجتماعية المغربية ، على هذا الاساس ينبغي الانتباه جيدا الى هذا الحراك الاجتماعي الذي يشهده الواقع المغربي اليوم ، لأنه من شأنه ان يخلق انعراج كبير سواء في السياسيات العامة للمجتمع او السياسيات الكبرى للدولة ، و لا ينبغي تجهل الامر و التعامل معه بنوع من العشوائية و عدم الاكتراث ، لان هذا من شأنه ان يخلق ثورة شعبية اذا كانت المطالب المجتمعية تقبل بالرفض و العنف ، و تبقى هنا رمزية الاحتجاج رد فعل يترجم الوضعية السيكولوجية التي يعيشها المتظاهر الذي يمكن ان يفعل ما لا يتوقعه ذلك السياسي الذي يتحكم في مصير هذا الاخير و الذي يتجاهل مطالبه المشروعية في احيان كثيرة ، لهذا لابد الانتباه الى سيكولوجية المتظاهرين ، وهنا يظهر دور السيكولوجي و السوسيولوجي الذي يتتبع الصيرورة السيكولوجية للمتظاهر الذي يعيش حالة المهيجان الوجداني مما يدفعه الى التعبير عن عدم قبوله للوضع بكل الاشكال المتاحة له ، غالبا ما تكون هذه الاشكال التعبيرية تكون على حساب الجسد " بالحرق ... او درجة اكبر كالانتحار " مما ينبهنا على خطورة الوضع الذي يتجاهله الكثير من اصحاب القرار و يعتبرونه كعاصفة ستمر بسلام ، لكن نقول لهم الامر ليس بهذه البساطة التي تتصورون ، تعتقدون انكم في القرون ما قبل التاريخ او في قرون عصر الحجري او ما شبه ذلك ، الامر يتعدى تصوركم الراديكالي هذا الذي يؤمن بالقمع و الضرب و زج المتظاهر في السجن او تصفيته جسديا اذا اقتضى الامر من اجل اسكاته وهضم حقه المشروع الذي يناضل من اجله في اطار سلمي و هو ما يسمى ب " التظاهر السلمي " اي التعبير عن عدم الرضى عن الوضع او المطالبة بالحق المهضوم بطريقة سلمية تعبيرية رمزية ، يهدف من خلالها الى بعث رسالة مشفرة الى صاحب القرار لكي يتدخل و يحل المشكل بشكل حبي و ليس بالتعنيف النفسي و الجسدي و الاقصاء و التهميش .
لذلك لابد من الانتباه الى هذا الامر الذي لا يخدم المصلحة العامة للوطن ، نقول لرجل السياسة ينبغي عليك الرقي بخطابك السياسي و بخططك ، لان الملاحظ عليك انك تجاهل اهم اعضاء الجسد الاجتماعي هم " الافراد " الدين يشكلون عنصر مهم في النسق الاجتماعي الذي تقوده حضرتكم و تجهلون عناصره الاساسية ، لذلك لازلتم الى اليوم في ظل المجتمع المعاصر الذي رفعوا فيه قيادكم شعار " الديمقراطية الواهية " تعيشون بالجهل و مع الجهل في ظل مجتمع افراده يفهمون كل شيء ، و على هذا الاساس نقول لكم غيروا من سلوككم و ارتقوا الى المستوى الذي يطمح المواطن ان يراكم فيه ، ارتقوا و اتركوا ذلك الاسلوب الهمجي في التعامل مع المواطن ، و اعلموا جيدا ان وجودكم رهين بوجود المواطنين و بالتالي ينبغي اعطاء الاولوية و الاهتمام للمواطن في سياستكم و في مخططاتكم و مشاريعكم الانسانية ، عليك ان تستحضروا امامكم دائما فلسفة الانسان ، بها ستخلقون عالم ديمقراطي يحترم التظاهر و الاحتجاج الذي يعبر على اسلوب حضري ديمقراطي ، شريطة ان يرفع فيه شعار "السلم و لا للعنف " .
و هذا يستدعي ضرورة تكتيف الجهود من اجل انتاج ابحاث سوسيولوجية و سيكولوجية تهتم بظاهرة الاحتجاج و تبحث فيها بطريقة علمية اكاديمية ، و الغرض من هذا هو من اجل اعطاء الصورة للرجل السياسة بخطورة الظاهرة التي يعالجها بالعنف و القمع و التصفيات الجسدية و ما الى ذلك .
و يبقى سؤال معلق : الى متى سنصل الى مستوى الايمان بالإنسان و بحقوقه ؟؟ متى نتخلص من الذاتية و الانتهازية ؟؟
م- ايت الحاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرا لصالح باي


.. متضامنون مع غزة يصطفون على جسر أدولف بلوكسمبورغ




.. حادثة طعن 4 معلمين أميركيين شمال شرق الصين


.. رواد فضاء صينيون يخضعون لتدريبات تحت الماء




.. موسم السفر آت.. الوقوع في الأخطاء قد تكون بسيطة لكن نتائجها