الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرموز الانتخابية جزء من تراثنا الانسانى

حجاج سلامة

2005 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ترجع نشأتها إلى الفراعنة و العصور الوسطي بأوروبا
الرموز الانتخابية جزء من تراثنا الانسانى
بالرغم من أن العالم بدا يطور العملية الانتخابية باستخدام التقنيات المتطورة مثل الكمبيوتر وشبكة الانترنت إلا إننا مازلنا نتمسك بالرموز الانتخابية بل وتتمسك بعض الأحزاب برموز معينة كالهلال للحزب الوطني .
ويرجع استخدام الرموز الانتخابية في مصرلقانون مباشرة الحقوق السياسية 73 لسنة 1956 الذي ألزمت المادة 29 فقرة 3 منه اقتران اسم كل مرشح للانتخابات وكل موضوع مطروح للاستفتاء بلون أو رمز يحدد وبقرار من وزارة الداخلية .
وكان السبب الرئيسي لاستخدام هذه الرموز نسبة الأمية المرتفعة في المجتمع المصري .
وقد أصدر وزير الداخلية أول قرار يحدد الرموز الانتخابية ويدون بها أسماء المرشحين وصفة المرشح ورمزه الانتخابي .
وكان عمل الرموز 31 رمزا حيث كان عدد المرشحين يتراوح من 3: 10 مرشح في الدائرة ومع تزايد أعداد المرشحين في الانتخابات ألتاليه أصدر وزير الداخلية في عام 1984 قرارا بزيادة الرموز إلى 100 رمز بالسخرية بل وأعطى القرار 59 الحق للمرشح في تغيير رمزه الانتخابي في خلال سبعة أيام من تحديد الرموز . ومصر لم تنفرد باستخدام الرموز الانتخابية فهناك عديد من الدول في أفريقيا واسيا والدول التي تعانى من الأمية تستخدم هذه الرموز .
وبعيدا عن العملية الانتخابية فان الرموز تلعب دورا هاما في تسهيل المعرفة فهناك مئات من إعلانات وإشارات المرور على الطرق المختلفة وإشارات ورموز نراها في الفندق والمطعم والمتحف والمسرح والسينما والخرائط وكتب الاطغال ومكاتب البريد والكتب الطبية وصفحات المصحف خاصة الرياضيين والمعارض والتواري والعقارات والطائرات والسعن حتى اجتمعت مصطلحات عالية تسهل المعركة وتيسرها للجميع مع اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ومعارفهم ومداركهم . لقد أصبحت الرموز هي اللغة العالمية الوحيدة التي لا يختلف عليها اثنين والتي بسطت التعامل للغرباء ويسرت المعرفة للأطفال والأميين أيضا . ولعلك لا تدرى واتت تستخدم هذه الرموز في حياتك اليومية انك تستعين بأقدام لغة في العالم المتحدث مفرداتها على الرموز المرسومة هي اللغة الهيروغليفية " القديمة " وانك أمام اثر من آثار اعرض حضارة أثرت الفكر الانسانى فالفراعنة استعانوا برسم الوجه تعبيرا عن النهر والريشة تعبيرا عن الصقر " رمز الإله حورس " والجبل بثلاث مثلثات والعدالة بالميزان .
وهل قدري ان بعض الرموز الفرعونية حلمت حتى الآن تعبر عن المعاني والأشياء والمدلولات منها مثلا رسم الأفعى رمزا للصيدلة والميزان رمزا للعدالة والقناع للتمثيل والمسرح والبيضة والخرزة الزرقاء وغيرها لسهولة الرمز في التعبير ووضوحها وجاذبيتها . وأننا حين نتمسك برموز المرشحين نتمسك بجزء من تراثنا .


لغـة عالمـية

وكما يقول الباحث عبد المنعم عبد العظيم فقد كانت الشعارات ، بشكل ما ، هي الرمز واللغة في عالم العصور الوسطي . غير ان بعضهم أخطا خطا كبيرا ، في ان جعل منها علامة على زهو الإنسان ، في حين أن الأمر لا يعدو كونه وسيلة للتعرف . ان هذه الفروسية التي ميزت العصور الوسطي ، كانت ظاهرة عامة ظهرت لدى جميع شعوب ذلك العصر ، إذ كان كل منهم يتخذ شعارا خاصا به . كان شعار الفرنسيين مربعا طويلا ، به استدارة بسيطة عند الزاويتين السفليتين ، وقاعدته بها التواء . كان شكله الاصلى ، اقرب إلى شكل المثلث . اما شعار البرتغاليين والأسبانيين والهولنديين ، فكان مستديرا من قاعدته . وكان شكلة بيضاويا في العادة ، ومستديرا في شعار الإيطاليين . وكان شعار الإنجليز مشابها لشعار الفرنسيين ، فيما عدا قمته التي كانت تمتد بأطراف أفقية وللشعار الالمانى دائما شكل شعار المباريات ، ذو تقوسات أو بدونها . وأخيرا كانت النساء تحملن شعارا على شكل المعين .
والواقع ان تمييز الشعار ، واقترانه بالإقطاع ، يدل على صعوبة تحديد العصر الذي بدا فيه استخدامه تحديدا دقيقا ، ولذلك فان نشأته ظلت غامضة هذا وقد كانت الشعارات موجودة في القرن العاشر . وفى التاريخ ، تظهر إشارة إلى قطع القماش التي وجدت فيما بعد في الأجزاء الرئيسية للشعار في عام 984 ، في المبادرة التي أقامها في جوتنين ،دوق ساكس هنرى لوالور الذي صار فيما بعد فيما بعد إمبراطورا على ألمانيا . وفى القرن التالي وجدت شعارات في فرنسا . ويبدو خاتم ادالبرت دوق ومركيز اللورين ( 1030 ) على هيئة نسر طائرة على انخفاض ، ويبدو خاتم روبرت كونت افلاندوز ( 1027 ) محملا بأسد ، أما خاتم سان جيل كونت تولوز ، فكان يحمل صليبا مفرغا ومرقطا . غير أن الشعارات لم تنشا تماما الا بعد ان أصبحت الشعارات النبالة وراثية ، وكان ذلك في عهد الحروب الصليبية ، كما يقول بعض المؤرخون ، أو ابتداء من القرن 12 كما يقول آخرون ويؤكد علماء الشعارات ، إنها لم تكن موجودة قبل الفروسية اى قبل الإقطاع . ومع ذلك فان بعض العلامات الرمزية التي كانت تستخدم في معظم المجتمعات القديمة استخدمت فيما بعد ضمن الشعارات ولم يتعد الأمر هنا الاستخدام علامات رموز جديدة ، أو لغة جديدة
ويؤكد بيترا سانكتا انه لابد من الرجوع إلى الوراء أو إلى عصر الآشوريين للعثور على أولى عناصر فن الشعارات .
وهو يقدم تدليلا على ذلك ، " حمل " ، نمرود و الكلب العابر " لأنوبيس ، و" النسر الذهبي " لملك ميديا . وعلى كل حال فان اسخيلوس ، وهو يصف شعارات الرؤساء السبعة الذين كانوا يتقاتلون أمام طيبة ، ذكر شعار تيديهالذى كان فوق درعة " سماء متوهجة بالنجوم " يتألق في وسطها " نجم الليل " والارجونوت الذين خرجوا لاستخلاص " الخصلة الذهبية " من براثن التنين ، كانوا يستخدمون علامات خاصة للتعارف اما الاسكندر الأكبر فقد أعطى لجنوده علامات شرفية ، كان يحتفظ لنفسه بحق توزيعها . وأخيرا فان شعوبا عديدة من عصر ما قبل الميلاد ، كانت تستخدم بعض الرموز والعلامات والأشكال القومية المميزة ,كانت تتألق فوق رؤوس جنود الكتائب . وهى في هذه الحالة مجرد دلالات رمزية , يجب إلا تلتبس بالشعارات .

هل هو علم محدد

ظلت الشعارات ، لفترة طويلة تحتل مكانة العلوم , بل إنها كانت في نظر بعضهم أولى العلوم . كان الغرض منها وصف شعارات نسب وتركيباتها , التي كانت كل اسرة نبيلة أو من العامة , بتناقلها ابا عن جد للتدليل على قدمها ونبلها .
وللفظ الفرنسي مشتق من الألمانية ومعناها النفخ في البوق , وهى الكلمة الوحيدة التي يمكن استخدامها في اللغة الفرنسية , للدلالة على وصف الشعارات ( ... ) وهى تشير إلى ما كان يحدث , عندما يتقدم احد الرفسان أمام الحاجز , ليظهر شخصيته للرسل المنظرين للحرب فينفخ في البوق , وعند إذ يقوم هؤلاء الرسل للتحقق من شخصيتة , ويعلنون السامح له بالدخول بالنفخ في البوق هم الآخرون . وبعد استخدام الدور ع المغلقة , أصبح استخدام الشعار حتميا بين الطبقات الإقطاعية , وكانت أولى ( الشعارات ) ناطقة أو ايمائية عندما تكون الألقاب غير دالة على شيء معين وفى هذه الحالة , كانت الشعارات تدل على الصلات الأسرية , أو على الفضائل , او الوظائف وكانت أولى الشعارات ذات طابع شخصي , وكان جانبها الأيمن , يواجه الجانب الأسير للناظر إليها . وكان من الممكن أن يوجد شكل ما في كل من نقاطها التسع , وكان أهمها في الوسط , أو قلب الشعار . وتتبع توزيعاتها كل التكوينات التي يمكن الحصول عليها , بإيصال هذه النقط بعضها يبعض بطرق مختلفة , وكانت كل منها تحمل اسم محددا . وإذا كان الخط الذي في وسط واجهة الشعار راسيا , سمي الشعار " منصفا " وإذا كان هذا الخط قطريا في اتجاه من اليمين العلوي إلى اليسار السفلى سمي " منحوتا " أما إذا كان في اتجاه القطر عكس ذلك سمي " مشطورا " وإذا قطعوا قطران سمي " مقسما " ويعزى تقنين أوضاع الشعارات إلى جوفرى دى يرويى غير أن أول بحث في هذا المجال إنما يرجع إلى عهد فليب اوجيست وكان البحث مهدى إلى الملك . ومنذ ذلك الوقت شاع استخدام الشعارات في كافة الحفلات الرسمية التي النبلاء يدعون إليها .
وكان أول اهتمام يبدوه الشخص الذي يرى الاندماج في هذا المجال هو التدليل على نبلة بإبراز شعاره . ولما حل عصر النهضة ارتفع شان الشعار وتعددت استخداماته . وكان يظهر على الأتباع الذين يحملون شعارات الأمير وعلى قطع الأثاث وكان صاحب القصر بضعة على كافة العثور بدلا من التوقيع عليه او لضمان صحتها كما كانت الشعار يوضع على الأختام التي تعتبر من أقدم تقاليد المجتمعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟