الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأخيرا قلنا للمرحوم العراق - الفاتحة

جاسم محمد كاظم

2016 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لازلنا نعرف شخصه الكريم وتفاصيل جسده تمام المعرفة قبل وئده في تراب النسيان فهو مشهور في كل كتب الجغرافيا فرأسه يلامس من الشمال جليد جبال زاكروس الأبيض بينما تقع أرجلة على حافات صحراء موت صفراء لاهية .
ملفوف بخط عرض 29 حتى 38 يقطعه خط طول مابين 38 إلى 49 يجعله متوازيا مع موسكو وصنعاء كما ترسمه إحداثيات الجغرافيا .
وبرغم اصالتة واسمه المقترن في التاريخ الغارق في الأزلية كما يحلوا لبعض الكتاب إن يتكلم إلا إن من الثابت إن هذا الشخص لم يخلق بإرادة إلهية أو بإرادة بشرية لسكان أصليين كما هي الدول الأخرى تعبر عن مصالح سكانها بل تم ولادته وخلقة بعملية ملكية كان جراحها ونستون تشرشل أو مثل مايصفة "اريك لوران" في كتابة "أسرار حرب الخليج الصفحة 24 "( ان الكيان العراقي شي مصطنع ظهر إلى الوجود بعد اتفاقيات سايكس بيكو بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة) حتى يصل بالقول (وتعتبر الفكرة التالية أجمل تعبير عن الواقع العراقي)
"العراق حصيلة نوبة جنون اصابت عقل ونستون تشرشل الذي أراد الجمع بين حقلين للنفط لايوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لايجمع بينهما جامع :الأكراد .السنة والشيعة "

ولم ترق كلمة " ميزوبوتاميا " بلاد مابين النهرين " لمليك و مالك العراق الأول فابدلة إلى "العراق" . وان كان المتنبي قد جمعة مثنى قبل فيصله الأول بألف وأربع مئة سنة وهو يمدح سيف الدولة الحمداني عن بعد من تراب الكوفة .
" فليأمن العراقان والشام ..... وسراياك دونها والخيولُ " .

لكن العراقان لم يأمنا يوما أبدا فكانا من أكثر بلاد الأرض فتنة حروب ودماء حتى صنفت البصرة بلاد الفتنة والكوفة ارض الثورة .
إلى إن كانت ثورة الثورة في منتصف شهر تموز دق باستيل اللصوص والإقطاع من قواعده وأعاد هذا العراق المخبوء في جيوب الغير إلى أهلة الشرعيين .
لكن هؤلاء الأهل لم يكونوا مؤهلين لحفظ أمانة ثقيلة لاختلاف معادنهم وبلبلة لسانهم كما يحلوا لأصحاب الرب إن يصفوا اختلاف الأمم ومعادنها فورثوه ميتا بدون إن يقف وارثيه على عتبة بابه دقيقة صمت واحدة لقراءة الفاتحة ويمسحون وجوههم في أخر الأمر بكلمة... آمين .. وتخلد روحة الهائمة في الأجواء بطقوس وتعازي يوم" السبعة " حيث يقوم أهل الميت بعمل وليمة على شرف الراحل تتكون مأدبتها الدسمة من إطباق الرز المزين بسبع دجاجات وبيضات وخروف واحد .
ولم تعد له الروح كما يقول قدماء المصريين في يوم الأربعين واخذ الوارثين الجدد يستوردون بدمه الأسود النابع من أرضة باذنجانا إيرانيا " لمرق الغداء" وقشطه كويتية لإفطار الصباح بنظام المقايضة المنقرض قبل ظهور النقد بعد إن توقفت عجلات مصانعة عن النبض وأصاب العقم رحمة أرضة الخضراء عن إنجاب بضاعة أو سلعة وأصاب العطب رؤوس مثقفيه حين بدئوا يصدقون قصص العرافات بانتظار مخلص أزلي غارق في السرمدية .
عراق اليوم سيموت قبل إن تسمع آذانه بعد أغنية مجيدة من لحمة ودمه تلحنها أيدي ابنائة تضرب بخفة في عالم الأوتار تكون له كشعار "روجيه دو ليل " الذي جلس في غرفته وحيدا يضرب على أوتار الكمان وينشد لفرنسا المارسيليز

( هيا هيا أبناء الوطن ... إن يوم المجد قد حضر)

ذلك النشيد الذي قال فيه واحد من أشهر جنرالات فرنسا.
"" أعطوني المارسيليز وألف جندي اضمن لكم النصر على جيوش النمسا الهائلة ""
واستعار حتى نشيده الوطني جاهزا من فم إبراهيم طوقان الفلسطيني الحالم بوطن السيف واليراع بعد إن عقمت أوتاره عن عزف نشيده الوطني .

عراق اليوم إصابته خلايا "الغنغرينا " وينتظر من جراحية الجدد بتر أطرافة واحدا بعد الآخر يوم دخل نفق المحاصصة والدرجات الخاصة وأصبح نفطه الدافق المكافئ لمايزيد على ال100 مليار دولار سنويا فيئا في جيوب البعض بينما يجلس أكثر من نصف ساكنيه على رصيف الفقر ولهذا ترى العراقي كارها لكل سلطة حاكمة ديكتاتورية كانت أم ديمقراطية فهو يتصورها تجثم فوق نفسه أولا قبل أن تجلس على كرسي الحكم لأنها تحاول اذلالة أولا عبر كل وسائل الاكراة والقمع من الجيش والشرطة فقضبان السجن والقوانين الجائرة لذلك بقي هذا العراقي مرتزقا في أرضة وابخس شيئا فيها .
لذلك كانت السلطة عدو العراقي الأول وهمة الشاغل ويظهر هذا جليا في انتقامه المهول منها حين تتهاوى أركانها المهشمة إلى الأرض .
ولم يرى التاريخ التاريخ ويسمع شيئا عن أناسا دمروا مؤسسات بلدهم مثل ماسمع وشاهد ارتال العراقيين وهم يحرقون العراق وينهبون حتى المستشفيات الحكومية ويقتلعوا مؤسسات الخدمة لأنهم يرون فيها نفس السلطة النتنة وإدارتها البوليسية التي تحاول إذلالهم على الدوام .
لذلك انطبعت بهذا الساكن بعض العادات السيئة فتراة نهابا. سلابا يتحين الفرصة لسرقة وطنه لانة لايرى فيه وطنا حقيقيا بل غنيمة يتملكها المتسلطون الذين يحاولون على الدوام تغيير الواقع وإشغال عقل هذا الساكن بقضايا ثانوية في جوهرها تزييف واقعة المعاش وتحويل قضاياه المصيرية إلى قضايا تافهة عبر نقل وتحويل تناقضات الداخل المحترب مع نفسه بفشل السلطة الحاكمة وانكشاف أمرها إلى قضايا خارجية لإشغال عقلة بمؤامرات خفية تشنها علية دول الجوار عبر إعلام متخصص لهذا الغرض لاستكمال استلابه وتجهيله على الدوام لذلك عاد عراق اليوم إلى ماقبل ونستون تشرشل بأول فرصة للخروج من نفق حكم الغير للغير .

لكن رؤية الشعراء الحالمة قد تكون مخالفة لكلمات الكتاب المتشائمة لان الشعراء يسبحون في بحار الكلمات ينحتون الكلمة بروعة تمثال لحسناء منتصبة يرون العراق مثل طائر السلمندر كلما دب في خلاياه الهزال و الوهن والمرض يرمي نفسه في نار لاهبة لكي ينهض من جديد كاسطورة تموز وهو يشق ارض الموت والجدب كلما طال غيابة في الأرض كلما كان عمرة الأتي لايعترية الموت مثلما قال فيه احد شعرائه يصف قلبه النابض بالضوء والحياة والأمل .

" مرت عليك ماسي الأرض أجمعها
وصوتك فيك أحـــقابا حرائبـــــــــها
وأنتِ حبلى بكل الضــوء أجمعهٌ
صمت البراكين إذ تغلي رواسبها
ما عقمت الأرض يوما وغيض بها
إلا وشعشع من بغـــــــــداد جانبها "...1


جاسم محمد كاظم

1- الأبيات للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم ثورة الثوره
طارق ( 2016 / 4 / 17 - 00:20 )
نعم أيها الكاتب العميق السيد جاسم , مقالاتك هي الإيقاع الشعري بعينه , أنت رسامٌ مبدع في مقالاتك , ففي كل مقاله من مقالاتك أرى تحفه فنيه راقيه متكاملة تجسد فيها مأساة ميزوبوتاميا


2 - وطن ممزق وشعب تعيس
طلال السوري ( 2016 / 4 / 17 - 03:41 )
عند تأسيس الدولة العراقية اختار البريطانيون نظام الحكم في بلدهم لتطبيقة قي العراق---- والذي ساواك بنفسه ماظلمك --- وهذا نظام الحكم الذي يعرفه البريطانيون ملك ومجلس منتخب ومجلس معين ----

وفي بريطانيا يوجد الانكليز (بروتستانت) والاسكتلنديين والويلزيين والايرلنديين (كاثوليك) اي اربعة قوميات ومذاهب مختلفة تجمعهم الديمقراطية

ولكن العراقييون ارادو ان يمضو الى مايريدون وفعلا هذا ما حصل ومضينا الى ما نريد وطن محطم وشعب تعيس

الرحمة للعراق


3 - تسلم وتعيش ايها الاخ العزيز طارق
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 4 / 17 - 05:27 )
تعيش وتسلم اخ طارق على هذة التحية


4 - سيعود
علي عدنان ( 2016 / 4 / 17 - 07:53 )
وتزيل كل الياس وضياع الامل في شفاء وعودة لوطن اخرج علي ابن ابي طالب وعبد الكريم قاسم بنهاية موضوعك
هناك بارقة اذن وبلدنا لابد ان يزيل كل الاحباط والقحط واردان الفساد واوساخ المغامرين وسياسي الصدفة والحاقدين عليه وعلى شعبه من بقايا القومجية والبعثيين والمتاسلمين
سيعود من جديد وهذه المرة لن يتساهل الشرفاء مع مرضى السلطة والمجرمين كما تساهل علي ابن ابي طالب وعبد الكريم قاسم


5 - الاخ العزيز طلال تحياتي
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 4 / 17 - 10:13 )
لقد بنت بريطانيا العراق على اساس اقطاعي للمتنفذين واصحاب الاموال وتركت الفقراء يعيشون الكفافا ..شلة مترفة من السياسيين والاقطاع وكبار الرجالات وشعب تعيس محروم من كل شي فكان ماكان من الثورات والايدلوجيا الف تحية


6 - الاخ علي عدنان الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 4 / 17 - 10:17 )
وعلى راحتك كلنا امل بكم وبكل الخيرين لاعادة الروح للعراق من جديد اسمى تحية


7 - المرحوم عـــــراق
طارق ( 2016 / 4 / 17 - 11:19 )
نعم أستاذ طلال الجيش العراقي أسسه الأنكليز على طريقتهم الأنكليزيه فكان جيش منظم نزيه شجاع , مهني وهذه هي من مميزات المدارس العسكريه الأنكليزيه التي درس فيها خيرة ضباط الجيش العراقي , فتوجت شجاعة هذا الجيش بإنقلاب 14 تموز الذي تحول الى ثورة شعبيه عارمه , فكان الأنكليز فخورين بهذا الأنقلاب تقوده المؤسسه التي تخرج قادتها الشجعان من مدارسهم . وللأسف تحولت تلك المؤسسه العريقه تحت قيادة البعث الفاشي وبالأخص تحت إمرة المجرم صدام الى مؤسسه فاسده مهدورة الكرامه مخصيه مطيةً لصدام يسوقها هذا المجنون أينما يريد حتى تلاشت وتلاشى معها المرحوم عـــــــــراق


8 - الفرق كبير
مريد أبو ديه ( 2016 / 4 / 18 - 03:29 )
قاسم قاد العراق إلى العبودية وجورج بوش قاده إلى الحرية
الفرق كبير

اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا