الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة!

طلال الربيعي

2016 / 4 / 17
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


المؤسسات الفاسدة في ما يسمى بزعيمة العالم الحر, الولايات المتحدة, استخدمت, لعقود من الزمن وبنجاح, المسرح السياسي لخلق الوهم بوجود الديمقراطية. يُمكن فقط, في هذه الديمقراطية المُدجنة, انتخاب المُرشحين المُعتمدين من قبل الشركات ومؤسسات المال لتقلد مناصب رسمية, بما في ذلك باراك أوباما، الذي تم "تعميده" من قبل الماكنة السياسية في شيكاغو. يكاد يكون من المستحيل في نظام النيوليبرالية الشمولي المقلوب رأسا على عقب التصويت ضد مصالح إكسون موبيل، وبنك أوف أمريكا، رايثيون أو جولدمان ساكس. وفي جميع القضايا الهيكلية الكبرى، المتضمنة عدم تنظيم وول ستريت إلى الحروب الإمبريالية وسلب الحريات المدنية، كانت هناك استمرارية كاملة بين إدارتي بوش وأوباما.

وأصوات المواطنين ترتفع الآن في شوارع واشنطن وكولورادو, وفي بلدات ومدن: مثل فيرغسون وبالتيمور حيث تقتل الشرطة وتروع الفقراء من غير البيض. وتتعالى في لوس انجليس اصوات العمال, ممن يتقاضون أجورا واطئة, من اجل عالم آخر اكثر عدالة. وأصواتهم ستصم الآذان اذا انضممنا اليهم. وهم سيخلقون أنواعا من الحركات التي, بمفردها, قادرة على تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي.

وفي لندن يتظاهر عشرات الآلاف من الناس احتجاجا على سياسة التقشف الاقتصادي, مطالبين بنظام صحي عادل وبفرص العمل والتعلم وتوفير السكن.

كما يتظاهر في باريس عشرات الالوف من الطلاب واعضاء النقابات بالضد من تغيير قوانين العمل التي ستؤدي الى المزيد من البطالة وتدهور مستوى المعيشة.

ونحن جميعا لدينا القدرة على رفض الانصياع الى شريعة الغاب النيوليبرالية, وينبغي علينا أن نرفض التواطؤ في انتحار جماعي للجنس البشري. يمكننا جلب الديمقراطية الى الشارع من خلال الانضمام إلى المقاطعة والمظاهرات والإضرابات والحركات الشعبية، ومن خلال تنفيذ أعمال العصيان المدني. وبذلك نوقد ارواحنا لكتابة سردية أخرى لوجودنا و نفضح آليات الموت للسلطة.

ان "النخب" في ورطة. لقد فقدوا المصداقية. وسقطت اقنعة النيوليبرالية والعولمة كأدوات استغلال للشركات. ولم تعد المليارات التي تٌنفق على الدعاية للحفاظ على وهم الديمقراطية وفوائد "السوق الحرة" قادرة على العمل. والحروب التي لا نهاية لها لم تجعل الولايات المتحدة أو أوروبا أو الشرق الأوسط أكثر أمنا، وكُشف القناع عنها كاسواق سلاح مضرجة بالدماء لصناعة الحرب المُتضخمة بتريليونات الدولارات المسروقة من قوت الشعوب.

صناعة الحرب، مثلها مثل جميع أنظمة شركات الاستغلال، هي انظمة موت. أنها اعتداء على كوكب الأرض التي هي في حاجة ماسة لبنى تحتية تعمل بطاقة نظيفة ولنظام اجتماعي قائم على المساواة وجعل الحياة ممكنة. نحن في معركة تهدف الى هزيمة أطروحة الموت. وهي معركة من أجل الحياة. ونحن قد نخسرها. فهذه الأنظمة قوية وقاسية. ولكننا نطفئ شعلة الامل إذا كففنا عن المقاومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن