الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس من دروس قرقنة المعركة قبل كل شيء تحسم مع أجهزة القمع و المطلوب أولا هو كسر الذراع القمعية للعصابة الحاكمة

بشير الحامدي

2016 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ من دروس قرقنة
المعركة قبل كل شيء تحسم مع أجهزة القمع و المطلوب أولا هو كسر الذراع القمعية للعصابة الحاكمة
ـ 1 ـ
ستظل أغلب معاركنا الطبقية بلا أفق حقيقي للانتصار ليس فقط لغياب الانتظام المستقل بل أيضا لغياب الوعي بالاستقلال عن أجهزة النظام. ستظل الحركة الثورية تتعثر ودائما في وضع عود على بدء ما لم تستقل سياسيا عن أجهزة الوفاق الطبقي وأحزاب النظام ونقابات السلم الاجتماعي التي لا ترى في الحركة الثورية إلا مجرد قدرة على وفاق جديد أو من أجل تحسين المواقع في السلطة أو في المعارضة. الانتظام المستقل والسياسة المستقلة وكسر العزلة وتوسيع المعركة أفقيا ودفع المعنيين بها جميعا للانخراط فيها من مواقعهم هو المطلوب اليوم من الجماهير المسحوقة وقطاعها الأنشط ـ المعطلون والشباب ـ ومن المجموعات الثورية وممن بقي صامدا ومازال مستعدا لمواصلة الانخراط في المعركة الطبقية. أولى المهمات وقد بات ذلك واضحا ومطلوبا هو نسج شبكة انتظام ذاتي ممتدة على مستوى كامل البلاد قوامها شبكة دفاع ذاتي فقد بينت الأحداث من 17 ديسمبر إلى اليوم أن المعركة قبل كل شيء تحسم مع أجهزة القمع و أن المطلوب أولا هو كسر ذراع العصابة المنقلبة. الحركة الثورية وكما عبرت عن نفسها في عديد المعارك و آخرها معركة قرقنة مطالبة بكل هذا وميزان القوى لا يتغير دون تحقيق كل هذا.
وكما قلنا دائما وكررنا لاشيء يأتي من خارج الحركة ولا مقاومة ولا انتصارات ولو جزئية دون استقلال سياسي وتنظيمي عن النظام و أجهزته ودون شبكة دفاع ذاتي.
مقولات النضال السلمي الديمقراطي انتهت إلى فضيحة وإلى تحول أصحابها إلى مجرد "جندرمة "حراس للنظام. لا مقاومة حقيقية دون وعي كل هذا وتجاوزه والكلام هنا موجه للمليون معطل عن العمل ولملايين الشباب الطلابي والتلمذي ولمن مازال قادرا على المقاومة بالفعل.

ـ 2 ـ
لا حل لمواجهة القمع والعنف البوليسي السافر إلا بالانتظام الذاتي في مجموعات دفاع ذاتي.
خيار القمع لا يمكن مواجهته بغير الصمود و توسيع ساحة المعركة والانتظام والمقاومة.
قرقنة مواجهة جديدة مع ارهاب الدولة.
في قرقنة سقط قناع التخفي بالمدنية وظهر الحاكم على حقيقته وكما هو دائما جهاز إرهاب في يد العصابة الحاكمة.
قرقنة درس آخر في أن العصابة متمادية في تجريم كل مقاومة
بقرقنة مازال 17 ديسمبر يقاوم الانتكاس ومازلت الأغلبية التي لا تملك تتحسس اتجاه المقاومة والاستقلال التنظيمي والسياسي والتسيير والادارة.
احتلال الداخل لا يمكن كسره إلا بتنفيذ مهمة ننتظم ونقاوم.

ـ 3 ـ
الحقيقة الثورية الوحيدة التي يمكن تأكيدها هي هذه التي تظهر من حين إلى آخر في تحركات البلدات الصغيرة عقارب جبنيانة بوزيان العمران تالة الفحص ووو ...سابقا وقرقنة حاليا .... إنها تلك التحركات التي من سلسلة المواجهات التي عرفناها بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011 .
إن هذه التحركات هي التعبير الأكثر جذرية على حقيقة الصراع وعلى عمقه وعلى تناقض مصالح قطبيه : الأغلبية التي لا تملك من جهة وسلطة الانقلاب من جهة أخرى.
هذه الحالات المتجذرة في المواجهة التي تبرز بشكل متقطع من حين لأخر ولكنها لم تنقطع هي الصيرورة الثورية الحقيقيّة التي لم يقدر كل حراس النظام على إخمادها.
إنها جنين المقاومة الشعبية الثورية وجها لوجه مع النظام مجسما في جهازه القمعي أداته السافرة المجرمة بوليسه وجيشه.
الجماهير في هذه المواجهات تواجه كجماهير وتواجه دون تحشيد ودون انتماء حزبي إنها تواجه فقط من موقعها الطبقي ودفاعا عن حقوقها.
في هذه المعارك تنخرط الجماهير ولو بشكل جزئي وغير مكتمل في المقاومة والدفاع الذاتي والتنظّم الذاتي وليس المهم الانتصار في مثل الوضع الذي عليه ميزان القوى الحالي إنما المهم هو الانخراط في المقاومة وكسر وعي التسليم بالأمر الواقع .
أن هذه التجارب الجذرية في المقاومة والتنظّم الذاتي ظلت ومازالت معزولة ولم تنبثق عنها أطر ثورية واعية بضرورة الانتقال من الاحتجاج والمطالبة إلى طور فرض الإدارة و التسيير الذاتين محليا ـ أمن قضاء إدارة برلمان ... إلخ.
لا سيادة للأغلبية التي لا تملك ولا تحرر دون ديمقراطية قاعدية وتسيير ذاتي.
هذه المقاومة التي تتجلى فيها أشكال التنظّم الذاتي الثورية الكفاحية هي المطلوب دعمها وتعميقها و محاربة عوامل انحصارها وضمان ديمومتها وانتشارها . إنه الطريق الوحيد الذي يضمن للأغلبية سيادتها و الانتصار على العصابة الحاكمة الفاسدة وعلى نظام القمع والاستبداد نظام رأس المال وكل حراسه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
17 أفريل 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت