الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب غير موفق داخل البرلمان العراقي

سوزان ئاميدي

2016 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


البرلماني هو اداة للكشف عن المخالفات الحكومية ومتابعة تنفيذ القوانين والقرارات وهو اداة للاستفهام والاستعلام ايضا , فكم من برلمانيي العراق في مستوى يمكن ان يناط اليه كل هذه المسؤليات المهمة فضلا عن مسؤوليات اخرى ؟ .
من المؤكد ان هؤلاء البرلمانيين منتمين بالاصل الى كتل واحزاب وتيارات سياسية مختلفة , وولائهم لهذه الانتماءات اكثر بكثير مما هو للصالح العام , بمعنى اخر عملهم الاساسي مؤطر بمصالح انتمائاتهم الضيقة . ويبقى البرلماني عرضة للانتقادات من قبل الشعب في حال عدم وفائه بتعهداته لبرنامجه الاصلاحي الانتخابي , بمعنى آخر انه اصبح امام ضغط الشارع العراقي مما دفع به لموقف الاعتصام داخل قبة البرلمان , فهل هي صحوة ضمير بعد 13 سنة من عدم نكران الذات والاهمال ؟ .
تبدو هذه الصحوة غير موفقة لعدة اسباب , فالاعتصام جاء بعد مواقف متتالية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدعوا للاصلاح مما عزز تخوف وارباك البرلمانين واثارت حفيظتهم , فوجدوا انفسهم امام خيار واحد لا ثاني له , وهو الانقلاب على العملية السياسية برمتها , وهذه كانت اول خطوة نحو الفشل , إذ تعالت صيحاتهم وهتافاتهم باسقاط رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية (الرئاسات الثلاثة) وكأنهم في ثورة ضد نظام حكم فاسد لاشان لهم فيه, متناسين انهم اسياده او تابعين له. والسبب الثاني : هو قصر نظرهم اتجاه الموقف السياسي الذي اتخذوه ومدى قانونيته , فبعد ان اعلن المعتصمون ان عددهم يتجاوز ال 170 برلماني إظهر التسجيل الصوري عند التصويت على اسقاط رئيس البرلمان العراقي ان عددهم الحقيقي هو 131, واخيرا وجدوا انفسهم في كف الميزان يقابلهم رئيس البرلمان ونائبيه وكتلهم و رئيس الوزراء ومؤيديه و رئيس العراق وكتلته المتمثلة بـ التحالف الكوردستاني وتيارات وجماعات اخرى كالبدريين في الكف الأخر . والسبب الثالث : هو ان بعض المعتصمين متهمين بجرائم وفساد والبعض الاخر لهم مواقف شوفينية يجعل من الاخرين التوجس لمطالبهم في التغيير . السبب الرابع : تتمثل بخطاباتهم المتشنجة والتهديدية في جميع وسائل الاعلام مما عزز من الانقسامات والخلافات السياسية . السبب الخامس : انهم اختارو وقتاً غير مناسب جدا , اولا : وهو الاهم , فان العراق يمر بمرحلة تاريخية عصيبة وهو يحارب اعتى ارهاب في العالم , ويقوم بتحرير المناطق المحتلة من داعش الارهابية . ثانياً : ان رئيس الوزراء حيدر العبادي كان في طريقه الى تقديم برنامج اصلاحي تحت مسمى (الحكومة التكنقراطية ) وقد قدم قائمة باسماء وزراء جدد يفترض التصويت عليها ولكن جاءت الفوضى والاعتصام لتأجل ذلك , رغم ان المعتصمين يطالبون بذات الاصلاح الذي تقدم به رئيس الوزراء !! .
واخيرا من البديهيات في المعرفة ان ايران وامريكا لهما تأثير كبير على صنع القرار السياسي العراقي , وهنا تستوقفنا تساؤولات ان كان الاعتصام ضمن برنامج او اجندة ايرانية ؟ و ماهو الموقف الامريكي الحقيقي ؟ خاصة ان حمايتها للعراق من منطلق المصالح الحيوية الاقتصادية لها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ