الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى روح الشهيد عبد العزيز الرنتيسي !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 4 / 17
القضية الفلسطينية


إلى روح الشهيد عبد العزيز الرنتيسي !

تصادف هذه الأيام ذكرى استشهاده، هو واحد من أصلب وأشجع الرجال الذين خلدهم تاريخ غزة، وبقطع النظر عن أي اختلافات سياسية مع حركة حماس في وقتها والآن، إلا أن الشهيد الراحل تحدى وبإصرار عجيب آلة الموت الصهيونية عندما قال كلماته الشهيرة (( الموت واحد .. بالسرطان أو بالأباتشي أو بالسكتة القلبية .. كل شخص في هذه الحياة ينتظر لحظة وفاته .. وأنا أفضل الأباتشي !! ))

كانوا يفضلون الموت على الهزيمة والاستسلام، لكن ماذا حدث بعده رحيل القائد عبد العزيز ؟؟! هل كان يتوقع الشهيد أن تقوم حماس بإحكام قبضتها المالية على المشاريع الإنتاجية كلها ؟؟! هل توقع الراحل أن تترك حماس المقاومة ويصبح جل اهتمامات قادتها بناء الأبراج وشراء سيارات موديل 2016 ؟! هل يعلم الشهيد الآن أن حماس تفرض الضرائب والمكوس الباهظة على شعب تحت الحصار بسببهم ؟؟! هل رأى القائد الذي تحدى الموت بعزة وكرامة التفحيط بسيارات الدفع الرباعي ؟؟ هل شاهد تجارة الأنفاق ؟؟! هل شاهد القائد الهمام شعب المقاومة وهو يعيش 9 سنوات كالكلاب بلا كهرباء أو علاج أو سفر بسبب حماس وسيطرتها بالقوة على قطاع غزة ؟؟!

يصف الأديب الناقد الفلسطيني أفنان القاسم البلاد العربية بأنها مجرد " اسطبلات " حصلت مجازاً على مسمى " دولة "، بينما هي في الحقيقة لا تعدو عن كونها عصابات إجرامية قذرة تمتص دماء الناس والمحرومين. الحياة في الأسطبلات مؤلمة ومرعبة، هل فهمنا مثلاً لماذا لا لم تقم أي " دولة ؟" عربية بتصنيع سيارات وطنية بأسعار تلائم الناس ؟؟! لأنهم ببساطة يربحون من جمارك السيارات الأجنبية أكثر مما تربح الشركة المصنعة نفسها !!! تصوروا أن حكومة حماس تتقاضى جمرك مقداره من 3000 إلى 7000 دولار على كل سيارة ؟؟! رسوم الترخيص بلغت عند حماس 1500 شيكل كل 6 شهور أي 3000 شيكل في السنة ( في الضفة الغربية 620 شيكل سنوياً .. لاحظوا الفرق !! )، وقيسوا على هذا .. حتى الفلاحة الغلبانة صاحبة بسطة الفجل والجرجير يجب أن تدفع " خاوة " 5 شيكل يومياً للبلدية !

أسعار الكهرباء خرافية ولا تصدق أبداً، ففي غزة ندفع مبلغ 320 شيكل ( حوالي 90 دولار ) لكل منزل مقابل 6 ساعات وصل و 12 قطع !!!

أما أسعار المياه فهي تمثل قمة البلطجة، الحد الأدنى 30 شيكل ما يوازي استهلاك 30 كوب، علماً بأن معظم بيوت غزة لا تستهلك نصف هذه الكمية !!

وعودة إلى أزمة الكهرباء، فحماس أدرى الناس بكيفية استغلالها لصالحها مادياً، فالساعات التي تسرقها الشركة من جدول التوزيع ذو الثماني ساعات، يعني أن كميات فائضة من سولار المحطة ستكون في السوق السوداء لأصحاب شركات التوليد الخاصة ( المملوكة أيضا لحماس ) التي تزود المشتركين بتيار فترة انقطاع التيار الرسمي. هناك أناس في غزة لا يعلمون شيئاً عن أزمة الكهرباء وهناك بيوت مسؤولين وهناك أنفاق بدعوى المقاومة وهناك مراكز الشرطة ومراكز القسام والوزارات وكلها لا تقطع عنها الكهرباء، بكلام آخر الكهرباء لحماس ولبقية الناس دفع أموال باهظة لكن دون كهرباء !!!

حماس تتقاضى ثمن فاتورتين كهرباء وليست واحدة .. الأولى التي ندفعها للشركة مقابل 6 ساعات وصل والثانية التي يدفعها بعض الناس لشركات التوليد الخاصة والتي تعمل بالسولار المسروق !!! أين تذهب جباية الكهرباء ؟؟؟ ولماذا لا توجد كهرباء ؟؟؟!

إن الظلم الواقع على الناس في " إسطبل غزة "، زاد من الرغبة في الهجرة لدى فئات الشباب بصورة كبيرة .. المقاومة تحولت إلى أرصدة وسيارات آخر موديل وعقارات وأراضي وأبراج، وعلى شعب ( الكلاب ) أن يدفع ثمن مسيراته المليونية لدعم المقاومة .. لكن يبقى سؤال ينزف في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني وذكرى استشهاد الرنتيسي وأبو جهاد وهو ( هل كان هؤلاء القادة يعلمون أن نتيجة المقاومة هي خرفان محشية بالزغاليل ؟؟! )

كل ما أخشاه أن يخرج الناس في انفجار كبير لكي يطالبوا بحل السلطة وعودة الاحتلال، لكي تعود الكهرباء 24 ساعة ويعود السفر من مطار اللد ويعود العمال إلى أعمالهم، وبذلك يسدل الستار على أكبر مسرحية في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهي أكذوبة تحرير فلسطين بالقوة، وخسارة على كل شهيد وكل أسير وكل بيت هدم وكل أرض جرفت وكل يتيم فقد أباه وكل أم ثكلت ابنها وكل زوجة فقدت زوجها !

نلتقي على خير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
muslim aziz ( 2016 / 4 / 18 - 01:35 )

الاخ عبد الله ابو شرخ تحية
القائد عبد العزيز الرنتيسي كان قائدا فلسطينيا فذا. رحمه الله تعالى وأعان الله الشعب الفلسطيني البطل وحماه من تجار الداخل والخارج وانت اصحاب البلد اعلم بحالكم منا.


2 - المهم في هذه الدنيا
شيخ صفوك ( 2016 / 4 / 18 - 06:14 )
ان نعيش بكرامة
بحرية
بأمان
ليس المهم من يحكمني ولكن كيف يحكمني
اري ان اليهود أولي بالمعروف
وأعطي الخبز لخبازه
تحية لك ياخ عبدالله
اجيال تأتي و اجيال تدهب ونحن نبكي موتانا الي متي


3 - إلى مزبلة التاريخ
عبد القادر أنيس ( 2016 / 4 / 18 - 07:47 )
جاء في المقال في وصف عبد العزيز الرنتيسي وأمثاله: (كانوا يفضلون الموت على الهزيمة والاستسلام).
لكن الكاتب لم يتساءل: من أجل ماذا كان هؤلاء يفضلون الموت؟
قطعا، ليس من اجل فلسطين عصرية ديمقراطية تتسع لجميع الفلسطينيين بغض النظر عن اختلافاتهم السياسية والدينية. يكفي أن نقرأ ميثاق حماس الذي صدر في 1988. وهو ميثاق موغل في الظلامية بمرجعيته الإسلامية الإرهابية التي لا ترى في فلسطين، كل فلسطين، سوى أرض وقف إسلامي. عبد العزيز الرنتيسي قُتل عام 2004 وهو يحارب من أجل هذه النظرة المتخلفة لإقامة دولة فلسطين. ولقد عمل مع إخوانه المسلمين على إجهاض مشروع الدولة الواقعي الذي باشرته منظمة التحرير. أمثال الرنتيسي لا يستحقون أي احترام شأنهم شأن منظمتهم العالمية (الإخوان المسلمين) التي سعت منذ تأسيسها إلى عرقلة كل الجهود نحو بناء مجتمعات عربية حديثة بتزييف وعي الشعوب وبالإرهاب. فليذهبوا كلهم إلى مزبلة التاريخ. لو كنت ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة لقلت بأن هؤلاء هم فعلا عملاء إسرائيل من أجل قتل كل مشروع سلام. لكنهم فعلوا ذلك مهما كانت نواياهم.
تحياتي

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة