الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قَفل البرلمان ومفاتيح المَعبَد!!

عبد العالي عويد محمد

2016 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قَفل البرلمان ومفاتيح المَعبَد!!
في مسرح البرلمان عاصفة مدوية بهتافات واعلانات وتصريحات وصور، تتراصف فيها الأجساد عنوة للدعاية، مستبطنين الأهداف المتعارضة والمتناحرة أصلا فيما بينهم. الحماس المتطاير والغضب المتناثر في شعارات الوطنية المريبة هما العامل المشترك في نسيج الثوب الفضفاض، رغم افتضاح العورات من تحته، الذي توشحت به ثورة البرلمانيين خاصة.
على مسرح البرلمان تلتحم الفوضى بالشك، والحيرة بالأمل لغالبية الشعب العراقي، وترسم خلف الكواليس عند المتخاصمين على الغنائم، مسارات جديدة في فن إعادة السيطرة ولو بمساعدات اجنبية (إيرانية-أمريكية) التي باتت، لقباحة الولاءات وانحطاط القيم الأخلاقية والوطنية، مفضوحة معلنة. وعلى مسرح التظاهرات والاعتصامات خارج البرلمان يظهر مساران قطعا لا يلتقيان في النتائج والاهداف الصريحة والحقيقة. المسار الأول يضم الجماهير الاوسع والأكثر الحاحا وحرصا على التغيير الشامل والواسع الذي يطال في نهاياته الدستور ونتائج الانتخابات وأخيرا العملية السياسية برمتها ومحاكمة رموزها القابعة بظل المحظور الديني. يهدف هؤلاء الى التوجه الليبرالي والعلماني وبناء الدولة المدنية الخالية من الأحزاب الدينية والقومية وسيادة النظام الديمقراطي التقدمي، اسوة بالنظم العالمية المتقدمة ولكن على المقاسات العراقية الممكنة. وباختصار، عندهم المهم جدا هو ابعاد الحكم الديني والطائفي (على ضوء التجربة) الفاشلة المريرة التي حُكم بها العراق، وهم المنتفضين لحقوق الشعب في تغيير النهج السياسي الحالي في إدارة الدولة. والمسار الثاني ويضم الجماهير المنتفضة لحق السماء في الأرض من خلال المرجعيات الدينية وممثليهم من قيادات الأحزاب الحاكمة المتحكمة وبالنتيجة لا يقبلوا بالحكم العلماني التقدمي ابدا. هؤلاء المتظاهرين يسعون بكل جهد لإرضاء قياداتهم المذهبية واستثارهم بالسلطة ولو تطلب الامر التضحية بالأنفس وليس لإشارة حقيقية للحس الوطني الا من باب كسب المواقف وزيادة الكم الجماهيري لشرعنه المطالب والفوز واحتكار النتائج أخيرا وهؤلاء هم الطائفيين المذهبيين بالأصالة.
يُراد للعراق، بعد التغيير، ان يبقى منتَجا أمريكيا-إيرانيا الصنع والامتياز، ليبقى مشروعا استراتيجيا يخدم مصالح كلا الطرفين في البعدين السياسي والاقتصادي خاصة في المنطقة العربية (وهو قفل البرلمان). وهذا المشروع بالنتيجة متعارض جدا وتطلعات الشعب في الحرية والديمقراطية (أصحاب المسار الأول). وان التطابق الفكري الإسلامي عامة والمذهبي الأيديولوجي خاصة بين نظام الحكم في إيران والأحزاب الدينية الحاكمة في العراق من جهة، وبين مشتركات اميركا-إيران ودول المنطقة من جهة أخرى، ذلك كله استلزم منذ البدء التأكيد على صناعة قوة داخلية -عراقية صارمة مانعة لتغيير مسارات الحكم والسياسة في العراق باتجاهات غير مرضي عنها في استراتيجية المحاور المُعدة مسبقا. ولهذا وضعت (الخطوط الحمراء) في معارضة او مناقشة (مفاتيح المعبد) أي من مُلاك المعابد، بل تُستوجب طاعة امرها لو تطلب الامر، عند البعض، لنهر من الدماء (أصحاب المسار الثاني). لهذا اعتقد ان ما يسمى ب (الثورة البيضاء!) في البرلمان والتظاهرات والاعتصامات في أماكن اخرى قد تجد بعد كل هذا الضجيج فتاة من مطالبها لا ترقى الى ان تكون تغييرات جذرية مطلقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل