الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في انتظار أيميل البيت الابيض

نعيم عبد مهلهل

2016 / 4 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في انتظار أيميل البيت الابيض

نعيم عبد مهلهل



اكثر من عشرة اعوام مرت على وفاة الشاعر العراقي الكبير كمال سبتي الذي كان من المستمتين في الدفاع عن كل شيء يحمل رائحة الناصرية . وعلى حد قوله ذات المرة : أدافع حتى عن باقة الفجل المزروعة بتربة الناصرية.
زار كمال الناصرية بعد منفى 17 عاما ، قادماً من منفاه الهولندي ثم بقي لأيام وعاد مسرعا بعد ان تدبَ فيه الهلع يوم كنت اوصله الى بيت اخته في منطقة الحبوبي ودارت اشباكات الشوارع بين القوات الايطالية المحتلة والصدريين .
وقتها حزم حقائبه وقال : سأعود الى هولندا .لقد هربت من حرب كي لا أموت فيها ، ولا أريد أن اعود لحرب اموت فيها.
لكنه مات بعد عام في حربه مع قرحة المعدة عندما توفي وهو جالس امام جهاز الحاسوب في غرفته ، وربما بقيت شاشة الحاسوب شغالة لحين شعور الجيران أن كمال لم يخرج من شقته لايام ، وربما كان على الشاشة اخر حوار اجريته معه عندما اخبرني قبل موته بساعات انه يراجع الحوار .
كمال يفتخر أنه الوحيد من ابناء الناصرية من تكلم مع الرئيس الامريكي جورج بوش عبر البريد الالكتروني عندما طالبه ورجاه اطلاق سراح صديقه الروائي محسن الخفاجي الذي كان معتقلا في سجن بوكا.
كان مزهوا وهو يرسل لي رد البيت على ايميله :انهم سعداء يأيميله الذي سيأخذ طريقه في البريد الرئاسي وعليك أن تنتظر الرد .
قال كمال وقتها وبكبرياء : تخيل يا نعيم ، كمال سبتي ينتظر ايميلاً من الرئيس جورج بوش.
لكن الرئيس خذله ولم يرد ، ولم يطلق سراح محسن إلا بعد سنوات ، وربما بسبب هذا الهاجس صنع كمال رؤى كتابه الشعري ( بريد عاجل للموتى ).
الآن كمال ومحسن اصبحا من بعض غراميات ذلك البريد المستعجل . إذ ارتحل كمال الى آخرته ، ولحقه محسن بعد اطلاق سراحه بسنوات .
وحتما هما الآن سوية في مكان ربما ابعد من المجرات الكونية يراجعان سوية كتابين جديدين لهم ، ولم يعد ضروريا ان يتذكر الرئيس ويرد على ايميل كمال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتهاء الاجتماع الثلاثي بالقاهرة.. و-شرط- لتشغيل معبر رفح| #


.. بعد محاولة حظره.. ترامب ينضم إلى «تيك توك»




.. هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أبلغ شركاءه في تحالفه أن احتم


.. شرطي أمريكي يعلّق دبوسًا لعلم إسرائيل أثناء تفريقه مسيرة مؤي




.. البطاقة الزرقاء تفضح ازدواجية معايير أوروبا.. ما القصة؟