الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السبعين لعيد الجلاء عن سوريا

محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)

2016 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في الذكرى السبعين لعيد الجلاء عن سوريا
سبعون عاما مرت على نيل سوريا استقلالها الكامل الأول في 17 نيسان/أبريل من عام 1946 عندما رحل اخر جندي فرنسي عن ارض وطننا الحبيب. لم يتمكن الفرنسيون من البقاء في سوريا اكثر من عشرين سنة حيث حوّل المجاهدون حياة المحتل الفرنسي الى جحيم وارتوت التراب السورية بدماء السوريين الطاهرة في معركة الاستقلال والحرية من المحتل الأجنبي. ولقد كتب الشاعر الكبير عمر ابو ريشة قصيدة رائعة بمناسبة الجلاء سماها "عروس المجد" تحدث فيها عن شهداء الحرية والاستقلال وكرسها لدمشق الشام:
يا عروس المجد تيهي واسحبي فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـري حـفنة رمل فوقها لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
لقد كان من اهم دروس الثورة السورية الكبرى التي قادها المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش- ابن الجبل الاشم - هو توحد أبناء الشعب السوري بكافة انتماءاتهم العرقية والدينية والاجتماعية في جسم وطني واحد شعاره الاستقلال وطرد الأجنبي المحتل.
وبعد خمس سنوات من الثورة السورية العظيمة ثورة الحرية والكرامة شهدنا عصابة حاكمة تسلم سوريا للمحتلين الأجانب من روس وفرس وشيعة من مختلف اصقاع الأرض وشعار بشار الأسد هو ان سوريا لمن يدافع عنها – ويقصد لمن يدافع عن نظام عصابة الأسد- وليس لمن يحمل جواز سفر سوري!!! اية وقاحة وخيانة هذه ؟ لقد باع ابوه المقبور حافظ الأسد الجولان لإسرائيل وهاهو الصهيوني بنيامين نتانياهو يعلن من قلب الجولان المحتل بان إسرائيل لن تتخلى عن الجولان وعلى العالم ان يعترف بحق إسرائيل في الجولان لانه تابع لها منذ 50 سنة!!!!! ويصمت الأسد وتصمت عصابته لانها باعت سوريا بكاملها لروسيا وايران وغيرهم من حثالات العالم.
لكن الشعب السوري طرد المحتل الفرنسي وبفضل جهاده نالت سوريا استقلالها كأول دولة في العالم الثالث عام 1946 ، وعندما القى الزعيم الوطني الكبير فارس الخوري كلمة في عصبة الأمم المتحدة علق السفير الأمريكي عليه قائلاً: إن بلداً فيها مثل هؤلاء القادة يجب ان تكون حرة ومستقلة.
واليوم بعد خمسين سنة من الاستبداد والقمع والاضطهاد والظلم على أيدي جلاوزة البعث والأسد الاجراميين وبعد خمس سنوات من انطلاقة ثورة الحرية في سوريا والثمن الغالي الذي قدمه السوريون والذي لا مثيل له من دماء وتهجير ودمار لم يسلم منه حتى الحجر والشجر لدرجة ان البعض يعتبره اكبر كارثة في تاريخ البشرية المعاصرة، فإن ما جرى على يد نيرون سوريا كان بدعم من حلفاء النظام تحت شعارات دينية متخلفة او اجندات جيوسياسية دنيئة لا ترى مكانا للشعب السوري ومطالبه العادلة.
لقد مرينا بتجارب كبيرة وغنية خلال الخمس سنوات الأخيرة واهم شيء هو ان إرادة الشعب السوري اكبر واقوى من أي خطط ومؤامرات على شعبنا الطامح للكرامة والعدالة. فلو ان المجتمع الدولي المتخاذل تمكن من فرض الحل الذي يريده وهو لصالح المجرم بشار لفعلوا من عدة سنوات ولكنهم لا يستطيعون تجاوز إرادة الشعب السوري، مع عدم نسيان ان من تحالف مع النظام الاسدي ومن تخاذل في إيقافه عند حده، فكلهم بالنتيجة يخدمون مخططا صهيونيا يقضي بتدمير سوريا وقدراتها المادية والبشرية كما فعلوا بالعراق وشعب العراق حيث سلمته امريكا لقمة سائغة للمحتل الفارسي وارادوا تسليم اليمن له ويريدون وضع سوريا ولبنان تحت رحمة ولي الفقيه الطائفي الذي يشجع الإرهاب في كل مكان.
واليوم من واجبنا العمل على رص الصفوف وتوحيد الكلمة والفعل سياسيا وعسكريا واعلاميا للحفاظ على ثوابت الثورة أمام هجمة عالمية لا أخلاقية تريد تثبيت الظلم والاستبداد وكسر إرادة السوريين.
شعبنا لن يستطيع أحد خداعه بعد اليوم ولن يسكت على الظلم والهوان.
فشعبنا صاعد الى الحرية ويمشي رافعا قامته وهو اكبر من كل الأجندات الداخلية والخارجية الرامية الى اركاعه.
فشعب سوريا لن يركع ولن يتراجع عن نيله الحرية والكرامة.
تحية لأرواح الشهداء في سوريا – شهداء الاستقلال والجلاء والحرية
وبانتظار استقلال جديد وحرية جديدة.
د. محمود الحمزة
موسكو
17 نيسان 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل