الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوادر التخلف و الانحطاط في دولة الفقهاء و الصلحاء....

محمد ايت الحاج

2016 / 4 / 18
كتابات ساخرة


لا يمر يوم بدون ان نسمع عن فضيحة جنسية امام العيان و لا احد يحرك ساكنا ، الكل يقتصر على المشاهدة فقط و الاستمتاع ربما بهذه المناظر و المشاهد المخلة بالحياء والتي اصنفها ضمن السلوكات الشاذة التي اصبحت تجتاح مجتمعنا في ظل ما اسميه بدولة الفقهاء و الصلحاء التي بدأت بوادر الانحطاط فيها ، مما يدل على اقتراب نهاية مسلسل الفقهاء و الصلحاء ، لحظات قليلة تفصلنا على نهاية حقبة تقليدية للدولة و دخولها في مرحلة الزوال و النهاية ، وعلى رمادها يمشون مشية البعير و على اطلالها نرثي ، دولة الصلحاء و الفهاء اشرفت على نهايتها و زوالها و الالتحاق بقافلة الماضي المنسي ، ريح عاتية تجرف اخلاق بنات و اولاد البلاد ، سيناريو تسونامي الاخلاق يعود الينا من عهد الجاهلية لكي يعلن عن نفسه بخط عريض بالجنس و الشذوذ و يعلن حرب على دولة الفقهاء .
ظهر عهد جديد و سلوكات جديدة في الدولة الحديثة المعولمة و التي طغى عليها الاستبداد و الفساد و الفسق و الترويج له بكل الوسائل و الطرق ، و الغاية من كل هذا فعلا هو خلق عالم فاسق موحد و ضرب الصلحاء و الفهاء الدين يعتبرون رمز القداسة و الطهارة و رمز النبل و الشيم الحسنة و الشجاعة ، بحيث اضحى المجتمع اليوم كآلة أوتوماتيكية تقوم بإعادة انتاج سلوكات العصور الوسطى و العصر الجاهلي و لا غير ، مما يدل على انحطاط الاخلاق في الدولة المعاصرة ، الذي نجد افردها يتبجحون بالحرية و يعتبرون كل هذا حرية و تقدم و تطور و نمو و ما الى ذلك ، و هذا بطبعة الحال يرجع سبب هذا الى استقلالية الاسرة و المدرسة من العملية التربوية و تسليمها الى مؤسسات مجهولة الاسم كما اسميها ، من بينها الاعلام الهدام الذي يفعل مقولة الفساد و التفكيك و الدفع بالأسر الى بيع الاخلاق بالمال و الرضوخ لتسلط المتجبر ، و هنا تدخل السلطة العليا المتمثلة في البورجوازية التي تتحكم في وسائل الانتاج و تحاول صياغة نموذج رأسمالي يخرب العلاقات التضامنية التي كانت سائدة في دولة الصلحاء و الفقاء .
ومما لا شك فيه اليوم ان المجتمع يعاني من عدم التوازن و المتمثلة في الهروب من " الصرامة الدينة " و البحث عن الحرية المفرطة في ظل الدولة المعاصرة و الحديثة ، و اعتبار الصرامة الدينية على المستوى الاخلاقي و السلوك قمعا و ليس تربية مما خلق لنا مقاومة اجتماعية بين البنى الدينية التقليدية و المعاصرة التي تبعث من تحرير الفرد و اعطاء له كل الحرية على حساب المنظومة الاخلاقية ، مما يجعلنا اليوم نشاهد كل انواع الظواهر التي تصنف ضمن الظواهر الشاذة ، و بطبعة الحال انصار تيار التحديث يعتبرونه عكس ذلك ، لأنهم يؤمنون بما يعرف اليوم بالحرية الجنسية و بحرية التمتع بالجسد و هم ضد دولة الفقهاء و يعتبرون اعداء لها، لذلك يحاولون جاهدين قتلها لكي تبعث دولة جديدة معاصرة تحرر الجسد و تعلن ثورة على الدين و على السياسة و الاخلاق .
طالب باحث : محمد ايت الحاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي