الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتائم نمطية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 4 / 19
حقوق الانسان


شتائم نمطية ..
تطرقتُ في مقال سابق، لموضوع شتيمة الأُنثى مُعترفاً بأنني أرتكبُ هذا الذنب القبيح في فترات متباعدة جداً. لكن تبقى الشتيمة سلاحاً في أيدي الضُعفاء الذين لا يستطيعون دفع الظلم والضيم الذي وقع بهم، من بعض الأوغاد .(أوسعتهم سبّاً وأودوا بالإبل)
وكثيراً ما أُصادفُ شتائم تهدف أساساً للمس بالكرامة الإنسانية للمشتوم، لكنها في حقيقة الحال تُعبر عن إهانة وإستهتار بشرائح إجتماعية كبيرة ، كما في حال الشتائم المخصصة للنساء حصرياً.
وليس لدي أدنى شك بأن "الشاتم" ، وعند شتمه للآخر ، لم يكن يقصد إهانة شريحة إجتماعية كبيرة ، بل كان يقصدُ توجيه إهانة الى شخص بعينه أو مجموعة من الأشخاص . لكنها الثقافة التي نُحاول تغييرها ، لكننا نقع في أسرها كل مرة ومن جديد، دون وعي منّا.
والمتتبع للتعقيبات ، بما فيها الفيسبوكية ،على المقالات في هذا الموقع وغيره، يجدُ كماً كبيراً من الشتائم للكاتب وللمعلق، وسرعان ما تتحول خانة الفيسبوك الى "مَشْتَمَة"(مكان الشتم- وهذه من كيسي الخاص)، تطفح بكل أنواع البذاءات والإهانات.
لكن ، وكما يُغيظني كمُّ الشتائم بحق الأُنثى، فإنني أتميز غيظاً من الشتائم الموجهة لشرائح اجتماعية أُخرى.
فهناك من يتهم مخالفه بأنه "مريض نفسي" ، "متخلف عقلي" ، "مٍثلي" و"مُعاق" ، وهو بهذا إنما يُعمّق ويُذوّت الفكرة النمطية عن هذه الشرائح الإجتماعية ، بأنها أقل شأنا ، بل بأنها فاقدةٌ للإنسانية وللأهلية الإجتماعية . وبما أنني كرستُ أكثر من ريع قرن من حياتي وما زلتُ ، للعمل مع المرضى النفسيين، عاشرتهم ، ضحكتُ معهم، زرتهم وزاروني في بيتي، خرجتُ وأولادي معهم في رحلات، قابلتُ أُسرهم ،زوجاتهم ، أبناءهم وعملتُ معهم جميعاً ، فإنني ورغم صعوبة العمل معهم ، لم اتعرض "للطعن" من الخلف بيد أحد منهم، بل من غدر بي وطعنني من الخلف ،كان في العادة من "حملة الشهادات"...!!
الإعاقة ، النفسية، الجسدية والعقلية لا تُحوّل الانسان الى شيء آخر(بليد الحس والمشاعر) ، بل تزداد رهافة حسه ... فعدم القدرة على حل معادلة رياضية لا تعني إنتفاء الإنسان بكل مكوناته الشعورية والعاطفية..
المريض النفسي وفي حالة النوبة المرضية ، قد يتصرفُ تصرفات تبدو لنا غريبة ، ولكن ما "يسمع" من أصوات وما يرى من أشياء، هي الحقيقة الموضوعية بالنسبة له .. وليست نابعة من "تخطيط مسبق" للإساءة لأحد ... كيمياء الدماغ تتحكم به ويتصرفاته ..
أما الأوغاد الذين يخططون بدقة للإساءة، الإحتيال ، الغدر ، الاستغلال ، وكل الموبقات، فإنهم مدفوعون بدوافع ذاتية داخلية ، ولا عذر لهم ..
ولكي نكفّ عن الحاق الأذى غير المقصود بشرائح اجتماعية ، فلنتوقف عن وصف "أعداءنا" الشخصيين والسياسيين بالمرضى النفسيين ، المعاقين والمتخلفين عقليا .. لأنهم في حقيقة الحال ليسوا هكذا، إنما هم أوغاد واوغاد فقط .. والوغد هو وحسب قاموس المعاني : وَغْدٌ مِنَ الأَوْغَادِ :- : دَنِيءٌ ، خَسِيسٌ ، وَغْلٌ .
عَرَفَهُ وَغْلاً مِنْ أَوْغَالِ الْحَيِّ :- : وَغْداً ، خَسِيساً ، دَنِيئاً ، نَذْلاً ، ضَعِيفاً وَمُقَصِّراً فِي كُلِّ شَيْءٍ .
" مهداة لروح صديقي الشاعر الذي عانى من الاكتئاب ، وعملتُ معه فترة طويلة ، استعاد بعدها قدراته الإبداعية " ...وسأُكرس ذات مرة مقالة عنه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لشخصك الكريم ولنفسك الإنسانية الشفافة
غريب بصري ( 2016 / 4 / 19 - 15:40 )
تفضلت بتقرير حقيقة الوغد الشاتم في هذا الموقع ومواقع أخرى وبمعايشتك بحكم مهنتك الإنسانية لمعاقين، صاحبتهم سريريا وأسريا خارج إطار العمل؛ فما عذر موقع (حوار متمدن!) في نشر افتئات وبذاءات زملاء!! وحجب حق الرد المسؤول عن فاحش بذيء ذميم دميم الروح، إن لم يكن بالنتيجة (إن لم يكن بالنوايا!!) إشاعة خدش الحياء وتشجيع الجرأة على الوجدان العام؟!.

وكم هو وغد دنيء (( سخيف )) غير محترم لشروط نشره المعلنة، في النشر والحجب لأسماء بعينها على أساس الاسم؟!!!..

وكم هو معذور صائن اسمه مستعير (الاسم القلمي) المعمول به - كتقليد - محترم في الصحافة العالمية؟.

وأحيلك إلى ما بعد (التعليق) رقم 20 في:

أسئلة وأجوبة متعلقة باليات العمل والنشر في الحوار المتمدن.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410572


2 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 4 / 19 - 16:36 )
الشتائم تعكس السلوك المرضي لاصحابها عندما يعجزون عن مقارعة الحجة بالحجة ..

هكذا فعل البعض معي باتهامهم لي بانني كاتب نيوليبرالي وعميل للمخابرات الامريكية والصهيونية ومعاد للشيوعية..

ان نرجسية بعض الكتاب وعقلهم الدائري الايديولوجي المنغلق على نفسه يمنعهم من الحوار ونقد الذات فيقومون بكيل الشتائم للاخرين ..

سبق ان اقترحت في مقالاتي على ضرورة اعطاء الحق لكاتب المقال في حذف التعليقات المسيئة له ..

نلتقيكم على خير دائما..


3 - الاخ غريب بصري
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 20 - 05:48 )
صباح الخير
من المستحسن طبعا ان تختفي الشتيمة وخصوصا الاهانات الشخصية ، لكن الامر مستحيل
لذا يجب تشديد المراقبة على مضامين التعليقات
يومك سعيد


4 - الزميل العزيز وليد عطو
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 4 / 20 - 05:52 )
صباح الخير وشكرا على التعقيب
قد يكون في عدم إعطاء الكاتب حق حذف التعليقات، بعض المنطق
واعتقد بأن واجب المعلقين تفعيل الرقابة الذاتية ، لكن هيهات عند البعض منهم .
سرني مرورك الكريم ويوم سعيد مفعم بالأمل


5 - العزيزان وليد و قاسم
نضال الربضي ( 2016 / 4 / 21 - 06:09 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لكما أيها الطيبان!

أسهل الأشياء قولبة ُ الآخر و إدراجُه تحت: نمط ٍ ما، فهذا المنهج يعفيك َ تماما ً و على الإطلاق من عناء ِ فهمه فهما ً صحيحا ً، و من مشقَّة ِ الخروج من راحتك َ و أمنك َ و استقرارك َ النفسي لتخوض َ غمارا ً جديدا ً و تستكشف َ أرضَه ُ هو، و فضاءَه ُ هو، و تكون مُستعدَّا ً لترى ما سيجعلُك َ تُعيد حساباتِك.

الشتم و القولبة و التنميط رسائل ُ يوجِّهها الشاتم ُ المُقولِب ُ المنمِّط إلى نفسه، نعم إلى نفسه، فهو يقول لها: لا عليك ِ لا داع ٍ للتغير نحن المُطلق و ما سوانا باطل لا قيمة َ له،،،

،،، هنا بيت ُ القصيد: الشاتم ُ المقولِب ُ المنمِّط إنما ينزع ُ القيمة َ عن الآخر ليؤكِّد َ قيمتَهُ هو حفظا ً لاستقراره.

تقبلا الاحترام و المودَّة!

اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد معاناة النازحين من داخل الخيام في شمال غ


.. قلق بين اللاجئين والأجانب المقيمين في مصر بعد انتهاء مهلة تق




.. أوكرانيا تحبط مخططاً لانقلاب مزعوم في العاصمة كييف.. واعتقال


.. احتجاجات في الشمال السوري ضد موجة كراهية بحق اللاجئين في ترك




.. السودان.. مبادرات لتوفير مياه الشرب لمخيمات النازحين في بورت