الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف بمواجهة السلطة ام المجتمع ؟

احمد عبدول

2016 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


المسؤولية الملقاة على عاتق المثقف هي مسؤولية كبرى ، اذ تتضمن ابعاد مختلفة ، كالبعد الوطني والاخلاقي والتاريخي ، ومن هنا تنبع خطورة رجل الثقافة كعنصر فاعل ومؤثر داخل محيطه العام ، الا ان احد اهم تلك الاشكاليات ، التي لم تسلط عليها الاضواء بشكل كاف ، تتمحور حول تلك الاولوية التي يجب على المثقف ان يجعلها في مقدمة مهامه ، فمما اعتدنا عليه لا سيما في بلادنا العربية ، ان مهمة رجل الثقافة ، سواء كان شاعرا او كاتبا او اعلاميا او حتى معمما ، انما تتجسد من خلال مواجهة السلطة ونقد النظام السياسي القائم ، ولا شك ان المثقف قد وجد نفسه مرغما على تقديم تلك الاولوية ، بسبب قتامة المشهد السياسي على امتداد تعاقب انظمة الحكم ، كما هو الحال في العراق انظمة :ملكيه ،جمهورية ،استبدادية ،حكومات احزاب وتوافق والتي اقتحمت بدورها عوالم رجل الثقافة ، لتجبره على نمط معين من انماط الكتابة (نقد السلطة ) الا ان مثل هذا الامر لا يبرر لرجل الثقافة ان يغادر اولى اولوياته، واخطر مهامه ، والتي تتلخص حول نقد المجتمع قبل السلطة ، اي مهاجمة القيم التي يرتكز عليها المجتمع في سائر منطلقاته الفكرية والاجتماعية .
فنحن اليوم نشهد اقبالا متزايدا من قبل جمهور الكتاب والمتابعين ،على مربع نقد السلطة ، بينما نجد انحسارا ملحوظا لأولئك الذين يجندون اقلامهم لتناول المجتمع وتحولاته وما يعانيه من علل وامراض مختلفة .
لا شك ان مهمة نقد السلطة مهمة جديرة بالاهتمام من قبل المثقف ، لكن يجب ان لا يكون ذلك على حساب متابعة شؤون المجتمع ومحاولة تصحيح مساراته العامة ، كلما تعرضت للانحراف والاعوجاج ،حيث يمثل المجتمع ذلك الرحم الذي ينبثق منه رجل السياسة بشكل واخر ، وبالتالي فان تناول المجتمع ، يعد الامر الاهم والاولى برجل الثقافة ، ذلك ان رجل السياسة لم يأت من فراغ بل جاء عبر ذلك الرحم الكبير المسمى (المجتمع ).
الاقلام العراقية التي تناولت طبيعة المجتمع العراقي ، والتي اعطت الاولوية لنقد المجتمع قبل السلطة ، تعد على اصابع اليد الواحدة ، ولعل اهم تلك الاقلام عالم الاجتماع الراحل (علي الوردي ) والكاتب اليساري الراحل (هادي العلوي) اللذان شكلا انموذجا متفردا في نقد الاصول ومراجعة الثوابت ، والتعرض الى ما تسالم عليه المجتمع من عادات وافكار وتقاليد .
العراق اليوم في امس الحاجة الى هكذا كتاب، يصوبون فوهات اقلامهم بوجه الرواسب الاجتماعية المتخلفة ، قبل ان يصوبوها بوجه السلطة والسلطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال