الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على أبواب المفاوضات.. شخصنة المواجهة مع الانروا: مصلحة ام ضرر

محمد بهلول

2016 / 4 / 19
القضية الفلسطينية


ثلاثة اشهر بالتمام و الكمال مرت على بداية النسخة الاكثر حداثة من المواجهة شبه الدائمة ما بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان و وكالة الانروا, قد تكون هذه النسخة هي الاكثر فاعلية و تاثير و استمرارية من سابقاتها لاسباب عديدة ,الا انها للحظة لا تعطي الانطباع الوافي عن كونها مواجهة تمتلك الحد المعقول من المميزات و الصفات التي تؤدي الى الوصول لنتائج حاسمة وواضحة.
ابرز ما يمكن قراءته, ان الوعي الجماعي الفلسطيني في لبنان لم يتوحد الى الان على رؤية واضحة واهداف محددة واساليب واقعية ذات تاثير و جدوى حول ما نريد من الانروا , فكل المواجهات السابقة و الحديثة تاتي في اطار ردة الفعل على قرار تتخذه الانروا وليس في سياق استراتيجية واضحة تتمحور حول ديمومه المواجهة للوصول النهائي والحاسم لالزام الانروا وفقا لمبادئها و اهدافها بتامين الحد الاساسي و الانساني المقبول من الخدمات المتنوعة للاجئين.
السؤال الذي يطرح منطقيا اليوم, هل العودة الى السياسة الاستشفائية السابقة (ال 2015) ينهي المعركة و يحسم الانتصار, ام خطوة في سياق استراتيجية مواجهة , الجواب المكتسب من التجارب السابقة يؤكد غياب استراتيجية مواجهة(ثورة سلمية حضارية ) بل حصر اللاجئين و نخبهم على وجه الخصوص في دائرة رد الفعل, حيث لم يكونوا يوما منذ (1990) في اطار الفعل المرتبط باستراتيجية واضحة و اهداف محددة.

القراءة الواقعية لادبيات خلية الازمة المشكلة لقيادة النسخة الحديثة من المواجهة تؤكد تعدد الاهداف وتراشقها بطريقة عشوائية ما بين اعضاء خلية الازمة (بياناتهم – كلماتهم في الاعتصامات و المؤتمرات الصحافية ) وباقي القيادات الفصائلية التي تبدا بتعليق وتجميد القرار الاستشفائي الاخير وصولا الى المطالبة بتوفير كامل الخدمات .
أليس من المستغرب ان نتوجه بمطالب بمغادرة موظف ولو برتبة مدير عام والكل يعلم انه بموقع تنفيذ سياسة لا رسمها , اليس في ذلك تقزيما للاهداف والمطالب وتبخيسا لجهود المتظاهرين والمعتصمين من الناس. وتحديد وشخصنة للمستهدف علما ان الكل الفلسطيني مؤمن بالبعد السياسي لسياسات الانروا , ولكن كما يبدو هذا الايمان لا يترجم في سياسة المواجهة والميدان, فحصر المعركة مع الانروا "كمؤسسة" لا يتوافق و البعد السياسي الذي يتطلب توجيه السهام باتجاه العنوان الرسمي ( الامم المتحدة و مجلس الامن ) و العنوان الفعلي (الدول المانحة و بالتحديد الولايات المتحدة و الاتحاد الاوروبي ).
الحقيقة الماثلة امامنا في هذه المواجهة الحديثة هي حصر السهام ب "الانروا" كمؤسسة وحتى بالافراد وكانها راسمة السياسة ومحددة الاهداف و صاحبة الاموال للمجتمع الدولي الذي بتنا نستنجد به لانقاذنا من براثن السياسة الخبيثة للانروا .
مشهدان لافتان للنظر خلال الايام الاخيرة , رفع شعار الرحيل للسيد " ماتيوس شمالي" المدير العام للانروا في لبنان المعروف بحسب مواقفه الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي كصديق منصف للاجئين الفلسطينيين , منذ سنوات تسبق وجوده في الانروا , والاستقبال الحافل لسعادة الامين العام للامم المتحدة , الاول يصور عدوا لا يقل خطورة عن نتنياهو والثاني ذلك البطل القادم على صهوة جواده الابيض كمنقذا للاجئين كالام تيريزا .

الموضوع هنا يتجاوز اللياقات المفترضة و المطلوبة و التدابير الامنية الواجبة و اللازمة و الضرورية, لكن التناقض الواضح للعيان مابين الترحيب العالي و الامال المعقودة و التغييب المتعمد لصوت اللاجئين الغير مباشر او عن بعد في سائر المخيمات و التجمعات الاخرى ( خارج نهر البارد) و الذي كان مطلوب ان يكون شاملا و هادرا وواضحا بتحميل المسؤولية الاولى و الاساسية للمجتمع الدولي عن كل السياسات العامة و التفصيلية التي تتبعها الانروا , لا تحميلها حصرا الى الجهاز الاداري للانروا " شمالي و البعض الاخر من الموظفين الفلسطينيين من ابناء اللاجئين في المواقع الحساسة للانروا في لبنان . يترك اكثر من علامة سؤال عن الجدوى و الاهداف ...
اليوم على ابواب المفاوضات المتوقعة ما بين القوى السياسية و اداتها المعنية اي خلية الازمة و التشكيل المفترض للجان تخصصية في المجالات الخدماتية كافة , علينا ان نراعي الربط العضوي ما بين الاهداف و المطالب السريعه و الملحة و الواقعية و ما بين الاستراتيجية المفترضة لما نريد من الانروا بتامين السلة المتكاملة من الحقوق و الخدمات الاساسية و الانسانية .
التلازم بين المسارين وليس التفكيك بينهما هو اساس مفاوضات ناجحة نابعة من استراتيجية حقيقية تعيد الطمانينة و الثقة لعموم اللاجئين و تحفز التزايد المتراكم من المشاركة الشعبية فيها.
اليوم علينا التدوير السريع و الواقعي لما هو متوفر من اموال و موازنه بحسب الحاجات الاكثر الحاحا للاجئين , اما ما هو مطلوب استراتيجيا الدراسة الواقعية للاحتياجات المتكاملة و التحديد المفصل للاموال المتوجبة و السعي المشترك باتجاه المجتمع الدولي لتامينها
اما الاساس القانوني و المنطقي لتحديد الحاجات فيستند الى تعامل الدولة المضيفة لمواطنيها و هو ما يلزم الانروا- عرفا و ربما قانونا.
الحراك الشعبي في غالبية المخيمات و التجمعات الفلسطينية اشد ما يكون حاجة و نضج لتكامل المواجهة و نجاحها في اطار الوصول الى تحسين دائم للخدمات و ما التمني الدائم والمطالبة بالاشراك الفعلي للاجئين الا تاكيدا على انتاج استراتيجية مواجهة واضحة و دائمة أي الثورة السلمية الحضارية للوصول الفعلي الى انروا وفية لمبادئها و اهدافها التي قامت عليها بقرار من الامم المتحدة ( لا من تلقاء نفسها).
شخصنة المواجهة و حصرها باطار شخص او عدة اشخاص يقدم خدمة مجانية للمعنيين اساسا لانه يحرف المواجهة عن الاستهداف الحقيقي و يحول منتهك الحقوق و حارم الخدمات الى .. منقذ ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف