الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهد قصة قصيرة

البدراوى ثروت عبدالنبى

2016 / 4 / 20
الادب والفن


مساء الثلاثاء كنت انتظر صديق بجوار محطة مترو ، لا أفعل شئ غير متابعة المارة ، الجو ربيعى وبه نسمة من الهواء .
سمعت صوت يقول شوفى لقمة عيشك يا شهد ... نظرت تجاه مصدر الصوت كانت سيدة تجلس على الأرض أمامها طفل صغير ، و مجموعة ليست بالقليلة من المناديل الورقية و المارة يمروا منهم من يضع  بيدها بعض العملات ، و اخرون يمروا .. و لم أرى شهد التى تنادى عليها .

آتى شاب و شابة وقفوا بجوارى و يتحدثوا و الشاب يودعها ، وقفت فتاة صغيرة ، تلك القسمات الدقيقة البسيطة ، لا تتعدى 50سم و بيدها كيس مناديل تعطيه للفتاة و تجرى بتلك الأقدام الدقيقة و تصدر نغم غير مفهوم و تقع و تقوم تكمل ما تفعله ....
عادت الفتاة الصغيرة تقف بين الشاب و الفتاة و كان بيد الفتاة ورقة وقلم رصاص صغير جدا مثلها و بدون مقدمات قالت الفتاة الصغيرة للفتاة أرسمي لى هنا ...
_قالت أرسم لكى ايه ؟
_أى حاجة أنا بحب الصور و الرسومات .
بس انا مش بعرف أرسم .
أرسمى لى تقولها الفتاة بكل إصرار .
سأحاول ، أمسكت الورقة من الفتاة و قلمها الصغير و بدأت ترسم و هى تبتسم .
لم يتكلم الشاب معها و لكنه اخرج بعض العملات من جيبه و أعطاها للفتاة لم تهتم الفتاة بالنقود و وقفت تنظر للشابة التى ترسم لها و فى عينها تلك النظرات البلهاء .
لم يتكلم الشاب مع الشابة فى هذا الوقت ولكنه أيضا كان ينظر تجاه ما تفعله فتاته .
كان الحياة توقفت فى هذه اللحظة مشهد يمر أمامى و انا انظر فقط للجميع .
أعطت الشابة الورقة للفتاة الصغيرة التى ما أرتسم على وجهها ابتسامة اظهرت فمها بدون أسنان تقرببا فكانت تنطق نطق مضحك .
و ظهر الصوت مرة أخرى يقول شوفى اكل عيشك يا شهد ... و لم تظهر شهد الى الان .

قالت الفتاة الصغيرة للشابة هو انتى أسمك ايه  ؟
ردت أسمى خديجة، و انت اسمك ايه ؟
_أسمى شهد
هذه شهد ، ذات ال 50 سم تشوف أكل عيشها ...
و لكن شهد لم تكن تهتم فى هذا الوقت غير بخديجة ، خديجة فقط كانها كنز شهد الخفى ..

و بعد ثوانى معدودة تكلم الشاب لفتاته و قال هتتاخرى على المترو !
قالت خديجة خلينا هنا شوية ...
قالت شهد لهم مقاطعة حديثهم تعالوا نلعب لعبة ...
لعبة ايه ؟
انا هكون الميس بتاعتكم
قالوا ماشى
لأ قولوا حاضر يا ميس
_حاضر يا ميس
قولوا ورايا ألف، باء و هى تشير على الحائط كان الحروف موجودة عليها ..
رددوا ما قالت ...
شهد تعرف الحروف و لكنها لم تعرفهم بالترتيب ، مع تكرار اللعبة و اندماج خديجة معها طلبت فجاة من خديجة ان تحتضنها ... و بعاطفة شديدة فعلت ذلك و ذهبت بها بعيدا قليلا و كانت اقرب لى اكثر .. و قالت لخديجة مرة اخرى هو انت اسمك ايه ؟
انتى نسيتى و اخبرتها مرة اخرى خديجة .
اقولك على سر خديجة ....
قولى
أنا نفسى العب و امشى من هنا ..
تروحى فين ؟
اروح المدرسة و ألبس هدوم جديدة و كمان أروح لماما الحقيقية !
بدأ يظهر على خديجة ملامح الجدية فى الاستماع لشهد و حركة المرور هى كما هى و الماريين ينظروا تجاههم نظرات تعجب و أحيانا بعض الضحكات و اخرين يمروا غير مباليين بشئ .
بجدية شديدة قالت خديجة ماما الحقيقية أمال مين دى الى بتناديكى ؟
اخذت شهد بضع الثوانى للتفكير و قالت دى ماما التانية .
_ يعنى دى مش مامتك ؟
_لأ دى ماما بردوا .
و بعد حوار طويل دار بين الاثنين و خديجة مازالت تحضنها ... أظن ما دار بين الاثنين جعل خديجة تفكر بين امرين اما أن شهد طفلة مخطوفة ، او ان خيال الطفلة جعلها تتخيل أم أكثر حب و حنان عليها مشاهد داخل العقل تتصور فيه ام حنونة و فى أعين خديجة بدات دموع تتساقط و تدخل الشاب مقاطعا هذا الحوار و اخرج منديل ورقى لتجفيف الدموع لفتاته التى لم تحدثه فقط تنظر الى الطريق و المارة بنظرات كراهية و نظرة عميقة و هو ايضا لم يتحدث و لم يضغط عليها نظرت تجاه خديجة التى كانت ذهبت للسيدة التى ظلت تنادى عليها شوفى لقمة عيشك يا شهد .و اخذت بعض علبة مناديل اخرى و تجرى بأقدامها الدقيقة و عادت شهد مرة اخرى لخديجة تنظر لها و تقول هو أنتى أسمك ؟
بنظرة حب و بساطة قالت لها خديجة ...
هتيجيلى هنا تانى ، انا بكون هنا كل يوم
هجيلك شهد
لا اعرف لماذا تعلقت خديجة بشهد ، نظرت تجاه ساعتى فكانت تشير الى الثانية عشر قبل منتصف الليل و صديقى لا أعرف هل ياتى ام لا و لم اهتم فقط اهتممت بما قالته خديجة لفتاها قبل ان تتركه
هذا العالم كوميدى ، بائس ، غير عادل ، اليوم شهد و غدا ابنتى .


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح