الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على أعتاب المفاوضات مع الانروا .. إستراتيجيه حقوق ام مطالب انتقائيه

محمد بهلول

2016 / 4 / 20
القضية الفلسطينية


عقد يوم السبت الماضي في السفارة الفلسطينية في بيروت الاجتماع التحضيري الاول للقيادة السياسية و اللجان " الفصائلية" التخصصية في عدد من ملفات الخدمات للبدء بالمفاوضات المرمع البدء بها قريبا" مع الانروا للوصول الى اتفاق "نظريا" " لتوضيح العلاقة ما بين اللاجئين و الانروا و تحديد دقيق لسلة الخدمات " اما عمليا فاللوصول الى اتفاق جنتلمان ينهي الازمة الحالية على قاعدة لا غالب و لا مغلوب.

اللجان التخصصية التي تضم خيرة الكوادر الفلسطينية من حيث الخبرات و التجربة, الا ان طريقة تشكيلها الفصائلي وعلى اساس الحوار واللقاء الفردي يعني ان الاشخاص المختارون ملزمين بالتوجهات و الاستيراتيجية الفصائلية "الغير موجودة عمليا" و بالتالي سنكون امام نقاش عام واقتراحات فردية وليس امام اوراق علمية ناتجة عن دراسة تفصيلية تحدد اولوية وواقعية الخدمات وترسم سلة مطالب مستقبلية تراعي حاجة اللاجئين من جهة ومصادر التمويل المتوقعة والاشكال و الاساليب المطلوبة لتأمينها.
هنا يطرح السؤال الجوهري, ما هي الاليات العلمية و الواقفية "بعيدا عن المثاليات و تسجيل لفظي للحاجات و المطالب" لرسم خريطة طريق انية و فورية ومتوسطة المدى الزمني للوصول الى علاقة سليمة ما بين اللاجئين والانروا .لماذا تغييب الكثيرين من الهيئات والمؤسسات الشعبية و الاهلية والاتحادات والنقابات وهم حلقة الوصل المفترضة ما بين الهيئات القيادية وعموم اللاجئين أي المتضررون الفعليون والمستفيدون من خدمات الانروا, وهم الاكثر انخراطا وفعالية في المواجهات السابقة والحالية مع الانروا.
أين هي الاستبيانات العلمية واللقاءات وورش العمل مع النماذج الشعبية المختلفة" على اساس جغرافي واجتماعي " ,أين هي الدراسات التخصصية لنقاش جوهر الخدمات ونوعيتها, ماذا ستقدم لجنة التربية من مطالب لتحسين نوعية التعليم " المشكلة الحقيقية" , هل هي مطالب واقتراحات فردية ام جماعية وعلمية وواقعية.
اذ اخذنا ملف التربية والتعليم وكلنا يعلم ان اكثر من 50% من الاسباب التي تؤثر على نوعيته تعود الى خارج سياق العملية التعليمية و قاعدتها اللوجسيتية , كالحرمان من الحقوق المدنية والانسانية من قبل الدولة المضيفة, هل ستناقش هذه المسألة بواقعية ام ستعتبر خارج السياق وليست أولوية , هل سيناقش الوضع الامني المنفلت, هل سنناقش اسباب الهجرة والتي تحولت الى حلم للشباب الفلسطيني والتي تجعله يفقد اي حافزية حقيقية للتعليم, وغيرها الكثير....
اذ عدنا الى صلب الدورة التعليمية, هل سنناقش على اساس علمي و واقعي , على سبيل المثال لا الحصر, هناك العديد من الافكار التي تحدد أولويات مختلفة لتدهور نوعية التعليم, فالبعض يراها أولا في غياب التعليم ما قبل الابتدائي في مدارس الانروا على عكس ما يتطلبه المنهاج التعليمي اللبناني الرسمي" المعتمد قانونا وعرفا" لدى الانروا ,كثيرون لهم وجهات نظر اخرى, من سيحسم الموضوع ومن سيحدد الأولويات .
في الملف الصحي – ايضا على سبيل المثال ... هناك كما هو معروف , مبلغ مرصود يقدر بحوالي " عشرة ملايين دولار " , من سيحدد أولويات الصرف وأي وجهة نظر يجب ان تعتمد , الانروا ام ... نظريا الفصائل واللاجئين الذين لا يملكوا – حتى الان على الاقل – وجهة نظر واحدة وهذه " وجهة نظر" من سيحددها – الطاقم القيادي , ام دراسات علمية على اساس استبيان علمي وحديث !!! ...
اليوم – نحن أمام مفاوضات – منطقيا يجب ان ترتكز على اساسين .
أولا: تحديد اطر انفاق الموازانات المتوفرة "حاليا" وفق أولوية الحاجة .
ثانيا: تحديد واقعي للاحتياجات , على سبيل المثال في ملف الاستشفاء واذ اعتمدنا سياسة الدولة المضيفة مع مواطنيها نموذجا"- أي تأمين 85% من الفاتورة الصحية و الاستشفائية الشاملة, فعلينا تقديم دراسة علمية عن التكلفة المتوقعة – لنفترض انها "20" مليون دولار اي بأضافة عشرة مليون عن ما هو متوفر حاليا , فعلينا البحث سويا مع الانروا – عن مصادر التمويل والاساليب والاشكال المفترض العمل عليها لتأمينه.
المفاوضات مع الانروا حتى تكون ناجحة ومثتمرة عليها ان تستند على شراكة فعليه اولا ما بين الهيئات القيادية والاطر والنخب الشعبية و تستند الى معايير علمية لا عفوية وعاطفية, وثانيا الايمان الراسخ بالشراكة ما بين اللاجئين والانروا على قاعدة تحديد الحاجات وقياس تكلفتها والعمل سويا على تأمينها .
اما الكلام العام والانفعال العاطفي والسرد دون جدوى لكم الاحتياجات الهائل والذي يساوي ما بين مقعد دراسي وحبة "زيت السمك" فلن يؤدي الا الى علاقة تناحرية - تنفذ من خلالها المصالح الذاتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تدني تأييد ترامب وسط المستقلين بعد إدانته جنائيا | #أميركا_ا


.. فواز منصر يجيب.. ما خطورة نشر الحوثيين للزوارق المفخخة الآن؟




.. تضرر مستوصف في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي


.. قادة أوروبا يبحثون مستقبل الاتحاد في ظل صعود اليمين في الانت




.. ما دلالات الكشف عن وثيقة تؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على ع