الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تركيب) ابداع فني وافكار شبابية في غرف واروقة منتدى المسرح

عامر عبود الشيخ علي

2016 / 4 / 20
الادب والفن



رسائل فنية غير معتادة، قدمها عدد من الفنانين الشباب ضمن فعاليات المهرجان الفني المستقل "تركيب"، الذي يعتبر من الفنون المعاصرة، في غرف واروقة منتدى المسرح في شارع الرشيد ببغداد للفترة من (14_17 نيسان 2016)، وذلك من خلال اعمالهم التي تبين رؤيتهم للواقع العراقي وطموحاتهم، ومن خلال افكار فنية ناضجة استخدمت فيها مواد جديدة، لتكون ذات رمزية معبرة.
اشترك في مهرجان "تركيب" اكثر من عشرين فنانة وفنان من الشباب، وكانت ثيمة الاعمال المشاركة متنوعة بين المساواة بين الجنسين واستغلال القاصرين والحرب والضياع وكذلك الدعوة الى السلام وحرية التعبير عن الرأي.
اذ عالج الفنان (زيد سعد) مواليد 1991 اختصاص فنون بصرية في عمله المسمى (مصنع ارهاب)، التفسيرات الخاطئة والمعتقدات التي اسيء استخدامها، وتأثير ذلك على الاجيال القادمة، عمله عبارة عن شكل مجسم لطفل رضيع يرتدي قناع مضاد للغازات، الذي يستخدم في الحروب، معلق بسلاسل مرتبطة باربعة جدران، كل جدار له ثيمة معينة تؤثر في نشأت الانسان وسلوكه، كالعنف واستغلال القاصرين والتطرف الديني والتفرقة بين الجنسين.
اما الفنانة (مارينا جابر) مواليد 1991 درست الصناعات الغذائية في كلية الزراعة، كان اسم عملها (حصين الحديد)، اذ قامت مارينا بتفكيك وتجزئة الدراجة الهوائية، وتعليقها في سقف قاعة العرض، وتحتها شاشة تعرض فلما عن تجوال الفنانة وهي تقود دراجة هوائية، في مناطق واسواق بغداد المختلفة، وعلى جانبي قاعة العرض صور فوتوغرافية لهذه الجولات، ارادت من خلال هذا العرض الجميل ان تبعث برسالة مفادها، التكرار والاكثار من الحالة يمكن ان يخلق حالة من التعود، وحيث تكون الحالة طبيعية بعدما كانت تعتبر حالة شاذة في المجتمع، كما هو الحال من ركوب الدراجة الهوائية من قبل النساء.
كما اعتبر الفنان (رأفت رؤوف) مواليد 1991 خريج كلية الفنون الجميلة والذي يعمل في وزارة الثقافة قسم الفنون التشكيلية، في عمله الموسوم (اليد الواحدة تصفق)، ان اليدين كأنسان بذاته، وينسى احيانا الكثير من الناس اهمية دور اليدين وما تحققانه وماتنجزانه، وتم خلال عرضه وضع (15) يدا على لوحة داكنة، وكل يد تحمل شيء ما، وبالجانب الاخر من الغرفة الصغيرة التي اتخذها قاعة للعرض شاشة عرض عليها فلما لعازف بيانو بيد واحدة، وهو دلالة على ان فقدان جزء من اجسادنا لايمنع من الاستمرار بالعطاء.
واراد الفنان (حسين عادل) مواليد 1994 طالب معهد الفنون الجميلة قسم الفنون البصرية في عمله (البدلة المضادة للانفجار)، ان يبين الحياة اليومية للمواطن العراقي نتيجة التهديد المستمر بسبب تفشي الارهاب وضعف الوضع الامني، اذ قام الفنان بعمل الانستاليشين المصور الذي التقطه الفنان بعدما البس صديقه البدلة المضادة للانفجار، وتجولا في شارع الرشيد لرصد ردود افعال الناس لرؤية هذه البدلة المتجولة امامهم، والتقط الصور بالاسود والابيض وتم عرضها لتبين رسالته، ان كل مجتمع يتعامل مع مشاكله الصعبة بطريقتين، اما ان يتكيف ويعيش معها، او يجد حلا لها.
ومن الاعمال الاخرى شباج (شباك) للفنان (محمد خالد) مواليد 1993 رسام ومصور ويدرس حاليا التصميم الداخلي في كلية الفنون الجميلة. هو عمل فني يعرض في حديقة منتدى المسرح، حيث يعرض الفنان (محمد) شباكا تراثيا (شناشيل) من خلال شباك حديث التصميم ويرتبط الشباكان بسلسلة ويثبت شباك الشناشيل بمرساة، يبين العمل الاثر السلبي للتقاليد على الحياة الحالية، والتي تحول دون تحقيق التقدم المنشود في البلاد.
ومن الجدير بالذكر ان فن التركيب (الانستاليشين) ظهر في بداية القرن العشرين، مع تجميعات بابلو بيكاسو التى تتركب من أشياء ملتقطة بالصدفة، في «المرحلة التكعيبية التركيبية»[1920-1914] ومع معروضات مارسيل دوشامب وروبرت راوشنبرج التي تتركب من مواد سابقة التصنيع؛ أو مع «التركيبات النحتية» لـ الفنانين المستقبليين مثل «بوتشيونى» «ومارينيتى».وقد شكل بيكاسو عمله الفنى «جيتار»[1912] كـ [تركيب] تجميعى من صفائح معدنية وأسلاك، كخامات تم توليفها لتوحي بصور عديدة متباينة ومتبدلة. بل أن مثل هذه [التراكيب] تتضمن دعابة مختلطة بقدر من التسامى. وبتجميع مارسيل دوشامب لتراكيب من نفايات البيئة، وبنبذه لمبادئ الفن التقليدية قدم الأشياء الجاهزة وغير المتوقعة كأعمال فنية. أما روبرت راوشنبرج فإنه أنجز عملاً فنياً بعنوان «سرير وأشياء جاهزة» من مفروشات وأغطية وأصباغ ملونة سكبها بالتقطير؛ وقد منح للأسلوب التركيب -التجميعى جماليته، وسمح لتوليد المعانى القابلة للتبدل، حيث يتوقف الأمر في عملية التفسير على القيم الثقافية، وعلى رؤية المشاهد.
وباختصار ان هذا الفن عبارة عن رسائل وافكار حياتية تصاغ عبر خامات مختلفة قد تكون من النفايات والمواد الزائدة، والتي يحولها الفنان بخبرته الفنية وافكاره الموضوعية الى عمل فني غاية في الروعة، لتكون لغة يفهمها ويتعامل معها العالم جيداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري