الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العمال الفلسطينيون :بين تحدي البطالة والفقر وبين تحدي الانقسام والشرذمه
محمود خليفه
2016 / 4 / 21ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة
بقلم محمود خليفه
رام الله
لدى الانسانية اجمع ،,وللعمال ،الاول من ايار ،عيدهم العالمي.فيه يجددون العهدعلى استمرار الكفاح من اجل مصالحهم والدفاع عن حقوقهم .والاصرار على المضي في الكدح لتحسين مستويات حياتهم .وبه قاموا ويقومون بدورهم من اجل الاستقلال والتقدم لاوطانهم. والحرية والعيش الكريم لمجتمعاتهم ولشعوبهم .
لعب العمال دورا قياديا عبر العالم وفي جميع المراحل التاريخيه .غيروا انظمة وهزموا كيانات وبنى.واستبدلوا انظمة اقتصادية باخرى .وكانوا صناعا للانتصارات ،كما كانوا وقودا للحروب الكبيرة والصغيرة ،ولا زالوا فقراء الفساد والاستبداد والازمات الاقتصادية .وضحايا العولمة المتوحشة والاستغلال الراسمالي ،و ضحايا فشل السياسيات الاجتماعية والاقتصادية والتنمية المغدورة ايضا ،كما هم ضحايا تناقضات المصالح وخلافات الفئات والطبقات والدول .
ايار العمال كان عيدا فلسطينيا بامتياز، يحتفل فيه الفلسطينيون ،عمالهم وفلاحوهم وفئاتهم الفقيرة والمحرومة والمهمشة والمقصاة عن كرم الحياة ولياقة العمل والمنزوعة الحريات. والمستخدمة وقودا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بهدف الاستقلال والعوده .ولا زال وسيبقى همهم ، المشكلات الحياتية والمعاشية ،وقوت يومهم .لانهم لا يملكون الا قوة عملهم .ولانهم يحلمون بحياة كريمة وعادله .
عمال فلسطين في عيدهم معنيون قبل غيرهم بالوقوف والتفكير مليا في واقعهم، وفي واقع مجتمعهم وشعبهم وقضيتهم الطبقية والوطنية .معنيون بالتدقيق فيما اكتسبوه وحققوه على امتداد السنوات المنظورة التي يعيشونها اليوم .بفحص ظروفهم الحياتية والمعاشية وظروف وبيئة عملهم، ومستوى الايفاء باحتياجاتهم والالتزام بحقوقهم .وبالتوقف عند مصير ومستقبل قضيتهم الوطنية وثوابت وحقوق شعبهم ومجتمعهم .
على عمال فلسطين ان يتفحصوا،فيما اذا كانوا طبقة بالاسم وبذاتها ام انهم طبقه لخدمة مصالحها ولذاتها ،وفيما اذا كانوا مستخدمين لتلبية احتياجات ومصالح غيرهم من الطبقات والفئات . وعلى حساب مصالحهم وحقوقهم النقابية والاجتماعية الخاصه.ام انهم يحققون مصالحهم وينالون حقوقهم من خلال اداء دورهم الاجتماعي في العمل وفي الانتاج والبناء .ويحافظون على مصالح وحقوق المشغلين ومالكي راس المال الوطني ،لانهم يتمتعون بكامل حقوقهم ،في اجور مناسبه ،وضمان اجتماعي شامل .ويعملون في بيئة عمل وظروف وشروط ملائمة ولائقة، وينعمون بمكتسبات حققوها بكدحهم وبتضحياتهم الجسام عبر سنين النضال الطويلة التي لا زالت مستمره .
على عمال فلسطين اليوم ان يتوقفوا عند ما الت اليه لجنة السياسات العمالية الرسميه الفلسطينيه ،المدارة من قبل وزارة العمل حسب القانون ،وهي المعنية بالسياسات وبالقوانين وبخطط وبرامج التطوير والتعليم والتدريب والتشريع وبتحديد الاتجاهات والاليات في عالم العمل والعمال وفي القطاع كله .وان يراجعوا ،بالتقييم وبالنقد والرفض ،مدى استخدام البرنامج العمالي العالمي للحوار الاجتماعي ،في وظيفته النقابية الاجتماعية والسياسية الوطنية .ويتيقنوا من مدى استخدام هذا البرنامج في فلسطين لصالح الطبقة العاملة الفلسطينية. ولحماية مصالحها وحقوقها من الانتهاك من جهه ،ولاشراكها في صياغة حقوقها وتحديد اليات وسبل الحلول والسياسات المنتهجة من جهة اخرى ،ومن اجل تقدمها وتقدم الاقتصاد وتنميته ،واعادة صياغة العلاقات الاجتماعية، ولارساء العقد الاجتماعي على اسس راسخة وصحيحة، تضمن المصالح الخاصة بكل طرف من اطراف الانتاج الثلاثة ،وتصون المصلحة الوطنية العليا للشعب والوطن والعمال
وعلى الحكومة ممثلة بوزارة العمل،وهي المعنية وفق القانون، بالاشراف على الحوار الاجتماعي وعلى مأسسته وتوسيعه والوصول به الى المنشأة الاقتصادية ،فعلا وعملا لا قولا ولفظا وادعاءا .على الحكومة ان تعترف بتقصيرها الواعي والمقصود، تجاه العمال واصحاب العمل، وتجاه مسؤوليتها ،كونها الملزمة امام القانون بتوفير العمل ،وبتجنيد الموارد وبتحقيق النجاح للتنمية ،وبالوصول الى النمو الاقتصادي ،لمجابهة الفقر والبطالة المتفشيان والمتسعان ،وبما يلحقانه من ظلم وعناء على المجتمع عموما والعاملين باجرخصوصا ،ومن اقصاء وتفسخ ومحاذير ومخاطراجتماعية وافات لا تحمد عقباها
وعلى عمال فلسطين اليوم وفي عيدهم العالمي ان يقفوا بشجاعة متاصلة في تكونهم الوطني والمهني .امام غياب الاراده السياسية لدى الحكومة ،ولدى النقابات العمالية والقطاع الخاص والمشغلين من اصحاب العمل ، في تغييب تطبيق القوانين ، وفي تطويرها ودمقرطتها وعصرنتها وتحديثها .رغم انقضاء اكثر من عقد ونصف على قانون العمل ،وبضعة سنوات على قانون الاجور، وغياب وتغييب قانون النقابات والضمان الاجتماعي، حتى اليوم .برفع الصوت عاليا ،ورفض ذريعة التغييب بوضعها جزافا وتعسفا على شماعة الاحتلال البغيض ،او التذرع بضعف الامكانات وغيرها .
وعلى عمال فلسطين في عيدهم ،ان يراجعوا تجربة النقابات العمالية في كثير من البلدان ،ذات الاقتصادات الضعيفة التطور والزراعية كاقتصادنا، وما حققته من تقدم وانجازات هامه .فتجربة بلدان امريكا اللاتينية وبعضها قد نهض من تحت المجاعة ،وبعض البلدان الافريقية،وبعضها نهض من تحت الابارتهايد والتمييز والاحتلال، ومن البطالة والفقر المدقع، الى مصاف البلدان المتوسطة التطور. وتقدمت اقتصاديا وعماليا ،ونجحت في التنمية وفي تحقيق النمو وامتصاص البطالة .ومارست الديمقراطية والاستقلالية والتعددية النقابية بهجوم متواصل ،وانتصرت في العديد من الميادين،ووصلت العمل اللائق والعدالة الاجتماعيه
فنقابات عماليه فلسطينيه مستقله وموحده. وذات هيئات عامه واسعه ومنفتحه على جمهورها ومصالح وحقوق عمالها .وقيادات نقابيه فرعيه وعامه منتخبه من ادنى الى اعلى ،وتعقد مؤتمراتها الدورية النظامية ،وتناقش تقاريرها وتمارس الديمقراطية الداخلية والبرنامجية ،ولها لوائحها المالية والادارية وانظمة عملها ودساتيرها للتنفيذ، وليس "لتقديمها للمانحين" .نقابات حقيقيه تمارس برامجها ونشاطاتها بنزاهة وبشفافية وباستقامه، وتنشر تقاريرها المالية وموازناتها السنوية عبر الاعلام ،وتناضل مع شعبها في المقاومة الشعبية وفي المقاطعة وفي الدفاع عن المصالح والحقوق العمالية بالتزام .فالسياسات العمالية والحوار الاجتماعي والتقدم والتغيير، بحاجه الى نقابات عماليه قوية التمثيل، بقوة وبثقة قاعدتها ،وليس بالاستقواء السلطوي او بالسطوة والسلبطة الادارية والفئوية المقيته ،نقابات ناجحه بعيده عن الادعاء وعن الفبركه والشكليه والرشاوي والاستعراض،هي القادرة على اقناع اصحاب العمل بمصلحتهم الخاصة في الامتثال لقانون الاجور ،وبمصلحتهم الخاصة بالربح وبزيادة انتاجية العامل عند ضمانه وحمايته الاجتماعية المنصفة والعادله ،النقابات القوية والخاضعة لمسائلة ومراقبة قاعدتها ،هي القادرة على الاخذ بعين الاعتبار مصالح العمال جزءا من المصالح العليا العامه والوطنيه .
ففي الوضع العالمي الراهن وما حمله من تحولات ومتغيرات اقتصادية واجتماعية ومن تعارضات وتناقضات في المصالح ،وضمن حالة العولمة الاقتصادية المتوحشة .وفي الوضع الاقليمي وما يشهده من تدمير ذاتي وحروب مذهبية وطائفية ومخاطر التمزيق والشرذمة والتقسيم بين الضواري .وفي الوضع الفلسطيني وما يشهده من عربدة وتعنت احتلالي ،ومن توق للصمود والمقاومة الشعبية والبرنامج الوطني الاخر ..على فلسطين بعمالها ونقاباتهم واتحاداتهم اولا وقبل حركتهم الوطنيه .ان يستشعروا الخطر وان يستجيبوا للتحديات وان يتجاوزوا ما هم فيه من وهن وتغييب بفعل قيادات نقابية لا تحترف الا الاستحواذ والسلبطة والفئوية،ولا تعترف الا بالاستجداء والشرذمة والاحتراب التناحري على السلطة ومكاسبها الذاتية باسم العمال وحقوقهم ومصالحهم الاجتماعية والوطنيه.
ان الواقع القائم اليوم في الحركه النقابيه العماليه الفلسطينيه مرفوض ومستنكر من جميع الوطنيين والغيورين على المصلحة الوطنية والعمالية والمقاومة ،ومرضي عنه ومقبول من اعداء فلسطين ومحتلي ومقيدي اقتصادها .حيث وصلت حالة التغييب والاضعاف اقصاها .وهشاشة البناء وشكلية الهيكل وادارة الظهر للعمال ولحقوقهم ومصالحهم من قبل الجميع في ابشع اشكالها .عدا غياب الثقة وتوتر العلاقة بين القواعد العمالية في مواقعها المختلفة ،وخصوصا من قبل العاملين في سوق العمل الاسرائيلي،وبين الاطر والاتحادات والنقابات عموما ،وعدا عن ادارة الظهر الرسمية لدى القيادة المتنفذة سلبطة على النقابات لجناح الحركة النقابية في الخارج ،وتسريح وحل منظماتها بذرائع مختلفه عدا فرع لبنان ذو الاصول القوية والراسخة والمستقله .وتعبير عدم الثقة وتوتر العلاقة بين القاعدة العمالية وما يسمى مجازا بالقيادة النقابية ، الاحجام الكامل والاستنكاف عن المشاركة ،وعن الانتساب الى النقابات العمالية، مما ادى الى ضمورها لدرجة الاضمحلال .ولا نبالغ ان قلنا ان فروعا عديده لاتحاد ما يصرف لها موازنات ومساعدات واعتمادات ماليه ،كما يصرف لها تذاكر سفر ومهمات ،تصل الى الصين ،دون ان يكون لديها اي نقابة او عضوية او عمل نقابي .ولا نبالغ ايضا ان قلنا ان اتحادا اخر يعقد مؤتمره دون هيئات عامه وبلاعضويه ثابته وبلا نصاب ،ويستعيض عن النظام ، بدعوة عشرات المواطنين، يتكرر حضورهم في المحافظة المعينة ،لاعلان مجلس ما او رئيس نقابه، ولاحقا يجري غيابيا وما يسمى بالتوافق بين افراد، تسمية مجلس او هيئه،وعلى حساب الديمقراطية والحقوق النقابية الاساسية للافراد والدساتير واللوائح .
وبالتالي تتحول الحركة العمالية الى شكل هلامي مشلول وهيئات واهنه ،ومجالا للاستغلال والاتجار بها من قبل حفنة من المسؤولين النقابيين !!!وتصبح اتحادات العمال ونقاباتها في فلسطين ،ادوات استجداء واستثارة الشفقة على عمال فلسطين المضطهدين من قبل الاحتلال ،وليس من قبل قياداتهم المتسلبطة عليهم والمسكوت عنها من قبل القيادات السياسيه .ويصبح ايضا التمثيل الفلسطيني،والنضال العمالي العربي والدولي، وفي مختلف المجالات هزيلا وشكليا وبلا جدوى
ان الانقسام والشرذمة الذاتية والفئوية في الحركة العمالية من قبل بعض قياداتها المنتمية الى طرف سياسي بعينه والمسكوت عنها لاسباب انتهازية ومنفعية،والتي لا زالت تجرجر نفسها في خلاف على الاموال المستقطعة من العاملين في اسرائيل وحقوقهم وتقاسمها على حساب العمال .هذا الانقسام يزداد ضرره كل يوم ،ففي ايار الماضي ،جرى توقيع الاتفاق الوطني التوحيدي ، من قبل الجميع ،السياسي والنقابي ،بما فيهم اشخاص الانقسام .والانقسام اليوم ازداد سوءا ،بعد ان عقد كلا الاتحادين الانقساميين واشخاصهما المنقسمة لاسباب ذاتيه ومصلحيه خاصه على نفسها ، هيكلا شخصيا وغير نظامي ولا دستوري ، لتشريع وتبريرالاهدف الذاتية والشخصية الكامنه. فعقد الاتحاد الاول ما اسماه مجلسا اعلى ،وعقد الثاني ما اطلق عليه اسم مؤتمرا خامس . ولم يحرك احد ساكنا
وحدة الحركه العماليه الفلسطينيه اصبحت وحدها فقط من ينهض بالوضع العمالي الفلسطيني ،بما هي مدخل لتصحيح وتطوير العلاقات العمالية الفلسطينية العربية ،في ظل الوضع السياسي والاقليمي المتوتر القائم ،وفي ظل هجمة التطبيع العربية الاسرائيلية المتسارعه وحاجة فلسطين وعمالها الى سياسات عربية مساعدة على الصمود في وجه العواصف الغربية العاتيه .كما ان وحدة الحركة العمالية الفلسطينية في ظل التوجه الفلسطيني للتدويل والضغط من اجل مؤتمر دولي بشروط محدده ،وفي ظل تقدم وتوسع وتعمق حركة المقاطعة وحاجة فلسطين للضغط من اجل ترسيم وتشريع واعتماد الحركة على المستويات الدولية كافة ،بحاجة ماسه لهذه الوحده ،وهي من ينهض بها ايضا
وعلى القيادة الفلسطينية كلها وبمختلف مستوياتها، واولها قيادة حركة فتح واللجنة التنفيذية وقيادة السلطة ،اخذ العبروالدروس من تجربتنا الفلسطينية والعربيه ،فالاتحادات التي كانت تدعي السعة والجماهيرية والديمقراطية الزائفه من الاتحادات الرسمية العربية ، لم نسمع لها صوتاولم نر لها اثرا في حرب التدمير والتكفير الذاتية المتسارعه....كما ان حراك المعلمين في فلسطين ومصير الاتحاد العام للمعلمين الذي استقال بضغط الحراك القاعده له نفسه ،وسقط امام الحراك المنظم النقابي الناجح ، مثال ماثل امامنا جميعا
فهل نتعظ ؟؟وهل نرتق الى مستوى التحديات جميعها.... وعلى راسها تحديي الفقر والبطاله وتحديات الصمود والمقاومه والمقاطعه ؟؟
محمود خليفه
عضو الامانه العامه للاتحاد العام لعمال فلسطين
كتلة الوحده العماليه
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما بعد نظام الأسد.. هل تُحكم سوريا بقبضة الميليشيات؟ | #التا
.. هل تعدد الأجندات الإقليمية سيكون سلبيا على الوضع بسوريا؟
.. مطار دمشق الدولي سيعمل خلال أيام
.. الصين تحظر تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة
.. نشرة إيجاز - رئيس الوزراء السوري الجديد يقول إنه كلف برئاسة