الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا . . . من ابو طبر الى اوراق بنما

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2016 / 4 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


رب سائل يسأل ما علاقة ابو طبر بأوراق بنما ، الفضيحة الجديدة لكبار السياسيين في العالم اجمع من بوتين الى اياد علاوي . . ولكننا سنجد في هذه المقالة العلاقة العضوية بين الموضوعين ، وليست علاقة خيالية كما يبدو للقارئ . نعود ابتداءأ" الى ابو طبر ، وهذا مجرم ظهر فجأة في بداية السبعينات في العراق ليقتل عوائل كاملة بطريقة بشعة وذلك باستخدام طبر او ساطور او سكين كبيرة لمن لا يعرف الطبر .والغرض من هذا القتل بهذه الوسيلة هو لزيادة رعب المواطنين . وقد ظهر فيما بعد ان ابو طبر ليس سارقا ، فقد وجدت اموال كثيرة في اماكن القتل لم يمد ابو طبر يده اليها. . وقد سبب هذا المجرم الرعب والخوف في بغداد ثم انتقل الى محافظات اخرى . واخيرا اعدم ابو طبر هو وزوجته ، وظل موضوعه غامضا الى يومنا هذا . وبعد ابو طبر جاءت الى العراق مشكلة الزئبق العضوي . وهذه المشكلة نشأت عند استيراد العراق للحنطة لغرض الزراعة . الا ان الفلاحين آثروا اكل هذه الحنطة بدل زراعتها وهي معفرة بسموم ضد الحشرات ، ونتيجة لذلك فقد مات كثير من الفلاحين كما ان البعض قد اعلف الخراف والابقار بهذه الحبوب المسمومة . فأمتنع المواطنين عن اكل اللحم او شرب الحليب . واستورد العراق اللحم والحليب المجفف من دول عديدة . ودب الرعب في العراق كله نتيجة هذه الحوادث التي يموت فيها يوميا عشرات الاشخاص، او هكذا جرى تضحيم العملية من قبل السلطات الحاكمة لزيادة رعب المواطنين . وبعد ذلك جاءت حكاية عدنان القيسي . وهذا هو مصارع عراقي في امريكا ، استدعي الى العراق لتسلية المواطنين . وهو في الحقيقة ليس مصارع اولمبياد . . وانما مصارع شعبي يراهن عليه الناس ، ويقدم عروض شبه عنيفة ويلقى رواجا بين الاطفال والعجائز للتسلية . وقد انشغل العر اقيون بعدنان القيسي خصوصا بعد ان كان يصارع ابطال العالم ( هكذا ! ) بالمصارعة في ساحة الكشافة وغيرها . واعتبر البطل القومي في العراق . . ولما كشف السيد مؤيد البدري هذه اللعبة في برنامجه المشهور. الرياضة في اسبوع. ، نقل الى مدينة الناصرية وترك برنامجه لمدة تزيد على ستة اشهر ، مما حرم جمهوره الواسع من متابعة اخباره الرياضية الشيقة . كما حظي المصا رع عدنان القيسي بدعم وزراء ومسؤولين كبار في الدولة ، مما شجع المواطنين على اعتبا ره بطل قومي حقيقي . وفي النهاية غادر عدنان العراق خلسة ولم يعرف احد اين ذهب هذا البطل . هذه حوادث ثلاث وهناك حوادث صغيرة اخرى تحدث هنا وهناك .
ومن استقرائنا للامور علمنا فيما بعد ان نظام البكر وصدام حسين كان يعد مثل هذه المسرحيات والمهرجانات المرعبة تارة والحماسية تارة اخرى بقصد الهاء المواطنين عن المشاكل السياسية التي يقترفها النظام بحق الشعب ، حتى لا يتفرغ الناس للحديث عنه ، اضافة الى اشغال المواطنين عن همومهم الحقيقية بمظاهر يفتعلها الحكام . وقد نجحت هذه الخطة في بقاء الحكم فترة طويلة الى ان جاءت الحروب الصدامية لتحل محل هذه الالعاب البهلوانية التي شغلت الشعب العراقي حتى عن اهم اهتماماته . وبعد دراسة هذه الحالة دراسة فردية ، وجدنا انها ليست صناعة صدامية او عراقية وانما هي صناعة امريكية طبقها العراق بنجاح واستطاع اشغال الشعب العراقي بامور اهم من حياته المعاشية والاجتماعية والسياسية .
وقد رأينا هذه الصناعة الامريكية ايضا على مستوى العالم اجمع . فبعد انتهاء الحربين الكورية والفيتنامية التي انشغل العالم بها ، احدث الامريكان عدوا جديدا هو الاتحاد السوفييتي لتخويف الناس به . وعندما انحسر هذا الخطر بعد الحرب الباردة ابتدعت امريكا اعداءا جدد مع فضائح واخطار عالمية لاشغال الناس عن التفكير بمشاكل الرأسمالية وظلمها للشعوب . حيث قامت على سبيل المثال بنشر وترويع الناس على مستوى العالم بمخاطر انفلونزا الطيور التي انتشرت على نطاق واسع . وقد ساهمت منظمة الصحة العالمية بهذه المهمة ايضا .ثم جاء مرض الايدز الذي نشر الرعب في العالم اكثر مما نشره ابو طبر في بغداد ، وايضا ساهمت منظمة الصحة العالمية بالترويج لمخاطر هذا المرض وتحذير الناس وبالتالي اثارة الرعب والخوف ، ومنظمة الصحة العالمية كما هو معروف تشبه صندوق النقد الدولي من ناحية علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة . بعدها جاء مرض الايبولا المرعب في غرب افريقيا واحتمال انتقاله الى كل دول العالم . ولما اصبح المرض صناعة قديمة للتخويف والرعب تم نشر وثائق ويكيليكس بفضائح كبار المسؤولين في العالم . وقد انشغل الناس على عموم مساحة المعمورة بهذا الموضوع والى يومنا هذا . كنا انشغل العالم ايضا في فضائح سابقة اخرى مثل ، ايران كونترا ، كلنتون ومونيكا ، سجن ابو غريب والتجسس على حلفاء امريكا في اوروبا، وكثير غيرها الى ان وصلنا الى اوراق بنما التي هي اخر حلقة من حلقات اشغال الناس والهاءهم عن المشاكل الدولية والاقليمية ، وحتى الشخصية . فكل العالم بات يتحدث عن اوراق بنما . . انني لا اعدد لكم هذه الاحداث فهي كثيرة ، ولكنني اعطيكم المنهج الذي تسير عليه امريكا في الهاء واشغال الناس بمشاكل وفضائح لا علاقة لنا بها . وعندما اقول امريكا لا اقصد حكومة الولايات المتحدة ، ولكنني اقصد المجموعة المحركة والدافعة للرأسمالية العالمية وربما بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية .
ولك ان تتأمل قليلا وتستعرض كل الذي مر بك وبالعالم من امثال هذه الاحداث لتتأكد من صحة هذه النظرية . اما عندنا فلدينا دائما ما يشغلنا ويلهينا عن مشاكلنا الحقيقية مع الساسة والحكام اضافة الى المشاكل العالمية المفتعلة هذه . فأصبح رأسنا مشغولا الى درجة اننا لم نعد نميز بين الحق والباطل ، بين الصح والخطأ .
ادهم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هبوط طائرة مدنية في مطار بيروت تزامنا مع الغارات الإسرائيلية


.. كاميرات مراقبة توثق هلع حيوانات لحظة قصف ضاحية بيروت الجنوبي




.. أين الدور العربي مما يحدث في لبنان؟


.. حدث يقام لأول مرة في فرنسا منذ 33 عاما.. استضافة قمة الفرانك




.. لحظة انضمام إيلون ماسك للتجمع الانتخابي لترمب في بنسلفانيا