الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يجري في العراق ؟

صباح ابراهيم

2016 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



تظاهر الشعب ضد حكومة الفساد والمحاصصة الحزبية والطائفية ، انتفض الشعب و المستقلون و الغير متحزبين مطالبين بالخدمات و بالحقوق و تقويم مسيرة الحكومة العرجاء ، طالبوا بوضع الفاسدين وراء القضبان ومحاسبة السراق و اللصوص ، لكن الحكومة كلها لصوص ، فمن يحاكم من ، ومن يحاسب من . ولهذا بقت السجون خالية من اولئك اللصوص و الفاسدين ولم يجروء القائد العام للقوات المسلحة احالة اي منهم للقضاء ، لأن القضاء متواطئ مع الفاسدين وهو افسد منهم و يتستر عليهم .
فمن بقى يدافع عن الشعب و مظالمه ؟
انتفض بعض النواب من كتل مختلفة من صحى ضميرهم او من طفح الكيل بهم ضد تصرفات رؤوساء كتلهم ممن يتحكمون بسياسة العراق بالاوامر التي تصلهم من خلف الحدود ومن السفارات . انتفظوا و ثاروا معبرين عن رغبتهم بالتغيير و رفض المحاصصة و الفساد فكانت اولى مطالبهم بأقالة رئيس مجلس النواب بسبب تواطؤه مع السلطة التنفيذية في تهاونه في عدم محاسبة الفاسدين ، والمشاركة باقرار حالة المحاصصة المرفوضة من الشعب ، حيث وافق رئيس مجلس النواب على ترشيحات حيدر العبادي لبعض الوزراء المنتسبين الى الكتل الحزبية الفاسدة وبالضد من شروطه هو التي وضعها في ان يكون الوزراء الجدد مستقلين و تكنوقراط وغير حزبيين . لكن الاتفاقات وراء الكواليس و الضغوط هي من تسيّر عجلة قيادة الدولة .
مقتدى الصدر ركب موجة التظاهرات ، فطلب من اتباعه ومؤيديه الخروج لساحة التحرير للتظاهر ضد تصرفات الحكومة ، و بعدها طالب بالاعتصام ، وهدد بنقل الاعتصام الى داخل المنطقة الخظراء و قاد بالفعل الاعتصامات بهذه المنطقة و دخلها هو واقام خيمته في داخل المنطقة المحرمة على الشعب ، معلنا انه ثائر ضد الفساد والتصرفات الرعناء للسلطة التنفيذية .
بعدها بدات سلسلة التراجعات الصدرية لهذا القائد المنتفض ، فثار نواب الشعب من كتل متعددة و طردوا سليم الجبوري من رئاسة البرلمان ، وقادوا اعتصاما داخل البرلمان مهددين باقالة رئيس مجلس الوزراء و رئيس الجمهورية . وحصلوا على النصاب القانوني و نفذوا ارادتهم .
لكن العملاء لا يستسلمون بسهولة ، فسليم الجبوري الذي تربطه اوصر قوية مع السعودية و تركيا وقطر ، استلم الايعازات بعدم الرضوخ و الاستسلام للمعتصمين و المطالبة ببقاءه رئيسا شرعيا للبرلمان العراقي . وقد رفع دعوى الى المحكمة الاتحادية لآعادته لمنصبه .
انتخب برلمان المعتصمين رئيسا مؤقتا له و حدد المعتصمون بجلسة الخميس 21 / 4 / 2016 ان يتفتح باب الترشيحات لمن يرغب بمنصب رئيس المجلس الجديد و نوابه ، لكن ما بدأت الجلسة حتى سمح رئيسها الموقت الدكتور عدنان الجنابي بالقاء بعض النواب لكلماتهم .
القى ثلاثة منهم كلماتهم مباركين للشعب انتفاضته واصرارهم على مواصلة الاعتصام لنصرة الشعب و اعلنوا اسفهم لأصدار مقتدى الصدر تعليماته لانسحاب كتلته (الاحرار) من تاييد الاعتصام و المعتصمين ليخلخل كتلة المعتصمين و يقل نصابها في اجتماعات المجلس الجديد لغاية في نفس يعقوب .
اعلن رئيس المجلس عدنان الجنابي انهم سيكتفون بما القي من كلمات لأن القائمة طويلة ويريدون الاستفادة من الوقت لأمور المجلس الاخرى . ثم رفعت الجلسة بحجة انها مفتوحة ، ولم يتخذوا اي قرار ولم يعلنوا اسماء المرشحين لمنصب رئاسة المجلس كما وعدوا !!!
فما الذي حدث فجأءة خلف الكواليس لرفع الجلسة ؟
لماذا لم تقرأ اسماء المرشحين الجدد ؟
متى يتم انتخاب رئيسا جديدا للبرلمان ؟
لماذا تم محاصرة البرلمان و قطع الماء عنه ، و منع الاعلاميين ومراسلي الفضائيات من دخوله ؟
لماذا تم مضايقة البرلمانيين ؟ و الاكثر حيرة للشعب لماذا انسحب مقتدى الصدر من الاعتصام هو و كتلته من البرلمانيين ؟
اسئلة محيرة و اتفاقات مبهمة تدور خلف الكواليس
اليس السياسة فن الكذابيين و المنافقين ؟
لازال الشعب تائها بين الاسئلة المحيرة ينتظر الفرج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - - وعند جهينه الخبر اليقين-
طارق ( 2016 / 4 / 21 - 23:18 )
جاء الأمر من الآمر أوباما حيث أعطى الأوامر لدول الخليج لمساعدة العراق أي الوقوف مع حكومة العبادي وهاهي السعوديه تدعو العبادي لزيارتها , يعني المعتصمين صفر على الشمال


2 - قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّ
nasha ( 2016 / 4 / 22 - 01:43 )
لا يوجد سياسة في العراق لان دولة العراق بحكم العدم فقدت سيادتها الفعلية على الارض. والمسألة ليست جديدة ابتدأت بعهد صدام حسين عندما فقد السيطرة على الشمال العراقي ثم احتلال ايران للجنوب الذي استغل الاحتلال الاميركي وانتزع الجنوب.
العراق دولة مفككة لا يمكن ان تلتئم لان الوطنية العراقية لا تمثل الاهتمام الاول للسياسيين . اهتمام الاكراد اهتمام قومي لاعلاقة له بالوطنية العراقية واهتمام الشيعة والسنة اهتمام طائفي ديني بحت .
المفارقة ان الاطراف الثلاثة وحتى الاقليات جميعا فاقدين البوصلة السياسية . لا يوجد فلسفة او فكر سياسي يجمع الكل او يُفرض على الكل مثل ما حدث سابقا عندما كان اليسار الشيوعي او البعثي القومي هو الذي يكتل ويشكل الدولة.
طريقة واحدة فقط يمكن ان تجمع العراق كما كان.
الطريقة الوحيدة هي وضع كل المكونات العراقية تحت انتداب اجنبي قوي لفترة من الزمن للتغلب على الانقسام والكراهية بين مكوناته.
في الاصل بريطانيا هي من انشأت الدولة العراقية وليس العراقيين
للمزح: يقول القرآن (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ-;- وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)
تحياتي


3 - الاخ طارق
صباح ابراهيم ( 2016 / 4 / 23 - 11:29 )
شكرا لمداخلتك
فعلا ان الامر و النهي للعراق بيد العم الكبير براق حسين اوباما ، فبيده مفاتيح وادي الرافدين،
و ما حكامنا الحاليين الا دمى قرقوزية تحركها خيوط بداياتها بيد امريكا و نهاياتها مربوط بالدمى العراقية ، و ترقص هذه الدمى بغير ارادتها حسب توجيهات البيت الابيض و البنتاغون و المخابرات المركزية الامريكية .
الا تجدون ان اتصالات العبادي في يوم واحد هاتفيا مع ملوك و امراء السعودية و الكويت و قطر و الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امر غريب لم يحدث من قبل .
والدعوى لزيارة السعودية تنهال من ولي الامر وكيل اوباما في الشرق العربي خادم الداعشين و النصرة امر غريب ؟ ما هذا التقارب و الدعم العجيب ، تصورا امير قطر ينتقد ويندد بداعش !!
يا سبحان الله فعلا ان اوباما مغير الاحوال من حال لحال .


4 - الاخ ناشا
صباح ابراهيم ( 2016 / 4 / 23 - 11:37 )
شكرا لمداخلتك
صحيح كلامك ، وقد اعجبني فعلا تطبيقك للاية القرآنية فقد جاءت في محلها تماما
سابقا كان العراق بيد بريطانيا العظمى تحركه كيفما شاءت ، اما بعد افول النجم البريطاني وشاخت الملكة اليزابيث ، فقد انتقلت السيطرة والقيادة للسياسة لدول العالم والشرق الاوسط بيد البراق حسين اوباما . امريكا هي من تحرك خيوط اللعبة في العراق ،/ لو تريد انهاء داعش فبأمكانها خلال شهر واحد تقضي عليها في سوريا و العراق و تحرر العراق و الرقة و تبيد الدواعش عن بكرة ابيهم ، لكنها تريد استمرار اللعبة حتى نهاية ولا ية اوباما كي يصبح هو البطل العظيم الذي قضى على اشرس منظمة ارهابية في العالم ويخلده التاريخ كواحد من العظماء .
لو ارادت امريكا انفصال الاكراد عن العراق و اوعزت لهم بالموافقة ، لأعلن مسعود البرزاني الانفصال بلا خوف ولا تردد اليوم قبل الغد و اعلن نفسه ملكا على كردستان لكونه مدعوم من عمته الكبرى امريكا و اسرائيل . لكن اللعبة لم تنته بعد .
شكرا لتعليقك وتحياتي لك

اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية