الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصرية كردية

احمد علي

2005 / 12 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بعض المعارضين السوريين , لا يعرف المرء لهم ديناً , فهم في البيانات والتحالفات معارضون , وفي تصريحاتهم ومقالاتهم من أهل النظام، بل هم ملكيون في بعض الأحيان أكثر من الملك نفسه . ولعل من ابرز هؤلاء السيد هيثم المالح , رئيس جمعية حقوق الإنسان في سوريا . فهو قد كتب مقالا قبل فترة في إيلاف، اكتشف فيه وفي القرن الواحد والعشرين، إن الأكراد هم عرب نسوا انتمائهم القومي، عبر متاهات التاريخ. ولشدة اقتناعي بروايته , وخاصة انه استند فيها على مصادر علمية رصينة ،هي كتب الإخباريين المسلمين والعرب، والمعروفة بمدى دقتها وعلميتها التاريخية، وهو قد بذل جهدا كبيراً ليقنع القارئ، بإكتشافه هذا، وقد اقتنعت به أنا أيضا , لكن خطر ببالي أن السيد المالح بذلك، يخون انتمائه القومي العربي . فكيف له إذا كان الأكراد عربا، وهو قد اثبت ذلك , أن يكتفي بهذا الاكتشاف، ولا يذهب به إلى نهايته المنطقية، وهي تحرير هذه المناطق الكربية( كردية ـ عربية) , وهي مناطق شاسعة مقتطعة من الوطن العربي في هذه الحالة . وإني سأتشجع واقترح عليه، أن أشكل أنا وإياه , منظمة، تسمى منظمة تحرير كربستان. يكون هدفها تحرير هذه الأجزاء من الأراضي العربية , وإعادة تأهيل الأكراد التائيهن عن قوميتهم العربية . وإذا لم يقبل بذلك، فأنى قد ارفع عليه , دعوى قضائية أمام محكمة أمن الدولة ـ المختصة باقتطاعات الأراضي ـ بتهمة السكوت عن اقتطاع جزء من الأراضي العربية، وضمها إلى دولة أجنبية .
لكني أعتقد أيضا , إن السيد المالح لم يذهب بعيدا إلى هذا الحد، أي انه يرى بان الأكراد السوريين والعراقيين فقط ،هم من العرب، أما الأكراد الآخرين، فهم أتراك وفرس , كما يعتقد وبنفس الدرجة من الإيمان أخوته في القومجية من الفرس والأتراك .
يعاني الأكراد مع السيد المالح ...أخوان، من مشكلتين، أولا مشكلة الأصل : فهم في سوريا والعراق عربا , وفي تركيا هم أتراك جبال، وفي إيران فرساً . وثانيا من أين أتوا: ففي سوريا هم قادمون من تركيا والعراق , وفي العراق من تركيا، وفي تركيا من إيران , وفي إيران حيث إن الجمهورية إسلامية، فهم قادمون من بلاد الجن، وأرى انه من افضل الحلول لهذه المشكلة العويصة . لذا اقترح كحل لهذه المشكلة ولكي يعرف الأكراد وبشكل قاطع ونهائي من هم ؟ ومن أين أتوا ؟ أن يعقد مؤتمر، من أمثال هؤلاء الكتاب والعلماء والباحثين ،وقادة الديمقراطية، وحقوق الإنسان القومجيين, ويستثنى منه كل من يشك بكرديته حتى الجد الواحد بعد الألف . ليتفقوا على حل هاتين المشكلتين، وإن هم اتفقوا، فليبلغوا الشعب الكردي بذلك، وأنا اضمن شخصياً قبوله بتلك النتائج . وإذا لم يتمكنوا من الاتفاق ـ وهذه مشكلتهم ـ فمن حق الأكراد وقتها أن يعلنوا انهم أكرادا وفقط، وان يعلنوا انفصالهم عن كل هذه الدول، لان المبرر الذي كان يمنعهم من القيام بذلك، يكون قد سقط بيد أصحابه , وليس من طرف الأكراد .
يوم نشر السيد المالح هذا المقال، اعتقدت إن الموضوع هو من أعراض الثمانيين حولاً، ليس إلا، لكنه عاد وأدلى بتصريحات مشابهة عبر مراسلة إيلاف في دمشق ،يتهم فيها الأحزاب الكردية بالعنصرية والانغلاق ........ الخ .
حيث كتبت وعلى لسان السيد المالح ، والذي لم يصدر نفياً بذلك : انه لا يعتقد ان إيقاف أنشطة الأحزاب الكردية والعمل السياسي، هي بداية حملة تشنها السلطات تطال فيها كل الأحزاب السياسية المعارضة وجمعيات حقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني في سورية.
أو إن هذه الخطوة محاولة واضحة لقمع أي نشاط سياسي، أو حراك مجتمعي لان المشكلة في اعتقاده بين النظام والأحزاب الكردية لان الأخيرة عنصرية ومنغلقة .
والأحزاب الكردية عنصرية، بداية باسمها، وانتهاءً ببرامجها السياسية ، ليس في ذلك شك , حيث إنها تضمن في اسمها دائماً، كلمة الكردي، في مجتمع متعدد القوميات مثل سوريا . إن كلمة الكردي هنا ،تنم عن عنصرية وانغلاق بغيضين , تمارسه الأحزاب الكردية . لكن حزب البعث الذي يسمي نفسه منذ الأربعينيات، من القرن الماضي , بحزب البعث العربي الاشتراكي . وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، وحزب الوحدويين الاشتراكيين العرب , وحزب العمال العربي الثوري , والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ووو.....هذه ليست عنصرية بطبيعة الحال، لأن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، والذي يعده السيد المالح أساسا لعمل جمعيته , ينص على إن ذكر كلمة الكردي في أسماء الهيئات والأحزاب عنصرية , أما كلمة العربي فهي من طبيعة الأشياء .
أما عن عنصرية سياسات الأحزاب الكردية، فحدث ولا حرج، فهي تعمل على أن يتم الاعتراف دستوريا بوجود الشعب الكردي في سوريا، وعلى انه جزء من النسيج المجتمعي السوري، وان يعيش في ظل مساواة تامة في الحقوق والواجبات مثل بقية المواطنين السوريين , وحقه في التعلم، ونشر وتطوير ثقافته الكردية، ورفع التمييز والمظالم الممارسة بحقه في الحياة العامة وإلغاء الإجراءات الاستثنائية ضده ، من مثل التجريد من الجنسية والحزام العربي ....... الخ . وذلك في ظل وحدة البلاد، والتي تؤكد عليها دائماً.
والعنصرية هنا تكمن في أن الأكراد يعتبرون أنفسهم جزء من المجتمع السوري , ومتساوون مع المواطنين العرب , وهذا لا يجوز , لان السادة المالح ... أخوان ، يعتقدون إن الكرد هم ضيوف، قد قدموا من تركيا، ويجب إعادتهم إليها , ولذلك فان مطلبهم بالمساواة ،عنصرية وتعد فظيع على كرامة أهل البلد، وإنكار لحسن ضيافتهم . وبسبب هذه العنصرية الواضحة في أسماء وبرامج الأحزاب الكردية , فانه من المنطقي أن يشجع السيد المالح ،السلطة السورية على حملتها على هذه الأحزاب حيث يقول : ........( واعتقد إن المشكلة هنا تكمن بالأحزاب الكردية وليست المشكلة في النظام السوري).
أما عن أسباب الحملة هذه، فيذكر تأثر أكراد سوريا بما حصل عليه الأكراد في العراق، وفي انه لا يستطيع أن ينكر العلاقة بين الطرفين .
بخصوص علاقة أكراد سوريا مع أمثالهم من العراقيين فأنا أيضا , لا أستطيع إنكار ذلك ولم ينكره أي كردي سوري , ولن يقوم أي منهم بذلك , قبل أن يقوم السيد المالح، بإنكار علاقته مع عرب الجزائر وتونس، وحتى جزر القمر .
وله الحق أيضا في أن يعتبر حملة السلطة على الأحزاب الكردية , (لا تعتبر محاولة واضحة لقمع أي نشاط سياسي، أو حراك مجتمعي لان المشكلة في اعتقاده بين النظام والأحزاب الكردية لان الأخيرة عنصرية ومنغلقة ). لأنه وببساطة ومن خلال طرحه , لا يعتبر الأكراد جزء من هذا النشاط السياسي، والحراك المجتمعي السوري ,
ما هو جدير بالذكر هنا , هو إن هذه الأحزاب الكردية العنصرية ـ حسب رأي السيد المالح ـ هي شريكة لـــه في إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي . فكيف يقبل السيد المالح , مشاركة هؤلاء العنصريين في تحالف سياسي ؟!. أو بالأصح كيف تسكت أطراف إعلان دمشق الأخرى، وهو إعلان للتغيير الديمقراطي، كما يبدو من اسمه، وخاصة الأحزاب الكردية المنضوية تحت لوائه، اتجاه شخص كهذا، يتهم أطراف أساسية في التحالف بالعنصرية والانغلاق ؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة