الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السر الخطير وراء صفقة تيران وصنافير

منير جمال الدين سالم

2016 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


السر الخطير
وراء صفقة تيران وصنافير



حتى إذا تجاهلنا التاريخ المصري القديم, وركزنا على التاريخ الحديث، فقد تقرر تبعية الجزيرتين لمصر في عام 1840فى اتفاقية لندن لترسيم الحدود بين الدوله المصريه والإمبراطوريه العثمانيه, وظل إعتبارها من الأراضي المصرية, حتى بعد تقليص الحدود الشرقية لمصر في عام 1906، على النحو ألذى اتفق عليه بين بريطانيا والإمبراطورية العثمانية.

وعلى الرغم من الإدعاءات السعودية بتملكها لهذه الجزر منذ عام 1932، أصر ممثل مصر في الأمم المتحدة (خلال إنعقاد الدوره # 659 لمجلس الأمن الدولى فى الخامس عشر من فبراير 1954) على أن جزيرتى تيران وسنافير جزء لا يتجزأ من أراضي مصر, لأنها كانت تحت الإداره والسياده المصريه الفعليه منذ عام 1906.
فى كتابه " تاريخ سيناء القديم والجديد " الذى نشر فى عام 1916 , يؤكد "نعوم باشا شقير" على إعتبار الجزيرتين جزء من سيناء.
نعوم باشا شقير (لبنانى الأصل), كان ضابطاَ فى الجيش المصرى وعالماَ فى الجغرافيا, وكان
ضمن الوفد المصري فى المفاوضات التى جرت مع الإمبراطورية العثمانية خلال أزمة طابا
فى عام 1906 .

ولو إفترضنا صحة ملكية هذه الجزر للمملكه السعودية, كما تدعي كلاَ من الجهات الرسمية فى مصر وفى المملكه, فلماذا لم تطالب بهما المملكه فى عام 1979 , عندما قطعت علاقاتها مع مصر بعد عقد إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟ أَلَم يكن هذا أكثر الأوقات مناسبة للمملكه السعوديه, لطلب إستعادة حقها المشروع فى أراضى تدعى الآن ملكيتها ؟
ولماذ لم تعلن الجكومه المصريه شعبها بالمحادثات التى كانت تجرى منذ شهر يوليو من العام الماضى 2015 بين الطرفين المصرى والسعودى, بشأن يخص سيادة هذا الشعب على أراضيه؟
وماذا عن نتائج هذا الأمر الذى دبِر بِلَيل, على الوضع الدبلوماسي والسياسي والعسكري بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ؟؟
والسؤال الأهم, إلى أى مدى سيصل رد فعل الشارع المصرى الذى إستيقظ على حقيقة أنه تم خداعه من قِبَل رئيسه الذى عضده وسانده ووضع كل ثقته فيه, وسَلَمَه مصيره؟؟

وإلى جانب أهمية الجزيرتين الجيوستراتيجيه والأمنيه لمصر والتى تعطى الحق لمصر بالتحكم فى الملاحه فى خليج العقبه فى حالة الحرب , تأتى الأهميه الإقتصاديه التى يشوبها التعتيم.

فى عام 2009 , أعلنت شركة آرامكو السعوديه عن أن النتائج الأوليه للمسح الجيوفيزيائى الذى بدأته فى حوض البحر الأحمر, فى المياه الضحله مقابل مقاطعة تبوك, كانت مشجعه.
فى عام 2012 أعلنت الشركه أكتشاف حقل "الأحمر 1" فى المياه العميقه للبحر الأحمر, وفى عام 2013, نفذت الشركه حفر أول بئر إختبار (ضبا -1) على عمق 648 متر, لتؤكد في أكتوبر من نفس العام, انها حققت كشفا للغاز الغير مصاحب (غاز صافى – غير مصحوب ببترول) يبعد نحو 26 كيلومتر عن الساحل السعودى, وفى إتجاه الشمال الغربى من ميناء ضبا (أى فى إتجاه موقع جزيرتى صنافير وتيران), بمعنى أن الحدود الجنوبيه الشرقيه لهذا الحقل المكتشف تبدأ على بعد 26 كيلومتر من الساحل السعودى, ولم يعلن عن مساحة الحقل وحدوده الغربيه الشماليه.
في أعقاب ذلك, أعلنت شركة أرامكو السعودية عن رصد مبلغ 25 مليار دولار لتغطيه النفقات اللازمه لتطوير برنامج الاستكشاف والتطوير والإنتاج لإحتياطيات النفط والغاز في البحر الأحمر.
نتائج المسح السيزمي تقدر أن إحتياطى غاز البحر الأحمر يمكن أن تضيف مايكافىء 100-267 مليار برميل من النفط. إى بزيادة لاتقل عن 38 % من إحتاطيات المملكه من الغاز والنفط.

أهمية هذا الغاز للمملكه, ان الزياده فى إستهلاك النفط والغاز تزيد على 7 % سنوياَ, بما يعنى أن إحتياجات المملكه من الغاز والنفط ستتضاعف خلال عشر سنوات, بما يهدد الدخل القومى الذى يعتمد أساساَ على تصدير البترول.
خطة التطوير بدأت بحفر ثلاثة آبار فى المياه الضحله على عمق 100 متر, ولكن أمام التحديات التقنيه والماليه لمايخطط له من حفر آبار جديده فى المياه العميقه (أكثر من 1000 متر ), دفع الشركه إلى الإعلان فى يونيو 2014 عن تجميد عمليات التطوير المخطط لها.
فى حال ضم الجزيرتين للمملكه, سيسهل إستخراج الغاز من المياه الضحله للجزيرتين, وسيكون ترسيم الحدود البحريه بين مصر والمملكه بمنتصف المسافه بين ساحل سيناء الشرقى والساحل الغربى لجزيرة تيران.
وبتأكيد ملكيتهما لمصر يجعل الخط الفاصل بين مياه الدولتين إلى منتصف المسافه بين الساحل الشمالى للجزيرتين والساحل الشرقى لجزيرة صنافير وبين الساحل الغربى للمملكه السعوديه, بما يعنى أن حقل الغاز المكتشف يقع بكامله (أو على الأقل جزء كبير منه) داخل المياه المصريه.
إحتمالات صفقه مشبوهه مؤكد, وخصوصاَ ما نراه من تعامى وتعتيم على ما تسرقه إسرائيل من الغاز الذى يخص مصر وقطاع غَزَه, وما عايشناه من عوده للنظام القديم بشراسته وطغيانه وإصراره على التسريع بإسقاط الدوله وإنهيارها, بإضاعة الوقت والجهد والمال فى مشاريعه الوهميه, وبأسلوبه البوليسى فى القمع وكبت الحريات, وبتجنيد جيشه لخدمة القوى الرجعيه والإمبرياليه فى المنطقه, وبتمكينه للسلطه الوهابيه من السيطره على المؤسسات الدينيه.
أداء السيسى ونظامه, لايمكن أن يكون بسبب غباء أو جهل, بل على العكس من ذلك, أقول هو ذكاء وخبث ودهاء, ويثبت عمالة وخيانة السيسى وعمالة وخيانة كل مثقف يؤيد السيسى فى قراراته وسياساته التى تبدوا للغير مثقفين بأنها عشوائيه وغير مدروسه, وفى كلتا الحالتين, أقول : " إنتهى زمن السيسى .. وإنتهى معه زمن حكم العسكر".
وعاشت مصر.. دوله مدنيه .. حره.
ربان أعالى البحار - منير سالم

المراجع:
http://www.un.org/es/comun/docs/index.asp?symbol=S%2FPV.659&Lang=E
http://arabic.sputniknews.com/arab_world/20160419/1018413160.html
http://www.2b1stconsulting.com/saudi-aramco-to-gear-up-red-sea-deep-offshore-exploration-production/

http://www.oilreviewmiddleeast.com/exploration-production/saudi-aramco-finds-oil-and-gas-in-red-sea
https://www.oilonline.com/industry-news/upstream/deepwater-red-sea-discovery-revealed
http://www.oilandgasnewsworldwide.com/Article/35308/Prospects_off_the_Red_Sea_coast
خرائط غاز مصر وغزه الذى تسرقه إسرائيل :
https://sp.yimg.com/ib/th?id=OIP.M7c5e485ee4faf335dae442491f3d50eco0&pid=15.1&rs=1&c=1&qlt=95&w=86&h=95#inline
https://sp.yimg.com/xj/th?id=OIP.Mf82fec8a266dd206fe777fe41880e844H0&pid=15.1&P=0&w=252&h=155
كتاب نعوم باشا شقير : "تاريخ سيناء القديم والحديث":
https://www.goodreads.com/author/show/7275950._








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي