الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-السفر مَع أولادِ السوء-، نشوء فرقِ الموت العراقيةِ

كهلان القيسي

2005 / 12 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أَكّدتْ صحيفة النيويورك تايمز اليوم بأنّ " قوات (الأمن) العراقية تُنفّذُ أحكامَ الإعدام في الأحياءِ ذات الغالبية السُنّيةِ." المِئات من الرجالِ المعتقلين الذين اخذوا مِنْ بيوتِهم مِن قِبل أشخاص يرتدون البزة العسكرية الرسمية العراقيةِ وبعد ذلك يتم العثور عليهم مقتولين في الخنادقِ أَو الحقولِ، بواسطة إطلاق رصاصةِ في الرأس، وأجسامهم محترقة بواسطة حامضَ وهناك ثقوب في أجسامِهم عملت على ما يبدو بالمثاقبِ الكهربائيةِ. إختفى الكثيرُ منهم ببساطة " نص مقتبس من النيويورك تايمز. بقلم Dexter Filkins (السُنّة يَتّهمونَ الجيش العراقي بحوادثِ الإختِطاف والقتل).
تُكرّرُ التايم مجرّد ما كان يتُردّدُ عبر الإنترنتِ منذ مدّة، وهي إن وزارة الداخلية العراقية تَستعملُ قوةَ قاتلةَ للقضاء على المقاومةِ بقيادةِ السنةِ وتُرهبُ الشعب. الخطة كَان قد كُشِف عنها أولاً في مقالةِ مِن قِبل سيمور هيرش في يناير/كانون الثّاني 2005. ذَكرَ هيرش بأنّ وزارة الدفاع الأمريكيةَ كَانتْ تَنْوى تكرار"خيار السلفادور"؛ كإستراتيجية التي تَتضمّنُ تدريب "فرقِ الموت" لتَنفيذ حرب دموية سِرّيةً تَشْنُّ ضدّ متمرّدين "مزعومينِ".
وقد سأل احد المسئولين هيرش:"هَلْ تَتذكّرُ فِرَقَ الإعدامِ اليمينيةِ في السلفادور؟ نحن أَسّسنَاهم ونحن موّلنَاهم. إنّ الهدفَ الآن هو أَنْ نجند الناس المحليين في أيّ منطقة نُريدُ." ثمّ أضافَ بشكل متشائم "نحن سَنَرْكبُ مَع الأولادِ السيئينِ."
التفويض لفرقِ الموت هذه يَصدر مباشرة مِنْ المكتبِ البيضاوي في البيت الأبيضِ. طبقاً لكرس فلويد، " من خلال سلسلة الطلباتِ التنفيذيةِ السريةِ، فان جورج دبليو بوش قد فوض رامسفيلد السلطة ألمطلقه لتَحويل كامل العالمِ إلى منطقة نارِ مجّانيةِ عالميةِ .عن (كرس فلويد، الظلام المرئي: خطة وزارة الدفاع الأمريكيةَ لتَكميد الإرهابِ، العملية مطبقة الآن)
ملاحظات فلويد هذه تتناسق مع الذي نَعْرفُه مِنْ تدخّلِ رامسفيلد في الإشْراف على تطويرَ جهازِ الأمن العراقيِ. بعد الإنتخابات البرلمانية في العراق، قام رامسفيلد بزيارة مفاجئة خص بها الجعفري المعيَّن حديثاً أكد فيه على إعاقة أيّ تغييرات في وزارةِ الداخلية، حيث كان وكلاءِ أمريكانِ يُدرّبونَ عراقيون بلهاء على الفنون الجميلةِ مِنْ التعذيبِ والإغتيالِ.
وفي تَعليق له في ألبي بي سي، أصدرَ رامسفيلد أوامره يُوضوّحُ محذرا الجعفري "لا تَلمس"( ابعد يدك عنهم): " من الأهمية ان تَكُونُ الحكومةَ الجديدةَ متنبهة لقدراتِ الناسِ في الوزاراتِ وبأنّهم يَتفادونَ اضطرا بات غير ضروريةَ." قالَ بأنّه مهم لقوّاتِ الأمن للاستمرار ببِناء نفسها لأن القوات الأمريكيةَ سوف لن تبقى هناك إلى الأبد.
إنّ هجماتَ الإبادة التي ذَكرتْ في النيويورك تايمزِ، كانت النتيجةَ المتوقّعةَ للعملية التي بُدِأتْها وزارة الدفاع الأمريكيةِ لتَحْطيم المقاومةِ العراقيةِ خلال العنفِ لوحدها. لحد الآن، لم يكن هناك أية محاولة للقيام بالحوارِ مَع أعضاء المقاومةِ. هذا يَوحي بأنّ إدارة بوشَ ما زالَتْ تَعتقدُ بأنّ المعضلةَ التي يُواجهونَها يُمْكِنُ أَنْ يُحْلّوها بدون حَلّ سياسي.
لا يُمْكِنُ أَنْ يكون هناك حَلِّ سياسيِ بدون مفاوضاتِ مباشرةِ مع المقاومةِ العراقيةِ. خيال المرايا والدخانَ بان أخطاءَ إدارة بوشَ للديمقراطيةِ لَيْسَ لَها علاقة بالتشكيلُ الجدّيُ بشرّعنة حكومةً عراقيةً. الانتخابات نفسها، لا تبني ديمقراطيةَ ما لم يكن هناك قبول واسع لها بين العديد مِنْ الفئاتِ في المجتمعِ. فإن المظاهر الهائلة للعنفِ اليوميِ تُشيرُ إلى رفضَ شرعيةِ الدولة. هذه يُمْكِنُ فقط أَنْ تُقرّرَ بإزالة العواملِ التي تُسندُ نظامَ الدميةَ (الإحتلال) وجذّابة في عملية سياسية خالية من الإجبارِ( التدخل) من الخارج.
إنّ فرقَ الموت في الحقيقة هي جزء واحد فقط مِنْ ِ إستراتيجية ثلاثية متشعّبة لسَحْق المقاومةِ وتُؤسّسُ العراق كمستعمرة متعلّقة بالشركات مِنْ عمالقةِ الطاقةِ الأمريكانِ. تَتضمّنُ المرحلةُ الأخرى لعمليةِ القتلَ المنظّمَ للمُدنِ السنيّةِ.
في الشهور القليلة الماضية الجيش الأمريكي نفّذَ إعتداءاتَ عديدةَ على المُدنِ السنيّةِ لكَسْر المقاومةِ وتُحطّمُ قدرتَها للشَنّ حرب. في العملياتِ المتتاليةِ، تَلتْ قوّاتَ الإحتلال نفس النمطَ العديم الرحمةَ مِنْ الدمارِ الطائشِ والعقابِ الجَماعيِ حيث توجوه بحصارِهم الفلوجة.
مقالة غالي حسن المرعبة، "العراق: أي عملية إجرامية" منشورة في ( Global Research) مصدرُ ثمينُ لأولئك الذين يُريدونَ حقاً أَنْ يُدركوا عرضَ جرائمِ الحرب التي تُمارس في العراق.
يَقُولُ حسن: " قبل أن تقوم القوات الأمريكية بمهاجمة القائم في 29 غسطس/آب الماضي, البلدةَ المسكونة مِنْ 150,000 شخصِ في غرب العراق، قاموا أولا بتطويقها، وقطعوا الكهرباء، وتجهيزات الغذاءَ والماءَ. ثمّ قاموا بقصفها عشوائياً بشكل غير متكافيء، مِنْ الأرضِ ومِنْ الجو، بقذائفِ المدفعيةِ، وبالقنابل العنقودية وقنابل النابالمِ مع معرفتهم الكاملةِ بأنها مليئة بالمدنيين، خصوصاً من النِساء والأطفال، وانهم سَيُقْتَلُون.
وعندما انتهى كل شيء دخل جنود البحرية الأمريكيين ( بغطاء جوي) أولئك الذيم ما زالوا أحياء. لقد منعوا أية مساعدة إنسانية أو ذخائر طبية من الوصول إلى المدينة وهذه انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ومعاهدة جنيف. إن منتهى الاجرام يقع في محاولة إضفاء الشرعية على استعمار العراق تتجلى في محور بوش – بلير بأن العملية السياسية هي تطبيق الدمقراطية.
إن المذابح والدمار العنيف في غرب العراق لَمْ يُعْزَلُ هذه الحوادثَ ببساطة عِنْ أجهزةِ الإعلام. هم، في الحقيقة , نمط الخرابِ المدبر مدينةِ بَعْدَ مدينة والتي نفّذتْ بأمر من وزارة الدفاعَ الأمريكية. لكَسْر شوكة المقاومةَ بتَحْطيم الجيوبِ المدنيةِ حيث يَنَالونَ دعمَهم. وكانت النَتائِج تعني أن "أعداداً كبيرة من الإصاباتِ بسبب القصف العشوائي الذي قام به القوات الأمريكيةِ. وهو يُوَازاي الأعمال الوحشية الأخرى التي إرتكبتْ في البلداتِ والمُدنِ الأخرى، التي هاجموها ودمروها جميعا وبشكل وحشي وحطّموا كامل سكانِ تل أعفر التي هي الآن قد طهّرَت عرقياً أي: أصبحوا لاجئين".
تَشْملُ فرقُ الموت والدمارُ المتعمّدُ للمناطق السنيِة يتكون من القسمين الآولين مِنْ الأجزاءِ الثلاثة مِنْ الإستراتيجيةِ المتشعّبةِ لدحر وهَزيمة المقاومةِ العراقيةِ. إلا إنّ المرحلة الأخيرةَ من هذه الخطة هي حربُ الدعاية التي المُوجُهة للشعب الأمريكي لإخْفاء تفاصيلِ جرائمِ حرب الجيشَ. التي تتمركز على توقيف أَو تصفية الصحفيين المستقلينِ الذين ينقلون الأخبار من جبهة القتال في حين سَمحت وزارة الدفاع للمراسلين الذين يرافقون جحافلِ الجيش الأمريكي ليلونوا قصة التدخّلِ الحميدِ بإسم قتال الإرهابِيين
وحسب ما جاء في صحيفة الواشنطن بوست فإن أكثرِ من ألف سجين أَسروا في تل أعفر لم يكَن بينهم مقاتل أجنبي. وهذه يَجِبُ أَنْ تَضعَ إدّعاءِ وزارة الدفاع الأمريكيةَ المزوّرَ بأن المُدنَ السنيّةَ هي "معاقل القاعدةِ."
إن أجهزةُ الإعلام الأمريكيةُ الآن تقوم بعملها وكأنها ملحق في قسمِ الحربَ بوزارة الدفاع وأجهزتها الأخرى. فإنّ الأخبارَ تُصمّمُ لمُقَابَلَة أهدافِ سياسةَ الحالةِ وناخبيها. الحرب التي تَظْهرُ على شاشة قنوات التلفزيون عبر أمريكا، حيث يظهر الجنود أمريكيون وهم يقودون بشكل مطيع ومؤدب أمة إسلامية متخلفة نحو الديمقراطيةِ والإقتصاد الحرِّ، وهذا لا يشابهَ الحقائقِ المرعبةِ للحربِ الإستعماريةِ التي تُدمّرُ المجتمعَ العراقيَ.
إن أداء أجهزةَ الإعلام في العراق كَانَ الجزءَ الأكثر نجاحاً في الحملةِ الحربية بكاملها. فإنها تُواصلُ تَزيين، أو تُشوّشُ أَو تُحوّلُ الإنتباه عِنْ الحقائقِ الواضحةِ لتدخّلِ أمريكا الإجرامي.
فقد زوّدتْ أجهزةُ الإعلام بنجاح هائل المشاهد الأمريكي بالسبب الجوهري المتغير والدائم التغيير للإحتلالِ المستمرِ ولم تزل تواصلَ تَعْبِئة الرأي العامِ الأمريكي لدعم هذه الحربِ الأكثر كرهاً في التأريخ الأمريكي. إذ أن دعاة الحرب المُضَمَّنون كَانوا أكثرُ حيوية لمساندة المجهود الحربي مِنْ التقنيةِ الموجّهة بالليزرِ، أو القنابل العنقودية أَو معسكرات الإعتقال.
إنّ إستراتيجيةَ إدارة بوشَ الثلاثة للعراق تَمْنعُ أي حَلّ سياسي لأنها مُصَمَّمُة لتكون نموذجاً للحروبِ المستقبليةِ. وإن أسياد الحرب في واشنطن ومعهم المنظرون لها غرفة عملياتهم لَيْسَ لهُمْ نيةُ للتفاوض على أسس القوانينِ العالميةِ؛ لأن ذلك هو الواجبُ الخاصُّ لأفندية البيت الأبيضَ.
المفاوضات والدبلوماسية إنما هي عندهم من علامات الضعفِ ولذلك ستبقي إدارة بوش مخلصة لخطتها التي رسمها اليمينيِون؛ وذلك بإخْفاء أهدافها الحقيقية وراء ستار ضبابي من الإدعاء بالإنسحابِ، ولكن في الوقت نفسه الاستمرار في خططها الأساسية باتباع البطش والخداع والتضليل.

"Riding with the Bad Boys"
The rise of Iraqi death squads
By Mike Whitney
http://www.informationclearinghouse.info/article11180.htm

بقلم مايك ويتني
ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوليا نافالنايا تحصل على جائزة -دويتشه فيله- | الأخبار


.. انتخابات البرلمان الأوروبي: مخاوف من صعود اليمين والأحزاب ال




.. تقارير أميركية: حماس تغيّر تكتيكاتها القتالية وإسرائيل تؤكد


.. لأول مرة #بنزيما يزور معسكر #الجزائر ويوجه رسالة للجماهير #س




.. طهران تحذّر إسرائيل من أنها ستواجه هزيمة كبرى أمام حزب الله