الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب نفسه

طه معروف

2005 / 12 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعدما تم الكشف اخيرا امر الجناة الذين هاجموا موكب ومقر الحزب في مدينة الثورة والذي اسفرعن قتل اثنين من اعضائه في وضح النهار و امام انظار المارة ،اضطر المكتب السياسي للحزب لاصدار بيان ديماغوجي في 22من الشهرالماضي و قام بتوجيه اصابع الاتهام _ و لكن بصورة غير مباشرة وضبابية_ الى الحركات الاسلامية، التي تعج بها هذه المدينة، بعدما كان يسعى دائما للتتسترعلى اعتداءات الحركات المذكورة عليه عبر بيانات تضليلية كانت توجه دائما اتهامات خرقاء نحو بقايا النظام السابق لتجنب استنكار وغضب اعضاء وكوادر الحزب عن سياسات وتحالفات قيادته المائعة مع القوى الاسلامية المعادية لكل القيم الانسانية وخصوصا الشيوعية. لم يكن مستغربا والامر كذلك،ان يلاحق اعضاء وكوادر هذا الحزب من قبل الاسلاميين وأن يمنعوا نشاطاتهم السياسية رغم ان سياساته تخضع تماما لسياسات وبرامج الاسلاميين الا ان الحركات الاسلامية لن تقبل حتى بهذا الوجود الهزيل وتسعى باساليبها الهمجية تصفية ليس كل الاصوات المعارضة لها فحسب بل ما عداها من احزاب ومنظمات. ان الموقف المتخاذل لقيادة هذا الحزب تجاه هذه الحركات والاشتراك معها في مشاريعها الرجعية والمعادية للحرية بل و في مناسبات الشعوذة و تقديس الخرافات الدينية ، لم تؤدي ،إلا الى المزيد من تصميم واصرار الحركات الاسلامية على قمعه وتهميشه عن الساحة السياسية العراقية.
وفي هذا البيان التضليلي حمل الحزب بصورة ديماغوجية مسؤولية الجهات الحكومية في عدم توفيرالمستلزمات الضرورية والحماية الكافية لضمان الانطلاقة السلمية للعملية الانتخابية...!!! سذاجة ثير السخرية. و لكن من هي الجهات الداخلة في تركيبة المحمية الامريكية التي يخاطبها ويطالبها بالحماية ؟ أليست قوات بدر وجيش المهدي الملثم جزءا اساسيا من ادوات الحكومة القمعية لحكومة الجعفري ؟ فلماذا اذن تحاولون إخفاء هوية وموقع الفاعلين في الحكومة الذين نفذوا عملية الهجوم. يحاول الحزب عبثا ان يرجع سبب الاعتداء الى مشاركته في قائمة آياد علاوي بوصفه قائمة تضم قوى علمانية ،وهذا كذب وافتراء، لكون القائمة المذكورة تستند على الشوفينية القومية البحتة انها في وادي والعلمانية في واد آخر، ان هذا الاستدلال يدل على غياب الافق السياسي الواضح امام الحزب ودورانه في حلقة مفرغة في ظل تسلط ونفوذ الاسلاميين والقوميين على الساحة السياسية كما هي محاولة للهروب امام مسؤولية ما حدث ويحدث لاحقا لاعضاءه وكوادره بغية سوقهم الى التحالفات الرجعية في مهزلة الانتخابات القادمة للحصول على موطئ قدم بأي ثمن في الحكومة المؤلفة من قوى سيناريو الاسود من القوميين والاسلاميين والاستمرار في اللعبة بين سياط الاسلاميين والقوميين كما فعل في الماضي وإذا خسر كما كان دائما و في كل مرة فانه سيلحق اعدادا اخرى من اعضاءه وكوادره بقافلة شهدائه الطويلة!. في سبعينات القرن المنصرم وخلال صراع الشوفينية القومية العربية البعثية والقومية الكردية اختارهذا الحزب خندق البعثيين بحجة معاداة الامبريالية الامريكية " راعية الديمقراطية في ايامنا الراهنة " ولان نظام البعث كان " دكتاتورية ثورية" تحول آنذاك الى بوقا دعائيا لأشرس حكم عرفه التأريخ الحديث ، الا ان دور " الشريك الصغير" لم يستمر طويلا حتى بدأ البعثيين بحملة شرسة على اعضاء وكوادره وزج بهم في السجون ولم يبق منهم طليقا فإما وضعوا تحت المراقبة المشددة واجبروا على التبرء من الحزب والانظمام الى البعث او تعرضوا للأغتيالات والمطاردة او الصعود الى مشانق البعثيين، طبعا باستثناء قيادته التي انهزمت اما الى الخارج او الى احضان الحركة القومية الكردية لتبدأ الفصول الاولى من الشراكة الصغيرة معها هذه المرة، كل هذا دون مراعاة معاناة المئات من اعضاءه وكوادره الذين قبعوا في زنزانات السجون البعثية والمذابح القومية الكردية تماما كما يفعل اليوم في تمجيد السيناريو الامريكي في العراق. خلال الصراع الرجعي بين الاحزاب القومية الكردية في الجبال ، دخل الحزب الشيوعي في هذه الصراعات من الباب الخلفي وبدا سلسلة تحالفاته امام مزايدة القوميين الكرد في الثمانينات من القرن الماضي ولم يمضي طويلا على هذه اللعبة ايضا حتى دفع العشرات من اعضاءه وكوادره حياتهم في قرناقة وبشت ئاشان وجبال قرداغ وسهل كرميان على ايدي الاتحاد الوطني الكردستاني (اوك) ،ثمنا لسلوك ونهج قياداته اللامسؤولة. ان السياسة و الآيديولوجية الشيوعية كانت غريبة عن هذا الحزب في الممارسة العملية منذ تأريخه الباكر ولحد الآن ومسخ هذا الحزب الشيوعية -في هذه المرحلة بالذات- مثلما مسخ البعثيين الاشتراكية عندما سموا حركتهم الرجعية الشوفينية في اواسط القرن المنصرم اشتراكية . ومن الضروري الآن ان يفكر قيادة هذا الحزب في تغيير وإزالة عبارة الشيوعية في تسمية حزبهم القومي _شبه الديني وعليهم اختيار اسم يناسب سياستهم وآيديولوجيتهم الفعلية. كفاكم خداع الجماهير واعضاءكم وكوادركم فالشيوعية بريئة منكم و من سياساتكم التخاذلية والاستسلامية. انتم كما تقولون بالضبط، وطنيون وتحترمون الهوية الدينية وتعادون الزرقاوي لإنه" انحرف عن الدين الاسلامي الحنيف" وتصفقون لدستور ينفي في المعالم الانسانية والمدنية ويعلن التمسك بالخرافات الدينية والقومية ويعادي الهوية الانسانية. ان ما يحز في قلوبنا و ما يثير قوى اليسار وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو سقوط اعضاء وكوادر هذا الحزب في إطار العداء والحرب المعلنة من قبل الاسلاميين على الشيوعية، رغم استمرار قيادة الحزب بتمجيد تلك القوى الاسلامية ومشاريعها الرجعية ،هؤلاء ماضون في حربهم الشرسة وهم الد اعداء الشيوعية ولذلك من الضروري ان تختاروا اسما مناسبا يطابق نهجكم السياسي حتى لا يقع في فخكم المزيد من الاحرار بعد الآن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ساهم متابعي برنامج -ماذا لو- بتطوّره؟ • فرانس 24 / FRAN


.. رومانسية خيالية، غرام مأجور... اليابان، مختبر أشكال الحب الج




.. العنف الجنسي ضد القاصرات: -ظاهرة متجذرة- في الـمجتمع الـمصري


.. فوضى ونهب وعنف في كالدونيا الجديدة.. هل استقر الوضع الأمني؟




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. غاية أم وسيلة؟