الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبن شوي

عباس ساجت الغزي

2016 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


جبن شوي
يبدو العنوان غريباً بعض الشيء, لكن ثقوا بان العنوان حقيقة واقعة, وليس مجرد كلمات لتحقيق الاثارة.
شهرزاد تزود برقاقة ذاكرة ذات سعة عالية امريكية الصنع, لاستيعاب فصول جديدة من حكايات الف ليلة وليلة, فالليل يأبى ان ينجلي بصبح, وسوق الدراما يعج بقصص المأساة والملهاة في ظل فوضى بلاد يموج اهلها ببحر الازمات الهائج.
وها انا الاخر أحاول ان التزم بترابط جمل مقالتي فتسرقني تشعبات مآثر القصص المريرة, في محاولة لسرقة جهدي بعيدا عن شروط كتابة المقال, لكن اتشوق مثلكم للتناغم مع تغريدة مفردات قصة (الجبن الشوي) وحبكتها التي تشد بطون الجياع, وتطلق العنان لأفواه المتخمين بقهقهة البطر والغرور.
الغريب ان القصة لا تقتصر على جبنة مشوية, بل هناك غانية منسية, ونازحة مسبية, وحُرة مرمية, وحفنة من الرعية, واظن بان معاناة كل اولئك تحول القصة الى رواية, بدعم من فصول المعاناة وتعدد الشخوص وتقلب الاماكن والازمنة, ومباركة من ملكنا الذي اطال الليل ليتنعم برقص الجارية واحاديثها الشيقة المسلية.
بطل الرواية حاز على براءة اختراع في اكتشاف طبخة مقززة, فقد اعتاد التميز وفق نظرية الانغماس بالرذيلة والرقص بأحضان الشيطان, حين استغل ظروف اهله الصعبة وقام بسرقة اموال المشردين والنازحين بمساعدة النافذين بالسلطة, واوهم الحرة التي عاشت سنوات الحرمان والتشريد وهي تشهق الى السماء بالدعاء للخلاص من الظلم, وحصاد نتائج ثورة المظلومين, ليقدم فارس احلامها ما لديه من اجل مستقبل الابناء.
الشيطان الاكبر روض ذاك الفارس ودلاه عن صهوة الجواد بغرور, وصور الثورة الحمراء ليالٍ حمر, وجعجعة السيوف رنين كؤوس تلاقت بنشوة السكر ومفاتن مليحة بخمار احمر, فراح الفارس ينثر قوت السبايا وكسوة المشردين فوق رؤوس الغانيات والمترفين, يصول ويجول كــ أنه يقطف الرؤوس التي اينعت وحان قطافها من الاعداء الذين انتهكوا الحرمات والعرض والارض.
يالَ شيطانك وغرورك ايها الاحمق, حتى شهرزاد استحت خجلاً من اكمال سرد قصتها واعتذرت بحجة النعاس, لكن الملك اصر الا ان تكمل سرد قصتها, ليرى العبرة والدروس في حكايات الدهور, وانا اشك بانك تلذذت بخمرك, فمشاهد عبور جسر بزيبز وخيم اللاجئين وقصص السبايا التي تباع بسوق النخاسة, بمرارة الحنظل وشدة صفعة النفس اللوامة التي تذهب نشوة السعادة والرقص فرحاً, بدنيا وقتية لا تتعدى حديث جارية واقفة امام سلطان مستبد.
لابد لجبنتك المشوية التي طلبتها بقوة نفوذ ما تملك من مال, وسط ذهول الطاهي!! وصاحب البار!, ان تدخل في فصول حكايات الف ليلة وليلة, وعلى الملك السعيد ان يعلم بان هنالك من تقدم عليه بنشوة السكر, وسار من البار حتى غرفة الاقامة والفراش ليتفاجأ بان غانية كانت ترافقه من البار حتى الفراش دون شعور.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا