الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تحل مشكلة العراق باستبدال سليم الجبوري؟

حسين القطبي

2016 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كل مشاكل العراق تلخصت بمنصب رئيس البرلمان، وصار الحل للمشاكل كلها منذ 2003 الى اليوم، هو فقط باستبدال السيد سليم الجبوري، بجبوري اخر، لمنصب رئاسة البرلمان، وهذا هو اخر ما توصل اليه البرلمانيون من حلول..

ولا اعتقد ان هنالك متابع للاحداث يمكن ان يبلع الطعم بهذه السذاجة، ويصدق ان سليم الجبوري هو سبب مشاكل العراق الاقتصادية والامنية والخدمية.. الخ وان بمجرد استبداله ستحل المشاكل، او حتى ان يكون لها اي تاثير على شكل الادارة أوتفشي الفساد، او الى اي تحسن في الوضع الامني او الخدمي.

فجذور هذه الازمات تعود الى ما قبل تشكيل الدورة البرلمانية، اي قبل رئاسة السيد الجبوري، تعود الى فترة رئاسة المالكي، الثانية، بل الاولى.. والفساد الاداري والخراب الامني الى ما قبل ذلك، الى حكومة ابراهيم الجعفري، واياد علاوي.

لكن حركة البرلمانيين الاخيرة لا تعدو ان تكون استمرار لسياسة التصبير والتخنيع للشارع العراقي عبر وعود غير جادة، لاصلاح نظرية الحكم التي لا وجود لها. وهذه المبادرات والوعود ليست جديدة على العراقيين، فكلما اشتدت حدة المطالبة بتوفير الخدمات وتحسين الوضع الامني، قام السياسيون بتقديم الوعود بالاصلاح لتهدئة الجماهير وحرف حركتها العفوية.

ولعل فترة الـ 100 يوم التي طلبها السيد نوري المالكي للاصلاح، عند اشتداد المطاليب الجماهيرية، ووعود السيد حسين الشهرستاني بتوفير الكهرباء و"تصدير الفائض" بنهاية عام 2012 هي من اكثر الوعود سخرية وماتزال عالقة في اذهان العراقيين، والقول ان اصلاح الوضع العراقي يتم باستبدال رئيس مجلس النواب، هو حلقة جديدة في سلسلة الوعود تلك، التي لا تبغي سوى استهلاك الوقت وتخدير العراقيين على نفس المنوال الذي بدا في العام 2005م.

وما حدث مؤخرا، هو ان مظاهرات ساحة التحرير كانت على وشك ان تتوسع في المحافظات الجنوبية، مما يعني فقدان رجال السلطة لسوقهم الانتخابي بصورة نهائية، بعد ان امتدت فعالياتها الى البصرة والناصرية وخرجت تجمعات تضامنية معها في محافظات اخرى...

من هنا فان الاعتصام الذي دعا اليه السيد مقتدى الصدر كان قد قضى على تلك التجمعات السلمية، وساهم بتخدير الناشطين بعد المزايدة على شعاراتهم، بالتهديد باجتياح المنطقة الخضراء.. حتى صار التساؤل الساذج يدور بين البعض وهو:
"متى سيقوم السيد الصدر باقتحام المنطقة الخضراء؟"
دون ادراك ان حركة السيد الصدر جاءت لاجهاض التظاهرات وحماية السياسيين في المنطقة الخضراء اساسا، وهو الذي يحتكم فيها على عدد من الوزراء واكثر من ثلاثين نائب.

وكانت مطاليب السيد الصدر هي اقامة حكومة تكنوقراط، دون الالتفات الى ان حكومة من المستقلين تعني تجاوز نتائج الانتخابات الاخيرة في تشكيل الوزارة، مما يعني انقلاب على الديمقراطية وهذا ما يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء بالنسبة للراعي الامريكي، ومن المستحيل تنفيذه.

وعندما انهى السيد الصدر اعتصامه، وهو يلوح بنقل الكرة الى ملعب البرلمان، على اساس التصويت على حكومة التكنوقراط، لم يجد البرلمانيون حلا سوى اثارة الغبار من حولهم، كي تهدأ الاصوات من جديد، بعد ان خفت الزحمة في ساحة التحرير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد