الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكنوقراط العراقي الجديد

رحيم الساعدي

2016 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


التكنوقراط العراقي الجديد
د.رحيم الساعدي
يتوجب ان تستند كتاباتناعلى تكثيف الأفكار وتبادلها ومشاركة العقول ، تلك التي لا يجب ان يؤطرها البحث الموسع او الكتاب فقط فتاخذ وقتا مطولا يمثل حالة من قتل الزمن العراقي المعاصر، وهنا نعتمد بناء المقال البحثي المشترك او غير المشترك بصورة تقدم لنا بعض الحلول التي تخدم الواقع الذي نعيشه ، والذي يتحدد بالموضوعية والحيادية والاستشراف وتركيز الافكار، ومن ذلك ما يعيشه الوطن اليوم من ازمة نهوض الشعب لمحاسبة نخبته السياسية ( ان اجيز لنا ذلك ) والتي تصر على قواعد سياسية بالية جربت لسنوات عديدة ولم تقدم ما يمكنه من اخراج الناس من الحزن والبؤس الذي يستمر معهم بفعل هذه التجارب الارتجالية .
ان لفظة التكنوقراط لبست اليوم ملبسا اخر وصارت في العراق بحكم مصيبته الحالية، لا تعني انها ليمارس أهل الاختصاص اختصاصه بل امست منهجا مفترضا لأهل الاختصاص الذين لا يسرقون أموال الوطن لصالح كتلهم ويتضح انها الطريق الذي يطلبه الشعب للذين يعملون وفق قاعدة لا يطاع الله من حيث يعصى ، بمعنى ان المفسد يعتقد انه ينصر عقيدته ودينه بجمع الأموال وسلبها (عقود = كومنشن) لخدمة مذهبه أو دينه أو مشروعه .
كما ان التكنوقراط باتت لا تعني بالدرجة الأولى المعرفة او التخصص بل ايضا منع توزيع الأدوار الإدارية على مجموعة من (الهواة او المتجمعين على حب الله او الأحباب ) مما يقود الى ان تكون الدولة مجموعة من العصب او التجمعات التي تسعى الى بناء أعشاشها لتكوين قاعدة من المنتفعين الذين يتحولون الى موالين بالأجر الخفي .
ان التكنوقراط يمثل اليوم ( ان طبق ) الهروب بالمؤسسة الإدارية الى إلغاء المحسوبية والنفعية وإلغاء شبكة (مرابي الأوطان الجدد) وتنظيم الوقت ، وإيقاف تدخل الأحزاب (كل الأحزاب ) والارتجاليين ، الذين يملكون خارطة واسعة من المنتفعين الذي يتوزعون بطريقة تجمع موارد عديدة لخدمة قضايا فردية ، وما يصل الى مسامعنا من قادة الكتل او بعض الوزراء من تشكيك بعملية الاصلاح لا يؤشر الى نوايا بريئة تمام بعدم اهلية هؤلاء الوزراء الجدد ، واذا كان لا يجب على صاحب الاختصاص من الداخلين ضمن الكتل ان يمتعض اذا ما استثنينا ان عليه الشعور بالفخر بان هناك موضوعية بالعمل وبإمكانه تقديم المعونة والاستشارة فان عليه مسؤولية ان يقرر نكران الذات لا الاحتماء بجدران الكتلة التي تدور في دوامة فساد لا يمكن الافلات منها الا بنكران الذات .
فإيقاف النزيف الإداري لهذا الوطن لا يقل عن إيقاف النزف الأمني والاقتصادي والعسكري والمعرفي وعلى الطبقة السياسية ترك الارتجال في الأمن والخدمات والسياسة الذي قاد الى موت مئات الآلاف من الأبرياء الذين ذهبوا بتفجيرات سوء الامن والادارة التي وزعت غنيمتها قبل موت الأبرياء بوقت طويل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه المقاله نداء لوضع الاهداف الوطنية والشعبيه للا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2016 / 4 / 24 - 21:58 )
مقاله هادئه ورصينه تتمنى نقاشا هادئا لموضوعة الاصلاح التي ينادي بها الشعب الان بعد اكثر من عقد من الضياع في دهاليز الفساد والطائفية والنقاشات الايديولوجية العميقه شكرا للكاتب وعسى ان يشارك في النقاش من يهدف الى بلورة خطوات عمليه لبناء دولة حديثه مسؤله في بلادنا العراق

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال