الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانساق تنتصر في الاخير

سلمان رشيد محمد الهلالي

2016 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الانساق تنتصر في الاخير
كان احد معرفنا يعتمد التهويل والمبالغه والاسطوره في سرد قصص حياته والمواقف الاقتصاديه والاجتماعية والعمليه التي مر بها ,
حتى اصبح مضرب الامثال في الادعاءات الفارغه والمضحكه . وكان اولاده الصغار انذاك –وهم يجلسون معه في مكان العمل --- يتضايقون من من اسلوب ابيهم في التهويل , لاسيما وهم يشاهدون الضحك والسخريه في وجوه وملامح الناس سواء اكان علنا امامهم او في الخفاء ,وكان المتوقع ان اولاده سوف لايقتفون اثر والدهم فقط , بل سيكونون ناقدين له وناقمين عليه . الا اننا وجدنا ان هؤلاء –وما ان اخذوا بالكبر والنضوج --- حتى اخذوا يقلدون اباهم في التهويل والمبالغه في القصص والاحاديث .عندها عرفنا ان النسق العائلي والديني والقومي المتخلف والسائد في مجتمعاتنا هو من سينتصر في الاخير ويفرض نفسه على النظام المعرفي والثقافي ,
وهذا المبدا الموجود في القصه , هو نفس المبدا المعتمد عند الانتلجنسيا (النخبه المثقفه والمتعلمه ) العراقيه والعربيه
, حيث نجدهم ياخذون بداية او مطلع حياتهم الثقافيه بالتمرد على الانساق السياسيه والاجتماعيه والثقافيه السائده في مجتمعهم , ويتخذون مسارات متفرده من الرؤيه والخصوصيه والتجاوز على الواقع الثقافي المتخلف والفاشل بفرعيه العربي والاسلامي , وتبني مفاهيم العصرنه والتحديث والليبراليه , الا انهم ومع مرور السنيين نجدهم يرجعون الى انساقهم الفاعله او السائده واهمها (النزعه المثاليه و
الخطاب النرجسي وعقدة المؤامره الصهيونيه العالميه والامبرياليه الحاقده !!, والتماهي مع المظاهر والشعارات الفارغه , و(فوبيا) الغرب , والانغماس بالشان السياسي , والقومجيات الثوريه , والتبشير بالقائد الرمز والمخلص (المهدي المنتظر المنقذ) والخضوع للايديولوجيات اليوتوبيه والمثاليه كالماركسيه والقوميه والاسلامويه التي تقدم الحلول الجاهزه دون المذهب التجريبي الناجح علميا وغيرها من الانساق السائده في المجتمعات العربيه والاسلاميه ) وتاتي مناسبة هذا المقال بعد ورود اخبار بان زعيم الوجوديه العربيه الكاتب المصري عبد الرحمن بدوي قد تحول من المتبنيات التغريبيه والاصلاحيه والليبراليه الى التوجهات العروبيه والاسلاميه والتماهي مع نظرية المؤامره الغربيه والامبرياليه العالميه ضد الشعوب العربيه والمسلمه من اجل سرقة مقدراتها !! ولاننسى ان اخرين قبله استطاعت الانساق السائده من اجتذابهم امثال هادي العلوي وحسن حنفي وعزيز السيد جاسم والكاتب عزيز الحاج وغيرهم , فيما وجدنا ان منظرين ومفكرين غيرهم قد استمروا في التمرد على هذه الانساق حتى وفاتهم (اطال الله اعمار الباقين ) امثال علي الوردي ومحمد اركون وادونيس وعلي حرب وشاكر النابلسي وغيرهم .......... لقد كان خالد الذكر ميشيل فوكو يردد حول بيان اهمية وفاعلية النسق بالقول ( يالها من قوة يتمتع بها ,, هل هو الهي ؟؟هل هو غريزي ؟؟؟ ) لذا فان الانساق دائما تنتصر في الاخيرلاسباب واحتمالات عده اهمها :
1 – قوة استحكمها على الذهنيه العربيه والاسلاميه وهيمنتها على المفاهيم والخطابات السائده
, بشكل تجعل من الصعوبه بمكان تجاوزها اوالاستمرار بالتمرد عليها .
2 –تراخي النزعه العقلانيه والعلميه (وهى نزعه كما نعلم مكتسبه وليست اصليه) عند الانتلجنسيا العربيه مع تقادم الزمن او تراكم سنين العمر .
3 –الرغبه في التماهي مع السديم او القطيع الثقافي والسياسي والايديولوجي في المجتمع العربي , لان التمايز يخلق انماطا من القلق والاغتراب وفقدان الهويه .
4 –الرغبه بالحصول على الشعبيه والجماهيريه في المجتمع الذي يقدر الانماط الثقافيه التقليديه السائده تاريخيا على حساب المنطلقات التنويريه والليبراليه المختلفه عنه كليا .
5 –الخوف من العزله والتهميش في الاوساط الاجتماعيه والثقافيه التي تتحكم بالؤسسات الاعلاميه والجامعيه العربيه , لاسيما في اواخر العمر والحاجه للعنايه والرعايه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف