الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطة والثلاجة

كاظم الشاهري

2003 / 1 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

                                                                           

قد اكون ابنك وقد اكون اخا لك او صديقك او جارك .
كنت ارتدي اليوم بنطلونا يبدو جديدا ولكنه في الواقع قديم قِِدم الفقر وكنت احتفظ به من سنوات عديدة ، ارتديته هذا الصباح وارتديت ايضا قمصلتي السوداء ، لكم انا محظوظ لانني ارتدي قمصلة جلدية .
كنت منذ ايام عديدة افكر بطريقة لم يعرفها التاريخ من قبل في الثورة .
لقد كنت اسمع وكنت اتابع مشاريع عديدة تتلخص بالخلاص من الدكتاتورية . وكانت اغلب تلك الافكار وتلك المشاريع لاتمر من غير دماء وهدم . وكنت كبقية ابناء شعبي مقتنعا بان للاشياء ثمنا يجب ان يدفع . ولكن خاطرا ما اقلقني منذ اسابيع للبحث عن العلاقات بين اشد الاشياء غرابة وتنافرا .
وكنت اقول لو انني فكرت بالعلاقة بين القطة والثلاجة هل اصل الى علاقات مشتركة بينهما .
وهذا التفكير نفسه قادني لااراديا الى التفكير بالثورة او بالاحرى ثورة من غير دماء وطردا للدكتاتورية بثمن زهيد .
وقد تنامى حلمي هذا وكبر مع عودة المفتشين الدوليين الى بلدي .
لقد شاهدتموني ايها الاحبة على شاشات التلفزيون وصحف الاخبار . كنت هزيلا منحنيا وكان الشرطي الذي يجرني من اليمين ضخما كثور وريانا كتفاحة وكان الاخر الذي يجرني من الخلف ، كان واضعا يده اسفل سرج بنطلوني . وكنت منحنيا الى الامام ووجهي الى المفتشين وكنت امد يديي اليهم وكنت اصرخ   ب
Help ….. help….. help
اعرف ان الثمن الذي سوف ادفعه باهضا وقد يكلفني حياتي ولكني اعرف في نفس الوقت بشرا قدموا حياتهم ثمنا لافكارهم وكانوا مسرورين بذلك اشد السرور .
اعتقد الان انكم عرفتكم ماذا كنت اقصد من وراء كل ذلك وعرفتم ايضا ماذا كنت اقصد بالثورة او ثورة من غير دماء ومع ذلك فلا باس من التوضيح :
تعرفون ان المفتشين يجوبون البلاد طولا وعرضا وتعرفون انهم في تجوالهم يرافقهم مئات الصحفيين والكاميرت العادية وكاميرات الفديو .
وفي حضرتهم يبدو الجلاد وديعا ومطيعا وجلاوزته خاملين هادئين . واعتبر ان فرصة المفتشين فرصة لاتعوض اذا استثمرناها خير استثمار ، وذلك من خلال مرورهم في الحي السكني او الشارع او المعمل وهرعنا كلنا اليهم صارخين:
Help ….. help
في تلك الحالة سوف لايعمل الدكتاتور شيئا تحت انظار المفتشين والكاميرات ، وسوف تكون له فضيحة لاتردم لو انه فكر بقتلنا كلنا نحن ابناء الحي الواحد او الشارع الواحد او المعمل .بعد مغادرة المفتشين.
ولان المفتشين يجوبون كل البلاد فان كل البلاد ستكون تحت انظار العالم وانظار الكاميرات وانظار الامم المتحدة صارخة
Help
وفي هذه الحالة اعتقد ان الدكتاتور سوف لايجد عذرا للبقاء .
ولان العمل صعبا ومخاطره كارثية لو اني عملت على ترويج فكرتي بين الجماهير ، لذا عمدت الى تقديم نفسي مثالا لطريقة العمل ولقد شاهدتموني كلكم على صحف الاخبار وشاشات التلفزيونات .
وقد اعيدت عليكم عشرات المرات .
انني متأكد انني قدمت عملا جليلا وسادفع او دفعت ثمنا باهضا لذلك ، ولكني متأكد في الوقت نفسه من انكم ، سوف لن تنسوني  وسوف تأخذون بنصيحتي وتعملون بها بوصفها طريقة رائعة للثورة ...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في