الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شركاء الترامادول !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الترامال أو " الترامادول " Tramadol هو مسكن قوي عادة ما يستخدم لتسكين آلام المرضى بعد العمليات الجراحية، وقد اكتشف الناس في غزة أن تناوله يسبب الارتخاء والشعور بنوع من السعادة أو أنه يعطيهم القدرة على تجاوز الواقع المرير ولو لساعات محدودة. لكن الأطباء أيضاً يدركون أن تعاطي الترامادول كمخدر بصورة دائمة يؤدي إلى مضاعفات في الكبد والطحال، ومضاعفات أخرى لا تقل خطورة على الجهاز العصبي " الدماغ ". المهم أن صعوبة الحياة في غزة مع سنوات الحصار والدمار والموت بلا حساب ومشكلات الفقر والبطالة، قد دفعت الكثير من الشباب ( بل والشابات ) إلى تعاطي هذا الدواء المخدر لتفادي الأزمات الاجتماعية والنفسية التي أدى إليها حكم حركة تدعي بأنها " ربانية "، أي مدعومة من الله مباشرة، وما هم سوى عصابة وهابية حنبلية تحلل الحرام وتحرم الحلال، مستغلين سيطرتهم المطلقة على منابر المساجد التي بنوها كمقرات للجماعة بهدف إحكام السيطرة على عقول العامة والبسطاء من الناس !

سعر شريط الترامادول في الوضع الطبيعي كان لا يتجاوز 20 شيكل حيث كان متوفراً في الصيدليات حتى بدون وصفة طبية، ولكن مع انتباه حكومة غزة بأن هذه السلعة مطلوبة ومرغوبة، قرروا تجريمها لكي يتم خلق سوق سوداء تبيع العقار بأسعار مضاعفة حتى وصل سعر الشريط إلى 50 شيكل أولاً ثم ارتفع أكثر مع احتكار توريده وتوزيعه حتى وصل سعره لحوالي 200 شيكل أي بمضاعفة سعره الأصلي بنسبة 1000 % !!!

أما ما يثير الشكوك والشبهات حول تورط حكومة حماس في تجارة الترامادول فهي المؤشرات التالية:

1- حماس تحكم قبضتها على أنفاق التهريب كونها مملوكة لها، أو بالتنسيق والشراكة معها بنسبة 100 %، وأي طفل صغير في غزة لا يقتنع بأن نملة واحدة تستطيع المرور من سيناء إلى غزة عبر الأنفاق دون معرفة موافقة حماس !

2- عندما يتم القبض على صغار التجار، فإن الحكومة تلزمه بدفع غرامة قدرها 10 آلاف شيكل ليتم إخلاء سبيله فوراً !! ما معنى هذا بالله عليكم ؟؟ اذهب وتاجر واربح ولكن هات نصيبنا !!

3- معظم الحركات الإسلامية المعاصرة تلجأ للتهريب وتجارة المخدرات وغسيل الأموال مثل حركة طالبان في أفغانستان التي تحتكر توريد الأفيون إلى أوروبا، ومثل داعش وجبهة النصرة في سوريا، وما يزيد من شبهة تورط حماس في تجارة المخدرات كغيرها من الحركات الإسلامية، هو عدم وجود نصوص دينية واضحة وقاطعة لتحريمها، فهؤلاء يعبدون النصوص وقتما يشاءون، ويغضون الطرف عن نصوص أخرى إذا لم تتفق مع مصالحهم !

4- عدم وجود مصادر رسمية وقانونية لتمويل حكومة حماس في ظل الحصار، يزيد كثيراً من احتمالات الاتجار بأي شيء بصرف النظر عن الحرام والحلال، فهذا الأمر متعلق بفتوى مالية يمكن إصدارها حسب الطلب !

أخيراً، لا شك أن وضع غزة غير طبيعي، ولا يحتمل مثلما تقول حماس مؤخراً، ولكن ما الحل ؟؟؟ المصالحة التي فشلت مليون مرة ؟؟! أم إعادة تسليم غزة للإدارة المصرية مثلما يطالب سري نسيبة باتحاد كونفدرالي بين الضفة الأردن ؟؟! أم هل نحل السلطة ( رام الله وغزة ) ونفرض على إسرائيل إعادة تحمل مسؤولياتها كدولة احتلال ؟؟! كل الاحتمالات واردة وممكنة إلا احتمال واحد، هو استمرار المعاناة لأهل غزة بهذه الصورة المأساوية !

ربما تفكر حماس بتصعيد حرب جديدة رابعة على أمل أن تخرج من الحرب ( أو المجزرة ! ) باتفاق ينهي الحصار، وهذا التفكير كارثي ومدمر، فالحرب ستؤدي إلى دمار شديد وموت آلاف وتشريد عشرات الألوف، طبعاً ولا نستبعد تشديد الحصار أكثر من ذي قبل !

نلتقي على خير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حالة صعبة
nasha ( 2016 / 4 / 25 - 06:12 )
الله يكون في عونكم يا استاذ عبدالله.
تحياتي

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة