الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات يوم الاثنين 25 نيسان 2016

كمال جبار

2016 / 4 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، آحدئ الامثال التي سمعناها من الاهل و وجهاء القوم منذ الصغر. آبدء من تجربتي، لا آعرف آحداً وظف المثل و استفاد منه في حياته الشخصية. جميعنا كنا و لا نزال "آبرياء" بآفراط. جميعنا، آفراد و شعب، اختبرنا لدغات و طعنات و غدر و خيانة الصديق و العدو.

مسلسل الخيانة و الغدر و القتل شمل آمير المؤمنين و الحسن و الحسين و العباس و فهد و سلام و الملك و الوصي و نوري السعيد والزعيم و الصدر و الحكيم وعقيلة و آطوار وكامل و هادي و ضحايا سبايكر و كنيسة النجاة و المسيحيين و الايزيديين و المقدادية و الانبار و كركوك و البصرة و الحلة و بغداد و كل العراق.

كلنا، رغم تفاوت خبراتنا و آختلاف افكارنا،كعراقيين، نعرف من خاننا و غدرنا و قتل آخيارنا. و نلدغ من جديد.

بعيداً عن منطق الدبلوماسية، آقول، الامم المتحدة و آمريكا و روسيا و بريطانيا و آوربا و حكومات الخليج و كل بلدان الجوار، خططت و ساهمت بدرجات متفاوتة لزجنا في حروب استنزاف داخلية و آقليمية و حصار اقتصادي و آحتلال و قاعدة و ميليشيات طائفية و داعش و دستور محاصصة مفصل علئ مصالح و جشع الاحزاب الحاكمة، و حكومات و برلمان فساد و طائفية، و قضاء مشلول و مسيس شديد العقاب علئ الفقراء و غفور رحيم علئ القتلة و الفاسدين.

بسبب سياساتها الغبية، حكومات هذه الدول تدخلت وانفقت لآيصال الاحزاب الحاكمة الئ سدة الحكم بعد 2003. آحزاب عراقية بالاسم لا بالانتماء. آحزاب وعدت بآن تشفي العراقيين من ويلات و مآسي و جراحات صدام، لكنها آوغلت بالجراحات و ضاعفتها. آسرفت بوعودها الكاذبة ببناء و آمن و آزدهار العراق و تحويله الئ جنة علئ الارض. لكن لم يحصد منهم العراقيين غير القتل و التهجير و الدمار.

كل الانظمة الداخلية للآحزاب الحاكمة في العراق تتحدث عن الوحدة و التآخي و التضامن و "خدام الشعب"، لكنها لم تطبق هذه المفردات في تعاملها اليومي لا مع شركائها في العملية السياسية،لا مع ناخبيها و لا مع الشعب.

جميع العراقيين، و آنا منهم، بارك و فرح لتخليص العراق من صدام و دكتاتوريته و آجهزته القمعية. حلمنا بعراق موحد آمن و حياة حرة كريمة. و بآمال كبيرة شاركنا بآنتخابات لآختيار ممثلي الشعب. لكن، لم نحصل علئ ما نريد و نحتاج من وطنيين مخلصين حريصين و قادرين علئ بناء العراق وآيصاله الئ بر الامان.

مثلما صودر الاسلام من "الطلقاء و من من دخلوا بيت آبو سفيان"، و مثلما صودرت ثورة تموز من الناصريين و القوميين و البعثيين، بعد 2003 صودرت معاناة و تضحيات و احلام و آمال العراقيين من آحزاب المحاصصة و الطائفية و الفساد. ثلاثة انتخابات برلمانية و آربعة حكومات فرضت علينا نفس الاحزاب ونفس الوجوه الكالحة التي ابدعت بالفساد و التفرقة و افلاس و تدمير العراق.

بآسم و لباس الدين، و بآسم الطائفة و القومية و المذهب تقاسموا حكم و مقدرات و خيرات العراق و شعبه. بنوا و سكنوا و تحصنوا في منطقتهم الخضراء، و تركوا للعراقيين المناطق الحمراء تتضرج بدماء الابرياء.

مثلما استخدم صدام الحصار الاقصادي كعذر لتجويع و آذلال العراقيين، استخدمت حكومات المحاصصة داعش و مكافحة الارهاب كآعذار لتبرير عجزها عن تقديم آبسط الخدمات و الامن و الاستقرارللعراقيين.

حصار الامم المتحدة و آمريكا و بريطانيا اللااخلاقي، سرق 13 عام من عمر العراقيين. جشع و جهل و لاوطنية و زيف و خداع الاحزاب الحاكمة في العراق سرق 13 عام آخر من آمل و صبر العراقيين.

بدايات نفاذ هذا الصبر القاتل، بدآت في تظاهرات و آعتصامات الشعب في 2011. ضعفت و تفرقت و تلاشت تلك التظاهرات و الاعتصامات، لتعود بقوة في آب 2015 لتجبر رئيس الوزراء علئ اطلاق وعود "التغيير و الاصلاحات و محاربة الفاسدين".

بدون التشكيك بصدق نوايا تنفيذ الوعود، آليات تنفيذ هذه الوعود غير متوفرة لا للسيد العبادي و لا لآي رئيس وزراء آخر، لآنه وكل المسؤولين الاخرين آعضاء في الاحزاب الحاكمة. آحزاب و كتل سياسية تبيع الحقائب الوزارية لمن "يدفع" الملايين بالعملة الصعبة. آي تغيير و آصلاح جذري حقيقي يصب في خدمة العراقيين، يعني خسارة بلايين الدولارات لهذه الاحزاب التي تستمد شرعيتها و سلطات السرقة و الفساد من الدستور المكتوب من قبل قياداتها.

الحل و التغيير في التظاهر و الاعتصام.

فرحت بدعوة السيد مقتدئ جماهير التيار الصدري للتظاهرات و الاعتصامات المشتركة مع جماهير التيار المدني، و بمشاركة السيد مقتدئ المعتصمين آعتصامهم. لكني كنت آآمل آن يعتصم مع الجماهير لا داخل آسوار المنطقة الخضراء، و آن يستمر في الاعتصام لحين تحقيق مطالب الشعب، لا آن ينهي السيد مقتدئ اعتصامه و يطلب من الجماهير انهاء اعتصامهم. ماذا حصل المعتصمون من آنهاء الاعتصام؟

كم مرة يجب آن يلدغ الشعب من جحور الاحزاب الحاكمة التي تتقاسم البرلمان و الحكومة و القضاء ؟ منذ ان نفذ صبرنا في 2011 وخرجنا للشوارع مطالبين بآبسط حقوقنا، و ليومنا هذا، لم تنفذ الحكومات آي من وعود الخدمات و محاربة الفساد و تحقيق الامن و العيش الكريم. هل زادت اللدغات بحق المؤمنين؟ آم كشعب، ضللنا الايمان و جادة الصواب من خلال آنتخابنا و ثقتنا و "تسليم لحايانا" بيد الاحزاب الحاكمة؟

كم مرة آمهلنا و آمهل السيد مقتدئ الحكومة فترات مختلفة لتنفيذ وعودها، التي لم ترغب و لن تستطيع تنفيذها لوجود نفس الاحزاب الحاكمة التي لدغتنا و ظللتنا بمؤتمرات المصالحة الوطنية و الشفافية و النزاهة والمارد و القمقم و المناطق المتباطح و المتناطح عليها.

لن يخرج العراق من هذه الفوضئ و يضمد جراحاته بوجود هذه الاحزاب.

دعوة السيد مقتدئ جماهير التيار الصدري و المدني للخروج اليوم الاثنين بتظاهرات مليونية "مرعبة"، خطوة بالاتجاه الصحيح. جماهير التيار الصدري و التيار المدني و العراقيين المخلصين، آكثر من عانوا و ضحوا و آكثر المستفيدين من استمرار و تطور و نجاح التظاهرات و الاعتصامات. آآمل آن لا يفاجئ السيد مقتدئ الجماهير، من جديد، بطلب آنهاء التظاهرات و الاعتصامات. لقد جرب الشعب كل وعود و تطمينات و آعذار و"مورفين" الحكومة و آحزابها الحاكمة. لا تغيير سيحدث بدون النزول للشوارع بتظاهرات و آعتصامات مليونية سلمية، ما آن تبدآ،يجب آن تستمر لحين تحقيق كامل آهداف الشعب.

بتظافر جهود الملايين آبتداء من اليوم، بالنفس الطويل و بقيادات مخلصة حكيمة و بقرارات جماهيرية مشتركة، و بتوظيف علمي و عملي لارادات و سواعد و حناجر المتظاهرين و المعتصمين، آمل آن تغلق بلا عودة، جحور اللدغ والمحاصصة و الفساد و التفرقة و الجهل، و تبدآ خطوات التغيير و الاصلاح لخدمة و مصالح الملايين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال