الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابعد الهجرة العشقية

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2005 / 12 / 5
الادب والفن


رَحلتي
وتركتِ عواصِفَ القهر الانثوية
تجوبُ كُلَ زوايا ذِكراكِ
وتنسج كالعنكبوت على مخيلتي
سراباً واوهام وصلوات بابلية
كم تمنيت انها لاتصبح خيالا
كالأيات السماوية
تتعارك عليها البشرية


عواصفكِ الأنثوية
اجتاحت صُفرتها كل اضلاعي
واستباحت كالتتار مشاعري
واتلفتْ مابقي مِنْ ذاكرتي الورقية


رَحلتي
وَسافرتْ مَعكِ كُلُ القُبلاتِ
التي طبعناها كمراهقين بِعفوية
والتي كُنتُ أحمِلُهاعلى كتفي
كَمِعطفٍ شتوي
يلوذُ بَينَ الثلوجِ
يَبحثُ عَن جَمرةً يختبيء خَلفها
وأن كانتْ تَبعُدُ ألفَ سَنةً ضَوئية

رَحلتي
وزَرعتي أنفاسكِ ظُلما على فَمي
ولم ينبت شيئاً
فطبيعة الفُصولِ عنديَ تَغيرتْ
مُنذُ رَحلتي
وأصبحَ الخَريفُ
هوَ الفَصلُ الرَسمي لمَملكتي

رَحلتي
وَبقيتُ مُلقاً معَ مِعطفي الداكن
أنشدُ ترانيمَ الفُراق كالمجانيين بِعفوية
جالساً خلفَ ذاكَ البابُ الكستنائي
وَخلفَ البابُ لازالتِ
تَسترقينَ السَمع إليَ
وَتسجُدينَ لدُموعي الساقِطةُ
كَقنبلةٌ نَووية

رَحلتي
وأخذتِ كُلَ شيء مَعكِ
حتى شُموعُ مُتحَفي المَنسية

رَحلتي
وَصارَ الخَريفُ يَزورُني كثيراً
كإنهُ إستولى على فُصول السَنة
وَصادرَ الربيعَ
وَشَطبَ الشتاءَ
وَشنقَ الصَيفَ
واعتقل كل الفراشات
وَصارَ هو الرئيس
مِنْ غَير أنتِخاباتٍ شَرعية
وَصارَ يَحكُمُ كُلَ شيء ورِثتهُ مِنكِ
وَصادرَ قُبلاتي
وَصادرَ تَوسُلاتي
وأمَرَ بأن أنامَ إلى الأبد
معَ مابقي مِنكِ مِن ذكريات
ليس لها لون ولاغريزة
تُشبعُ خُرافاتي الشَرقية

رَحلتي
ورأيتُكِ الليلةَ في مَنامي
زارَني طَيفُكِ يا سَيدتي
وكانَ يَرتجفُ كَورقةِ سَعفٍ
في يومِ رَعداً بغدادي
فالخَريفُ مَنعَ الأحلامَ مِنْ زيارَتي
وَزَجَ بِعُمري في زِنزانة فَردية
وأمرَ كُلَ شُرطة العالمِ
بأنْ يقتُلوني إن رَؤكِ تَصطادينَ حُلماً
مِنْ قَعرِعُيوني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل