الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الضحك

مفيد عيسى أحمد

2005 / 12 / 5
كتابات ساخرة


( لم يعد الفن مرحاً ) يبدو أن الأمر كذلك، ربما المرحلة لا تحتمل المرح والفن مهما حاول رصد المفارقات الحياتية يبدو قاصراً أو ربما يحتاج لزمن حتى يستطيع ذلك، يصح ذلك أكثر ما يصح في السياسة التي تتبوأ كممارسة بشرية مقاماً عالياً من اهتمامات الفن، و الأمر معكوسً فالسياسة تعرف بأنها ( فن الممكن .. ) و الضحك ممكن لذا فهو سياسة .
ما حدث فعلاً مضحك ....نحن لا نتقن هذا الضحك، لذا تركنا ذلك لذوي الابتسامات العريضة و نحن نظن (كما يدعون ) أنهم ما زالوا حزينين و أن ابتسامتهم لا تعدو حالة عبر عنها شكسبير ببلاغة حين قال ( ما الصخب و الضحك إلا قناع لقلب حزين ) و حزنهم أبلغ من ... لن أكملها فالسياسة تبتلع كل حزن العالم.
لم تفلح ابتسامة جبران تويني في إخفاء ارتباكه فقد كانت ابتسامة قناع متكلفة، حاول جاهداً جعلها واثقة و لتويني ابتسامات ملونة فوجهه بشوش و يليق بذلك، منها ابتسامة لا تنسى، و كان لونها فينيقياً ( قرمزياً )، عندما سقطت أو ( استقالت حكومة عمر كرامي) و قال وليد عيدو ( عملوها تحتهم ) عندها ابتسم وقال : شو هيدا ....؟
لماذا لم يقل تويني في ابتسامته الأخيرة و هو يتحدث عن الشاهد المقنع ( هسام ) هذه العبارة .. لا ضرورة فقد قال عبارة أخرى أملتها المواقف المستجدة ( فصول النظام السوري ) لكل فصوله، أردف تويني و لم يتخل عن ابتسامته الهشه الزرقاء ( شاب مضحك أنا ضحكت ...شاب مهضوم )
تويني دائماً يضحك هل ثمة ما يضحك ..؟ لا أدري لكن يبدو أن ثمة متعة و إلا لما يضحك المبجل تويني..؟ هسام قال عما جرى معه إنها قصة و أردف " ممتعة " لولا غايتها الدنيئة و تويني استظرف الشاب و قال أنه مهضوم إذا ثمة متعة، هما متفقان هذه النقطة.
المسألة كلها ضحك و كوميديا عند أصحاب الحقيقة طبعا....ً ألم يعلق مروان حمادة ( ذكرنا بمسلسلات غوار الطوشة ) فوجئنا أن ذلك الرجل الصارم الذي لم يؤثر به الحديد و لا النار شاهد و تذكر مسلسلات و مسرحيات غوار الطوشة ، هذا فخر لنا .....
و لكن يبدو أن السيد مروان لا يدري أن شخصية غوار الطوشة توقفت من زمان و أن ما جرى يصلح لمسرحية درامية أو فيلم تشويق و ليست كوميدية.
لاشيء يأتي من عبث، و ثمة علاقة عضوية جلية بين الفن والحياة و ما جرى مع الشاهد ( هسام طاهر حسام ) فيه الكثير من أسس الفن، لكن أسس الفن ليس من الضروري أن تشكل فناً، و الأساس هنا هو تدريب الشاهد على الاقناع و الاقناع غاية أي فن خاصة التمثيل رغم أن السيد رئيس اللجنة الموقر لا يحتاج لذلك.
لا تحتاجون و لا نحتاج غوار الطوشة أو شوشو و قد استعنتم بــ ( شاهد ما شفش حاجة ) و لما اسعنتم به لا ندري..؟ ألا يكفي ( شارلوك ....ميليس ).
ربما فاتكم أن تستعينوا بالمستر جيمس بوند لحماية الشهيد الحريري و ما زال المستر شين كونري حياً و أظنه لا يمانع و إذا لم ترونه لا ئقاً جسدياً عليكم بالمستر بروسنان فهو شاب و حزن مؤخراً لفقدانه الدور في نسخة الشخصية الأخيرة و حتى الآن لا يمانع في ثمثيل الدور و لو ليس في الاستديوهات ، عليكم بأحدهم لاكتشاف الحقيقة.
أظنكم لم تنسوا جان بول بولمندو لكن يقال أن إيقاع السينما الفرنسية ركيك و بطيء
هناك نقطة اتفق فيها ( هسام ) مع مروان حمادة وهي اعتبار ما يجري أشبه بعمل فني، فيلم على حد قول ( هسام ) و مسلسل على حد قول حمادة ، إنما الأول درامي و الآخر كوميدي، لكنها بالتأكيد كوميديا سوداء.
محق مروان حمادة تمام الحق فالأمر لا يعدو أن يكون مسرحية أو فيلماً و كتابه معرفون و مخرجوه أيضاً، غير أننا نعتقد خلافاً له أن غوار لا يمثل هكذا أفلام أو مسرحيات، ليعيد رؤية أفلامه و مسرحياته، فهو لا يعدو شخصية بسيطة وحقيقية تتعامل مع محيطها بحيلة ظريفة تدافع من خلالها عن وجودها المهمش، وليس بمكائد سوداء.
نشكر السيد فارس خشان لتدريبه( هسام ) على التمثيل و الضحك، و نعتذر من ستلانسلافسكي فلم نعد بحاجة لتنظيراته.
ونشكر خشان أيضاً لأنه شجع ( هسام ) على الضحك رغم أنه ليس لبنانياً، لماذا طلب منه ذلك و هو يلقي تلفيقاته التي لقن به..؟ا ربما بغية الإقناع، و يبدو أن ذلك كان ناجحاً، اقرؤوا تقرير ميليس لتدركوا ذلك، لم يكن هناك داع لتكبده المشقة، فالسيد ميليس الشمعي الملامح جاهز لكل هذا، و الذي أقنعه في شهادته المزورة مستحيل أن يحول قناعته في اعترافه بما جرى .
فالرجل مخلص لقناعاته، و ابتسامته هادئة، و هو يحتاج إعادة ( فرمتة ) من المختصين في واشنطن حتى يعيد النظر بما روى .
أحد الشهود تبين أنه مجرم وفار و آفاق و مطلوب بقضايا عدة و آخر مات ، ربما قتل . و ثالث تراجع عن شهادته بكلام يبدو من سياقه و من مقارنته بالتقرير أن فيه شيء من الحقيقة. و ما زال الأمر مضحكاً.
استمروا بالضحك .... هذا حقكم و لكن على ماذا تضحكون ... علينا.... على أنفسكم ..يا له من وهم ..!
عباس بيضون كان محقاً عندما قرأ التقرير كرواية، لكن ليس كرواية ( قصة موت معلن ) ربما هي تشبه أحد روايات آغاتا غريستي و لنستبدل الوزير برئيس مجلس الوزراء.
الفرق بين النصين أن رفيق الحريري مات شهيداً و مازال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب