الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تستخدم السلاح الكيمياوي ضد الكورد، أين هي المساعدة الامريكية اللازمة؟

عبدالله جاسم ريكاني

2016 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



بعد ان أطلقت داعش قذائف مورتر على مواقع البيشمركة في هذا الاسبوع، اصيب العديد منهم بحالات التقيؤ، الدوخة، و حرقة في العينين. هذه الاعراض ناجمة عن غاز الخردل و هو عنصر كيمياوي سام اعتادت داعش على استخدامه بشكل متكرر و مخيف في جبهات القتال.

ان الزيادة الملحوظة في الهجمات الكيمياوية على البيشمركة في الفترة الماضية، اجبرت حكومة اقليم كوردستان على تقديم طلب عاجل للامريكان و الدول الغربية للحصول على عدد كاف من اقنعة الغاز. و لكن اربيل لا تزال تنتظر وصول هذه الاقنعة الواقية من الغاز.
الكورد الذين يعتبرون الان من اقوى حلفاء امريكا في الحملة ضد داعش، لديهم تجربة مريرة وتراجيديا مروعة كضحايا للغازات الكيمياوية التي استخدمها ضدهم نظام صدام حسين ، لا يزالون في حيرة من هذا التأخير في تلبية طلبهم.

القادة الكورد و المسؤولون العسكريون ذكروا بأنهم بحاجة الى عشرات الآلاف من الأقنعة الواقية لتغطية حاجة حوالي 65000 من قواتهم المشاركة في القتال ضد داعش. لحد الآن استلمت القوات الكوردية حوالي 6000 قناع فقط،.

الولايات المتحدة قد وعدت بإرسال 5000 قناع آخر و لكن ليس من المعلوم متى ستصل في حين يعتقد القادة الكورد ان تهديد و خطر الغازات الكيمياوية بدأ يزداد و خاصة بعد أن بدأ التحالف الذي تقوده امريكا و الجيش العراقي بوضع خطة هجومية بهدف تحرير الموصل من قبضة داعش و يعتقدون ان داعش ربما قد هيأت نفسها لهجوم كيمياوي كبير ضد التحالف و القوات الموالية له.

يقول القادة الكورد ان نسبة استخدام داعش لهذه الاسلحة في إطراد مستمر مع تطور في تقنيات استخدامها. كما ان الزيادة في عدد الهجمات مؤشر خطير على استعداد داعش لاستخدامها بشكل أوسع في معركة الموصل.

لقد قام نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان السيد قباد طالباني بترؤس وفد وزيارة واشنطن في الاسبوع الماضي و أثار هذا الموضوع في مباحثاته مع البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية. القيادة الامريكية لم تهمل الطلب الكوردي و تفهمت القلق الكوردي حول كافة الامور المتعلقة بالحرب ضد داعش.

ان الطلب الكوردي "المعلق" لاقنعة الغاز، قد عززت المخاوف لدى بعض المشرعين الامريكان، انه على واشنطن القيام بالمزيد لمساعدة الكورد و ارسال الاسلحة و المساعدات العسكرية الاخرى بشكل مباشر لكوردستان بدلاً من ارسالها عن طريق الحكومة المركزية في بغداد المعطلة بسبب عدم الاستقرار السياسي الذي بات يهدد مستقبل حيدر العبادي المدعوم من قبل أمريكا. لقد قال السيد تولسي قابارد" نائب في الكونغرس الامريكي" على الرغم من أن البيشمركة قد حاربوا بنجاح، و استعادوا و أمسكوا بمعظم الاراضي المسترجعة من داعش، إلا ان هذه القوات لا تزال تعاني بشكل كبير من قلة و ضعف التسليح و خاصة المعدات الواقية من الاسلحة الكيمياوية و التي للكورد معها تجربة مريرة و ذكريات لا تنسى. بعض المسؤولين في ادارة اوباما ذكروا بأنهم لا يعلمون بالضبط كمية الاقنعة الواقية التي يحتاجها الكورد و لا سبب التأخير في تلبية طلبهم.
لقد لجأت داعش الى استخدام الاسلحة الكيمياوية بسبب خساراتها المتكررة في جبهات القتال و خاصة مع الكورد و فقدانها ل 40% من مساحة الاراضي التي احتلتها في العراق، و كذلك الضرر الكبير الذي لحق بتجارتها في تهريب النفط و اعتقال بعض كبار قادتها او مقتلهم من قبل القوات الامريكية. في هجماتها الكيمياوية بوسطة القذائف و الصواريخ، استخدمت داعش غاز الخردل، و هو بخار اصفر يؤدي الى اصابة الانسان بفقاعات و بثور قاتلة في الجلد و الرئتين، او غاز الكلورين و هو مادة كيمياوية اخرى تؤدي الى الاختناق.
لقد أكدت المنظمة الدولية لمنع الاسلحة الكيمياوية استخدام داعش لغاز الخردل في كوردستان العراق. ان اي استخدام للاسلحة الكيمياوية يشكل خرقاً للمواثيق و الاعراف الحربية الدولية. و على الرغم من ان الوثائق و الدلائل أكدت استعمال داعش لهذه الاسلحة، إلاً ان المعنيين بالامر في اوروبا و امريكا لم يثيروا هذا الامر بشكل وافي في تصريحاتهم و احاديثهم العامة كما ذكر ذلك السيد أحمد اوزومج، المدير العام لهذه المنظمة. و عندما سئل الكولونيل ستيفن وارن عن هجمات غاز الخردل في الشهر الماضي، قال" انها لا تشكل تهديداً كبيراً، و بصراحة، اننا لم نصب بالأرق او القلق من هذا الموضوع!!. ان الهجمات الكيمياوية التي نفذت ضد البيشمركة و جرحت العديد منهم تمت التغطية عليها او إهمالها بسبب انشغال العالم و القادة العسكريين بالجرائم الفظيعة الاخرى التي تقوم بها داعش و التي تؤدي الى قتل المئات من الناس و تنشر على النت مثل حرق الطيار الاردني داخل القفص و غيرها من الفظائع اليومية.
على العكس من بعض الحكومات مثل النظام السوري، فان داعش لا يهمها ان تمحو او تلغي جرائمها الحربية او التوقف عن استخدام الاسلحة الكيمياوية حتى لو هددت بفرض العقوبات عليها او حتى القيام بعمل عسكري ضدها.
الهجوم الكيمياوي الاخير شن ضد البيشمركة في منطقة مخمور يوم الاربعاء الماضي في منطقة تجمع القوات العراقية و البيشمركة استعداداً للهجوم العسكري الواسع على الموصل في محاولة من داعش لبث الرعب بين المهاجمين.
التأكيد الاول لاستخدام الاسلحة الكيمياوية في جبهات القتال كان في آب 2015، عندما أكًدت الفحوصات المختبرية إصابة 35 من البيشمركة بغاز الخردل.

بعد مرور ستة اشهر من الهدوء النسبي، قامت داعش بقصف قوات البيشمركة ثلال مرات متتالية في المناطق المحيطة بشنكال في شهر نوفمبر الماضي. و في 11 شباط ، أدى القصف بالمورتر الى جرح 150 مقاتل آخر. ثم في شباط 25، اطلقت العشرات من الصواريح المحملة بغاز الكلورين السام مما أدى الى اصابة 200 مقاتل و مدني بالتقيؤ و الدوخة. و بعد يومين من هذا الهجوم، وقع هجوم ثالث. في شهر اذار، اطلقت داعش صواريخ تحمل غاز الخردل على المناطق المحيطة ببلدة خورماتو مما ادى الى اصابة 670 مدني.
يعتقد الخبراء ان داعش بإمكانها صنع غاز الخردا في الموصل من خلال الاستفادة من مواد اولية تدخل في صناعته حصلوا عليها في المنشآت النفطية التي سيطروا عليها. الامريكان يعتقدون ان طموحات داعش الكيمياوية تعرضت لضربة شديدة عندما اعتقلت القوات الامريكية الخاصة المدعو سليمان داود العفري في قرية قرب الموصل في شهر شباط. العفري كان خبيراً في صناعة الاسلحة الكيمياوية و البيولوجية في نظام صدام و يعتقد انه كان العقل المدبر لصناعة الاسلحة الكيمياوية عند داعش ايضاً. كما ان الامريكان حصلوا على معلومات قيمة عن البرنامج الكيمياوي الداعشي من خلال استجواب العفري الذي اوضح ان غاز الخردل يعبأ الآن في قذائف المدفعية. المعلومات المخابراتية التي الحصول عليها كانت وراء تسديد ضربات جوية مؤثرة على منشآت انتاج السلاح الكيياوي و بعض الوحدات المرتبطة بها.
على الرغم من غاز الخردل قد يكون مميتاً، إلاً انه تسبب في حدوث وفيات قليلة في ساحات المعارك منذ اكتشافه في الحرب العالمية الاولى. الغاز يقتل الضحية القريبة من القذيفة او الصاروخ عند الانفجار لانه يؤدي الى الاختناق الناتج عن تدمير الرئتين، و قد تبقى آثاره عند الانسان مدى الحياة.

ان التأثير الجسدي لغاز الخردل و الكلورين قليلة اذا ما قورنت بتأثيره السايكولوجي و النفسي كما يؤكد ذلك خبراء هذه الاسلحة. والخوف و الهلع الذي يصيب المقاتلين من جراء سماع اسم هذا الغاز هو القاتل الحقيقي و ليست فقط المواد السامة التي يحتويها الغاز نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟