الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتداءً بديمقراطية المستفرِّد

ماجد ع محمد

2016 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كما يفقد المنتصر لذة الفوز عندما يبتسم المهزوم بوجهه حسب تعبير أدولف هتلر، كذلك يبدو الحال نفسه مع بعض حاملي شعارات الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن تفاخر المستبد بالديمقراطية لا يجعل التائق للحرية والديمقراطية يشعر بالخيبة فقط، إنما تراه يضيق ذرعاً حتى بكلمة الديمقراطية وكل المفردات المتعلقة بها وكذلك مَن يتداولها كلازمة غنائية ليل نهار.
إذ يبدو أن مَن كان تاريخه حافلاً بالتجارب الاستبدادية والممارسات التعسفية، لا يجد وسيلة مقنعة لتبييض صفحته وتسويق مشروعه الخاص إلا من خلال تقمص القيم الأوربية، ومحاكاة المصطلحات المتداولة في الدول الغربية بشكل عام، ومن ثم التعويل على الكليشيهات المستجلبة من تلك المرابع، بهدف التشبه بهم وليس طبعاً السير على خطاهم، حيث يرى ذلك النموذج البشري من السياسيين في بلادنا بأنه ليس بمقدوره أن يستمد أسباب وجوده إلّا من خلال تلحفه بثوبٍ زاهٍ يُعيد له نضارة الذات بعد اهتزاز صورته بفعل الرجات الثورية التي طالت تربة الدول التي شملها الربيع العربي، والأمثلة بدون شك لا تحصى في منطقتنا، إلا أننا سنحذف أسماء الأفراد والمنظمات كلها اختصاراً للوقت، لنقف على التصريح الأخير لأحد نماذج الفكر الاستبدادي في المجتمع الكردي، وهو يتحدث بكل صفاقة عن الديمقراطية المزعومة التي لا تزال التأثيرات الشعاراتية لها مماثل للتأثير السلبي لنظام البعث في تلك البلاد.
ومنهم السيد آلدر خليل أحد المسؤولين في حزب صالح مسلم، الذي تشدق مؤخراً بقيم الحرية والديمقراطية من خلال تلفزيون حزبه، أي قناة(روناهي) وقوله: بأن الذين كتبوا لافتات تخوِّن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني وتتهمه بالخيانه أنها تأتِ ضمن سياق حق التظاهر وحرية التعبير، والتبجح كعادته بأنهم لا يقمعون الحريات.
إذ أن الديمقراطية الجوفاء لـ: آلدار خليل تعيد إلى أذهاننا الممارسات المماثلة في لبنان طويلاً، ألا وهي تجربة (حزب الرب اللبناني)، حيث كانت الديمقراطية الكسيحة في لبنان تسمح يوماً لمعظم وسائل إعلامها بإهانة شخص رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري وكذلك رئيس الجمهورية إلياس الهراوي، ولكنها لم تكن لتتجرأ نفس تلك الوسائل التقرب من أسوار حزب الله وزعيمه حسن نصرالله، باعتباره من المقدسات لدى تنظيمه ولدى كل من كان يصفق له، بما أنه فوق النقد أو حتى الملاحظة أو الاشارة إليه من خلال مقالة أو نقدٍ كاريكاتوري ساخر.
وها هي التجربة نفسها تتكرر لدى حزب شمولي مماثل له في العجرفة والممارسات الاستبدادية، أي عند أبواق الديمقراطية العرجاء في كانتونات صالح مسلم في المناطق الكردية بسوريا، إذ مسموح في ديمقراطية آلدار ومن هو على شاكلته، بأن يهينوا عبدالحكم بشار أو فؤاد عليكو أو أي سياسي آخر لا ينتمي إلى جوقتهم العقائدية، وإمعاناً في السير قدماً بديمقراطيتهم الكسيحة فلا بأس بتخوين مسعود البارزاني، ولكن مقدساتهم العقائدية فممنوع التقرب منها، وكذلك ممنوع منعاً باتاً التشهير بالخاقان الأعظم لديهم، وكذلك ممنوع التطاول على شخص صالح مسلم أو جوان ابراهيم أو حتى محاولة رمي السيد آلدار الديمقراطي جداً بالبيض الفاسد.
ففي دولة الامة السريالية مسموح شتم المجلس الوطني الكردي، ومسموح تناول أعراض كل المعارضين لخطهم السياسي، ومسموح إهانة البارزاني وحتى شتمه، ولكن قيام مظاهرة ضد طاغية دمشق من المحرمات، كما أن ديمقراطية تلك الامة الدونكيشوتية تعتبر السيد عبدالله أوجلان من المقدسات ولا يجوز تناوله بالنقد أو التجريح، لأن المجمع الإلهي يعتبر الكون كله في كفة والسيد أوجلان في كفة أخرى، باعتباره بمقام زيوس لدى مجمع الآلهة في قنديل.
ولكن باعتبار أن السيد خليل وبقدرة قادر صار من أنصار حرية الرأي والتعبير في تصريحه الأخير لتلفزيون حزبه، وبناءً على قوله بأن ما حصل في شوارع مدينة الدرباسية وقبلها في كركي لكي بخصوص اللافتات المسيئة وشعارات الخيانة الموجهة لرئيس اقليم كردستان بأنها تأتي ضمن سياسية حرية تعبير الجماهير، ومن مبدأ ترسيخ قيم الديمقراطية التي يتبجح بها المدعو آلدار خليل وطاقمه العقائدي، نقترح بضرورة قيام مظاهرات مماثلة في عموم شوارع كانتونات الاتحاد الديمقراطي، حيث يتم فيها رفع لافتات تدين ليس فقط خنوع وإذعان الاتحاد الديمقراطي لإملاءات كل من حاخامات (قم) وجلاوزة الفرعون السوري، إنما أن تضمن اللافتات أيضاً صور كاريكاتورية لقادة الحزب وكلمات تدين أوجلان لما اقترفه لأكثر من مرة وفي أكثر من موقع ومناسبة في تصريحاته المجحفة بحق الكرد السوريين كشعب يعيش على أرضه قبل ولادة أوجلان وحزبه، وإنكاره المتكرر لوجود شيء اسمه قضية كردية في سوريا إرضاءً لرغبات وسلطة المقبور حافظ الأسد.
وطالما أن الديمقراطية لا تصح ولا تُبنى ولا تترسح إلّا إذا ما تخلصت من العرج الغليظ في مسارها، كما هي الحالة لدى هذا الفصيل الاستفرادي المسمى مجازاً بالاتحاد الديمقراطي، وطالما أن الديمقراطية لا تستقيم إلّا إذا ساوت بين جميع الأفراد والقادة في تناولهم أو الموقف منهم، وبالتالي انتقادهم بدون استثناء قيلٍ من قادتهم، أو تفضيل قطبٍ على قطب، أو فصيلٍ على فصيل، أو زعيمٍ على زعيمٍ آخر، لذا فما على الناس إلا الاقتداء بحرية التعبير لدى آلدار خليل ومحاكاة التجربة الديمقراطية لحزبه، والبدء بحملة لافتاتٍ تشمل رموز هذا التنظيم بدأّ بألدار خليل مروراً بالغافي في إمرالي وإنتهاءً بالمُقتدى بهم مِن أساطين التنظيم الأم في (قنديل).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش