الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض السياسين والمسؤلين والنواب معوقين

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2016 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كثر اليوم مرض خطير ومدمر- "الشخصية المعادية للمجتمع" (Antisocial personality) مبني على مجموعة اضطرابات شخصية وسلوكية. وقد سميت هذه الاضطرابات باسماء عديدة مختلفة، منها: اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، اضطراب الشخصية اللا اجتماعية، الاعتلال النفسي (Psychopathy) او الاعتلال الاجتماعي (sociopathy). مجموعة الاسماء هذه تعكس مدى التعقيد السريري للاضطراب، الى جانب حقيقة ان له جوانب اجتماعية هامة.نمط السلوك المضطرب لدى صاحب الشخصية المعادية للمجتمع يستمر الى ما بعد مرحلة البلوغ، اذ قد يقدم المصابون بهذا الاضطراب على تنفيذ اعمال معينة، بصورة مستمرة ومتكررة، من شانها ان تؤدي في نهاية الامر، في الكثير من الحالات، الى اعتقالهم والزج بهم في السجون. فهم يميلون، على سبيل المثال، الى سلوكيات تشمل: الحاق الاضرار بالممتلكات وتدميرها، المضايقة والازعاج، السرقة او الانخراط في انشغالات اخرى غير قانونية. كما انهم يتجاهلون رغبات، مشاعر وحقوق الاخرين. وهم يلجاون، كثيرا، الى الخداع والمناورة من اجل الربح او المتعة، مثل الحصول على الاموال، الفوز بامتيازات ومكاسب جنسية او اكتساب القوة والباس. لا شيء يردعهم عن الكذب، انتحال الشخصية او التنكر لمعايير واعراف مقبولة. يمكنهم التصرف بصورة اندفاعية دون التخطيط المسبق لخطواتهم وما يمكن ان تؤول اليه من نتائج. ولا تهدف افعالهم وممارساتهم سوى الى الاشباع الفوري لاحتياجاتهم، دون التفكير مسبقا ودون اي اعتبار لعواقب افعالهم، سواء عليهم شخصيا او على الاخرين. المزايا السلوكية المميزة لهذا الاضطراب تتعلق بالتغيرات المتلاحقة والمفاجئة في اماكن العمل، اماكن السكن او في مجال العلاقات الشخصية.يتميز هذا النوع من اضطراب الشخصية بعدم الاكتراث لحقوق الاخرين وانتهاكها، سوية مع عدم التاقلم مع المعايير والاعراف الاجتماعية السائدة والمقبولة. وتعود بدايات هذا الاضطراب، عادة، الى سن الطفولة، او الى المراحل المبكرة من سن المراهقة، ويستمر حتى سن البلوغ، بل وبعده.
ومن المستغرب ان اكثر المسؤولين والنواب والسياسين العراقين مرضى ولاكن تبدو الاعراض بعد استلام المناصب- ادعاء المرض هو أمر معروف من أزمان بعيدة، وكان كثير من الأشخاص يدّعون المرض لمكاسب شخصية، فهناك ادّعاء مباشر من الشخص بالمرض، ويكون الشخص عارفاً بذلك ويُسمى هذا الاضطراب Malingering، أي أن الشخص يدّعي المرض لكي يكتسب شيئاً شخصياً، مثل أن يدعّي الشخص بأنه مريض لكي يتم تقاعده من العمل لسبب طبي، فيحصل على مُرتب تقاعدي أكثر مما لو ترك العمل، أو أنه إذا ترك العمل بدون أن يدّعي المرض، فإنه لا يحصل على أي مُرتب تقاعدي، لذلك فإنه يدّعي المرض، وغالباً ما يدّعي مثل هؤلاء الأشخاص الامراض العصبية أو النفسية، لأنه من الأسهل على مثل هؤلاء الأشخاص أن يدّعوا بأنهم مرضى بأمراض نفسية أو عصبية من الادعاء بأمراض عضوية يسهُل كشفها من الأطباء المختصين. الشخص الذي يدّعي المرض غالباً ما يتم كشفه لأنه يدّعي المرض ويكون يعرف بعض الأعراض عن المرض من قراءات أو من أحاديث لأشخاص آخرين علّموه ماذا يقول ولكنه لا يستطيع أن يصمد كثيراً في تقليد الأعراض المرضية للاضطرابات النفسية أو الأمراض العصبية، فيتم اكتشافه بعد فترةٍ قصيرة، وإن كان بعض من هؤلاء الأدعياء ينجح في إيهام الأطباء بمرضهم ويحصلون على مُبتغاهم من وراء ادعاء المرض. بعض هؤلاء الأدعياء مثلاً، يدّعون بأنهم مرضى نفسيون بعد قيامهم بارتكاب جرائم كبيرة، ويدّعون أنهم قاموا بهذه الجرائم تحت تأثير المرض النفسي، وهنا تقع مشاكل كثيرة في تبرير مدى صحة هذا الادعاء المرضى من حقيقة أن يكون الشخص مريضاً بمرض نفسي حقيقي وقام بارتكاب هذه الجريمة تحت وطأة المرض النفسي، لذلك فالقضاة حذرون من قبول أن الشخص الذي يرتكب جريمة يكون مريضاً نفسياً إلا إذا تيقّنوا تماماً بأن هذا الأمر صحيح تماماً وبشهادة لجنة طبية شرعية نفسية، تتكون من مجموعة من الأشخاص المختصين، نظراً لأنه من المحتمل أن يتواطأ طبيب نفسي مع شخص غير مريض ويكتب له تقريراً بأنه مريض نفسي وهو ليس كذلك.
قادة العملية السياسية العراقية تتوافر في معظمهم إضطرابات نفسية متعددة ،فاننا سنركز هنا على اخطره
اولا: اثبتت الأحداث التي شهدها العراق عبر السنوات الاثنتي عشرة الآخيرة إن العقل السياسي العراقي منتج للأزمات،وانه غير قادر على حل المشكلات.وكما نوصي نحن المعنيين بالامور النفسية بوضع المدمن على المخدرات بمصحة نفسية حفاظاً على سلامته وسلامة الآخرين،فاننا نتهم العقل السياسي العراقي المسؤول في السلطة بأنه صار مدمناً على إنتاج الازمات. ونوضح أن الادمان على الازمات كالادمان على المخدرات..ففي الحالتين يحدث للعمليات العقلية في الدماغ برمجة ثابتة تجعله يعتاد على تفكير نمطي محدد يجبره على تكراره.وبما ان المشكلات الاجتماعية تتطلب حلولا مبتكرة وان العقل السياسي في السلطة انشغل بإنتاج الأزمات،عليه فان بقاءهم فيها سيلحق المزيد من الأذى بالناس بما فيها إستهداف حياتهم وامنهم.
ثانيا: أثبتت الأحداث ان السياسي العراقي في السلطة مصاب بـ(حول عقلي). فكما إن المصاب باحولال العين يرى الواحد اثنين ويصر ويعاند ان ما يراه حقيقة مطلقة،فان السياسي العراقي يرى انه على حق مطلق والآخر على باطل مطلق..وهذا ناجم عن تعصب طائفي او اثني.فعِلّة المتعصب السيكولوجية هي إنه يصنّف عالمه الاجتماعي الى مجموعتين:(نحن) و (هم)..يضفي على جماعته الصفات الإيجابية ويغض الطرف عما فيها من سلبيات،وينسب للجماعة الاخرى الصفات السلبية ويغمض عينه عما فيها من ايجابيات. والمؤذي في ذلك،انه في حالة حصول خلاف أو نـزاع بين جماعته والجماعة الأخرى فإنه يحّمل الجماعة الأخرى مسؤولية ما حدث من أذى أو أضرار ويبرِّئ جماعته منها حتى لو كانت شريكاً بنصيب أكبر في أسباب ما حدث..وإن شخصا بهذه الصفة المرضية لا يصلح لأن يكون قائدا لمجتمع تتنوع فيه الأديان والمذاهب والقوميات.
ثالثا: إن العقل السياسي في الزعامات العراقية مصاب بالبرانويا التي تعني بمصطلحاتنا إسلوبا او شكلا مضطربا من التفكير يسيطر عليه نوع شديد وغير منطقي ودائم من الشك وعدم الثقة بالآخر،ونزعة دائمة نحو تفسير أفعال الآخرين على انها تهديد مقصود.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية أعراض إضطراب الشخصية البارانوية بسبعة نوجزها بالاتي:
1- نزعة لحمل ضغينة مستديمة،ورفض التسامح عن الإهانات او الحيف او الاستخفاف.
2- حساسية مفرطة للنكسات او العقبات،والصد والرفض.
3- شك ونزعة شاملة نحو تشويه الخبرة تتضمن سوء الفهم للأفعال الحيادية وتفسيرها على انها ازدراء او عداء.
4- استعداد للقتال او المقاومة والأصرار بعناد على التمسك بحقوقه الشخصية بغض النظر عن الموقف العملي.
5- نزعة مفرطة في الاحساس بأهمية الذات، تصبح معها( الذات )الاتجاه المرجعي الدائم له.
6- انشغال لا مبرر له بتفسير الاحداث المحيطة به بأنها تآمر موجه ضده.
7- استفهامات لا مبرر لها بخصوص الطرف الآخر الذي تربطه به علاقة شراكة.
ومع إن منظمة الصحة العالمية أشارت الى إن توافر ثلاثة أعراض منها في الفرد تكفي ليكون مصابا بهذا الاضطراب،فان واقع الحال يشير الى إن قادة العملية السياسية في العراق تنطبق عليهم معظم هذه الاعراض، أخطرها إنهم لم يتمكنوا من التخلص بالشك المرضي بالآخر عبر اثنتي عشرة سنة من الشراكة السياسية.بل انهم أشاعوها بين أتباعهم لدرجة إن رابعا: يفيد التحليل السيكولوجي للفكر السياسي ان العقل السياسي العراقي مصاب بالدوغماتية Dogmatism التي تعني الجمود العقائدي او الانغلاق الفكري الذي يفضي الى التطرف الديني او المذهبي او القومي او القبلي.ولأن علماء النفس والاجتماع وجدوا ان الدوغماتية هي أحد أهم وأخطر أسباب الأزمات السياسية والاجتماعية،وإنها السبب الرئيس للخلافات السياسية التي غالبا ما تنتهي بحروب،وإنها (مرض)خالقي الأزمات من القادة السياسيين،عليه فإن قادة العملية السياسية العراقية لن يستطيعوا أن يتحرروا فكريا من معتقدات ثبت خطؤها،ولن يستطيعوا أن يجدوا حلا او مخرجا لما هم فيه،بل إنهم سيعرضون ملايين الناس الى مزيد من الأذى،فضلا عن إنهم أشاعوا التفكير الخرافي بين جماهيرهم واشغلوهم بخلافات الماضي التي أشاعت الكراهية والقتل بدوافع ناجمة عن معتقدات سخيفة،وأوصلوا غالبية مؤثرة الى الشعور باليأس من إصلاح الحال,ان ما قلناه تؤيده شهادات من اشخاص لهم شان كبير في الشأن السياسي والثقافي من المحسوبين على الحكومة.ففي مقالته بعنوان (بناء دولة-الصباح 29/11/2015) لرئيس شبكة الاعلام العراقي السيد محمد عبد الجبار الشبوط جاء فيها بالنص: "منذ سقوط النظام البعثي البغيض في عام 2003 إتجهت الطبقة السياسية التي تولت شؤون البلاد نحو بناء سلطة أكثر من التوجه نحوبناء دولة، والفرق بين العبارتين كبير بل إن ذلك جسد احد عيوب التأسيس في عراق ما بعد صدام، كان هذا العيب السبب المباشر في تراكم الكثير من اخطاء الممارسة ،وكانت النتيجة ما نحن عليه الان من سوء الحال.و إن أهم ما يعيق تحقيق المصالحة الوطنية في العراق هو "الخطاب والسلوك الطائفي للجماعات والزعامات المتنفذة في مفاقمة التوترات بين ابناء الشعب الواحد، عدا عن المفاهيم والرؤى المتضاربة حيال معنى وفروض المصالحة، الامر الذي ترجم في القول بان المصالحة هي مصالحة عشائر متنافرة مرة، ومصالحة طوائف متخاصمة مرة، ومصالحة اديان ابتعدت عن بعضها مرة ثالثة، ومصالحة الحكومة مع معارضيها مرة رابعة، ومصالحة العهد الجديد مع العهد البائد مرة خامسة..الأمر الذي يدخل في مسمى الدوامة.".
في الضفة السياسية الأخرى، صرح صالح المطلك عبر قناة الشرقية (23/11/2015) قائلا:"لقد مرّ 13 سنة على هذا البلد والاوضاع على حالها،وانه يذهب سنة بعد اخرى نحو الهاوية" ان هذه التحليلات من أشخاص لهم وزنهم المعرفي والسياسي تشخّص مظاهر ملموسة وحقائق ثابتة،هي في جوهرها ناجمة عن الاسباب التي شخصناها،وتأتي توكيدا الى اتهامنا العقل السياسي في السلطة بأنه مصاب بألامراض الواردة في أعلاه. عليه نطلب من نقابة المحامين تبني هذه اللائحة وتقديمها الى القضاء العراقي للنظر فيها وإتخاذ ما يلزم بشأنها.وندعو نقابة الصحفيين وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق والرأي العام العراقي بالضغط على قادة العملية السياسية بمنح الفرصة للعقلاء من كبار علماء النفس والاجتماع من الذين لهم خبرة في فن التفاوض وسيكولوجيا الاقناع وادارة الصراع في اوقات الازمات ليكونوا وسطاء بين الذين يستجيبون منهم بما تمليه عليهم ضمائرهم ومسؤوليتهم الانسانية نحو شعب عانى من الحروب والكوارث طوال 35 سنة متواصلة، راح ضحيتها الملايين ومهدد وجوده بكوارث ما دام في السلطة مسؤولون متهمون بعدم السلامة العقلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج