الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس

عادل مرزوق الجمري

2005 / 12 / 5
حقوق الانسان


في حقيقة الأمر، تعاونت دمشق مع ميليس وجماعته في لجنة التحقيق الدولية أم لم تتعاون ، لا فرق. فالأمر محسوم على ما يبدو، قرار الإدارة الأمريكية بضرورة معاقبة سوريا تم إصداره.الأمريكيون لم يعودوا قادرين أو راغبين على متابعة الحلول الدبلوماسية مع دمشق، وأصبحت مسألة تفعيل البند السابع في مجلس الامن "والذي يعطي ضوء أخضر لفرض عقوبات إقتصادية أو حتى عسكرية" مسألة يقررها الألماني ميليس في أي لحظة يختارها، وصيغة "رفضت التعاون" أو "لم تتعاون" فضفاضة حد الكفاية.
الأمريكيون هذه المرة يلعبون براحة أكبر سياسياً تجاه معاقبة سوريا، ولعلها أفضل الأوقات على الإطلاق للقيام بهذا الخيار، ففرنسا التي تتمتع بعلاقات مميزة مع حلف الرئيس المغتال "الحريري" لن تعارض أي إجراء مستقبلي من قبل مجلس الأمن ضد سوريا، خاصة إذا ما ذهب التقرير النهائي للسيدميليس إلى أن سوريا هي "الفاعلة". وكذلك الألمان، فقوميتهم "الجرمانية" تمنعهم في المطلق أن يهاجموا تقريراً أمنياً صاغته يد "جرمنية طاهرة"، لذلك كان ميليس "الألماني الجنسية"بالتحديد، وليس أي محقق دولي أخر هو الخيار الأمثل واليد الأفضل التي تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى أن تدك أسوار دمشق العاتية.
الرئيس بشار الأسد لم يستطع أن يقنع أحداً حتى الآن بأنه قادر على إدارة المرحلة والخروج بنظامه سالماً من هذه الأزمة، ولعل هذه الأزمة –إن صحت روايات ميليس" هي بمثابة الضربة القاضية لآخر معاقل البعث والقومية العربية، لابد أن نلاحظ عن كثب تلك الفرص الذهبية التي فوتها الرئيس بشار الأسد ليلعب دور "الرئيس الإصلاحي الشاب" كما هي الحال مع العديد من الرؤساء العرب هذه الآونة، ولابد أن نفهم أن ذلك الإقتناع - الذي لا يصاحبه أي شك - من لدن المخابرات الأمريكية والذي يذهب إلى أن الإرهاب في العراق منبته "سوريا" قد عجل من قرار الحسم تجاه دمشق الداعمة للإرهاب والمساهمة في قتل الجنود الأمريكيين بالعراق.
هذه البوتقة من الأخطاء الإستراتيجية فوتت على "الرئيس الأسد الصغير" أن يكون ببساطة رهاناً أمريكياً شأنه شأن بقية الرؤساء والحكام الجدد للدول العربية. إختار الأسد الرهان على فرنسا وألمانيا والدول العربية، فليس من المعقول أن تسمح كل من ألمانياو فرنسا بضربات عسكرية أمريكية ضد سوريا، والعرب لن يقبلوا بأن يمتد مسلسل الحرب على الإرهاب حتى دمشق!!، وشجعه على ذلك بعض الإعلاميين، إلا أن الأمريكيين إستطاعوا أن يقلبوا كل هذه العوامل لمصلحتهم بطريقة ولا أذكى.. فميليس "الألماني"، وصداقة الرئيس الفرنسي شيراك مع عائلة الحريري التاريخية، جعلت المعادلة مقلوبة، ويقى "العرب" رهان الأسد الاخير.. وهو بدون أدنى شك او ريبة "رهان الخاسرين!!".
طريقة واحدة فقط أمام سوريا لتنفك من هذا السحر الأمريكي، وهي بالطبع "الخيار المر" لكل رئيس عربي، هذه الطريقة تتمثل في حالة إنتقال سياسية شاملة للجمهورية السورية، من جمهورية "الخوف" إلى جمهورية الديمقراطية والتعددية، من جمهورية "حزب البعث" صاحب المهام الرسولية إلى جمهورية الأحزاب المتخالفة على إكتساب ثقة الشارع كل ببرنامج، لابد أن تفعل سوريا مرحلة سياسية جديدة تشترك فيها جميع الأطياف السياسية السورية على إختلاف مشاربها وتصنيفاتها "وعمالاتها"، لا يهم.
المهم أن تستطيع سوريا تسوية هذه الأزمة التاريخية التي تمر بها اليوم إن هي سلكت الخيار الأول، أما إن إختارت القيادة السورية – وهو الظاهر لنا - اللعب بالسياسة والمماطلة، فأياً كانت أفاق هذا اللعب السياسي فلن تفلح في التملص من الامريكيين ولن تتمخض دبلوماسيتها عن شيء مفيد، فالمسألة في حقيقتها ليست تحقيقاً في الإجابة على سؤال "من قتل الرئيس الحريري؟" وأن المجتمع الدولي يريد معاقبة الفاعل، المسألة تتلخص في سؤال أمريكي صرف،وهو بالتحديد "كيف نعاقب سوريا، دون أن يعترض أحد؟".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين المقرر ترحيلهم لرواندا




.. وزير الداخلية التركي: اعتقال 41 شخصا لـ-الاشتباه في صلات تر