الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في جائزة الشارقة للإبداع الروائي ..الصغار كبارا

محمد القصبي

2016 / 4 / 28
الادب والفن


في جائزة الشارقة للإبداع العربي ..الصغار كبارا
في جائزة الشارقة للإبداع العربي والتي وزعت جوائز دورتها ال19 يوم 18أبريل الحالي وشرفت بإلقاء كلمة الضيوف في حفل الافتتاح..رأيت ما لايوجد في أي جائزة أخرى
شباب في العشرينيات يتحولون إلى باحثين ..
وخلال يومين وعبر أربع ورش علمية جلسنا في مواجهتهم ننصت إلى ماتوصل إليه هؤلاء الصغارمن رحلة البحث المضنية حول موضوعات أدبية ونقدية شائكة تتعلق بالشعرية العربية ..المعيار.. المفهوم .. المرجعيات المعرفية والفلسفية ..المحددات ..التحولات الأفاق..
و..المدهش ..أنه رغم كونه محورا يتعلق بالقصيدة ..إلا أنه وطبقا لمنظومة المسابقة شارك في رحلة البحث المضنية هذه شباب من كتاب الرواية والقص القصير والمسرح وأدب الأطفال ..
المنصة كانت تضم أربعة كبارا .
الدكتور عمر عبد العزيز رئيس تحرير مجلة الرافد الثقافية ..الناقد والأكاديمي صالح هويدي .. الروائي عبد الفتاح صبري مدير تحرير مجلة الرافد ..الناقد والشاعر مصلح النجار نائب رئيس الجامعة الهاشمية في الأردن ..بالإضافة إلى كاتب هذه السطور ..
أهذه ظاهرة إيجابية ؟
أن نزج بشباب في العشرينيات ..في رحلة بحث عن جذور قضايا أدبية عميقة كالشعرية العربية ..
الأديب عبيد عباس والفائز بالجائزة الثانية في القصة القصيرة يجيب :نعم ..لكن على أن تكون الأبحاث في مجال إبداع الفائز ..الروائي يبحث في أمور تتعلق بالرواية ..الكاتب المسرحي يبحث في أمور الشعر وهكذا .

الناقد والأكاديمي د. صالح هويدي ..وهو أحد المسئولين عن تنظيم مسابقة الشارقة للإبداع العربي في معرض حديثه يعود بنا إلى جذور هذا التقليد الذي تنفرد به مسابقة الشارقة دون غيرها من المسابقات العربية والعالمية ..
وهذا ما قاله :
يرجع تقليد تكليف الفائزين الشباب بجائزة الشارقة للإبداع- الإصدار الأول، بإعداد بحث أو مقاربة حول الموضوع المعلن للجائزة في سنة فوز الشباب بها، إلى بدايات انطلاق الجائزة، وهو تاريخ يرجع إلى وقت كان فيه الأستاذ حسن مدن يتولى مسؤوليتها. وأذكر أن أحد الزملاء الفضلاء الذين تولوا بعده قد سألني عن رأيي في هذا التقليد في محاولة للوصول إلى إنضاج تصور ما بشأنها، وما يقود فيه الحوار إلى نتائج تتعدى حدود الرؤية الشخصية. لكن الذي حدث أن هذا التقليد استمر حتى الساعة. وأحسب أنه تقليد غير مسبوق في شكله وتفاصيله في الجوائز العربية التي عهدناها.أما على المستوى العملي، فقد كان ثمة تفاوت ملحوظ بين مستوى الأوراق المعدة من قبل الفائزين، من دون أن يحول ذلك دون وجود أوراق ناضجة. لكن القاسم المشترك الأكبر بين المحاولات كان يشير إلى حالة القلق التي كان مبعثها أن الإعداد المنهجي البحثي في موضوع أدبي، قد يقع خارج اهتمام الفائز من شأنه أن يربك المكلّف به. فقد يتلقى الفائز في فرع النقد الأمر على نحو طبيعي إذا ما طلب إعداد بحث في موضوع (الشعرية العربية)، لكنه لن يكون كذلك مع كاتب القصة الشاب، أو الشاعر، أو الروائي، أو كاتب المسرحية، أو من يكتب في أدب الأطفال، ولا سيما أن من بين الفائزين شبابًا، لم يتجاوزوا العشرين من العمر. لكن من الحق القول إن عددًا منهم، إن لم يكن جميعهم، قد شعر بفائدة قيامهم بهذه التجربة لاحقًا، ولا سيما أن كل محاولة من محاولات الشباب، سيسلط الضوء عليها في أعمال الورشة العلمية، وتناقش من قبل جميع المشاركين، بمن فيهم ضيوف الورشة، وتوجيه مديرها لمجرياتها ضمن ضوابط منهجية وزمن مقنن، وتقاليد حوار تغني كل تجربة من تجارب المشاركين.
ومع ذلك فإن آفاق البحث عن سبل أكثر نجاعة وإفادة أو ملاءمة لهذه المواهب الشابة، يبقى أمرًا مطروحًا ومشروعًا، لا شك في أن إدارة الجائزة ستكون حريصة على سماعه والتحاور بشأنه.

وبالطبع ..هي ظاهرة فريدة ..وأظنه تقليد مجدي للغاية ..يقينا شاب في مقتبل عمره حين يفاجأ بتكليفه بإعداد بحث عن قضية شائكة حول الشعرية العربية أو المدينة في الرواية العربية ..سينتابه شعور جارف بالقلق ..وهذا ما لاحظته مع الكاتبة وفاء أحمد محمد مستجاب " جدهاالروائي الكبير محمد مستجاب " ..فبقدر إعجابي بها حيث فازت بالجائزة الثالثة في أدب الطفل ..رغم أنها مازالت طالبة ولم تتجاوز العشرين من عمرها إلا أنني كنت مشفقا عليها ..لما تعانيه من قلق وتوتر ..حتى أنها لم تذق طعم النوم طيلة الليلة التي سبقت إلقاء البحث ..وبدا التوتر جليا وهي تأخذ مكانها في مواجهة المنصة لتتحدث عن بحثها ..وبذلت وغيري جهدا كبيرا لتشجيعها ..وقلت لها أن القرار الذي يمكن أن يكون الأسوأ في حياتها الانسحاب ..لابد من المواجهة وخوض التجربة ..هذا سيمنحها قدرا كبيرا من الثقة في النفس ..وكان بحثها حول بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة ..موضوع صعب ومرهق للكبار.. فما بالك بكاتبة لم تبرح العشرين من عمرها بعد..خاضت الوفاء التجربة ..بنجاح ..وواجهت المنصة رغم أسئلتها الشائكة بقدر من الثقة يؤهلها للمضي قدما ليس فقط على طريق الإبداع في أدب الطفل ..بل ربما في النقد الأدبي ..
وليست وفاء وحدها التي جذبت انتباهي بصغر سنها..وتميزها الإبداعي ..بل هناك أيضا الشاعر السيناوي محمد اسماعيل سويلم ..طالب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة ..وفاز بالمركز الثالث في مسابقة الشعر..وهذا بعض من شعره :
حفظنا السما
عن ظهر قلبٍ وفطرةٍ
وكل بلاد الله لانت لنا مسرى
مشينا على الإيقاعِ
في دمع نبتةٍ
رمتها رياحٌ في نهاراتنا غدرا
بقلبٍ حوى في نبضه
سرّ وردةٍ
وإن لم يجد المارون
في دمه العطرا
ومن اليمن شاعر شاب ..تجاوز العشرين بعامين أو ثلاث إسمه ابراهيم عيسى فاز بالجائزة الثانية في الشعر ..عن ديوانه "أتيت مبكرا ياحزن " ..وهذا مقطع من قصيدته التي تحمل ذات العنوان :
أهلا
أتيت مبكرا ياحزن
قلبي لم يزل طفلا
وحلمي أخضر وخطاي عاشقة
يواعدها الغمام
مازلت أرسم للحريق فراشة
قمرا حزينا للدجى
خوفا يخبيء ظبية سمراء
أرسم قبرات
شدوها يشجي الفخاخ
كلهم كبار
والفائزون ال19بجوائز الشارقة للإبداع الروائي العربي ..ليسوا جميعا صغارا ..منهم من يقترب من الأربعين ..لكنهم جميعا ينعمون في دواخلهم بمنطقة لامرئية تشع إبداعا حقيقيا ..وثمة شهادة لاتقبل الشك ..جوائز الشارقة ..وهذا ما ألححت عليه في الجلسة الافتتاحية حين شرفت بإلقاء كلمة الضيوف ..لحظتها استحضرت شعورا جميلا سكنني منذ 17عاما ..حين تسلمت رسالة من دائرة الشارقة للثقافة والإعلام تبشرني بفوز روايتي الخليفة بالمركز الثاني ..بشرى خصبت روحي بالثقة ..بالإطمئنان أنني روائي حقيقي ..لقد منحوني الجائزة ولاأحد يعرفني من لجنة التحكيم ..ولقد كان هذا شعور كل الفائزين بجوائز المسابقة الذين التقيت بهم في الشارقة ..كل مطمئن أنه مبدع ..فاز بجائزة ..لاعلاقة له بمانحيها .. وحين فزت بالجائزة كانت المسابقة متاح الاشتراك بها لكل المبدعين العرب أيا كان السن ..مما جعل التنافس صعبا وشرسا ..ولقد فعل مانحو الجائزة الصواب بعينه حين قصروا الاشتراك بها على من هم دون الأربعين ..إنها مسابقة للإصدار الأول ..ولا يعقل ان يشارك بها من هم فوق الأربعين ..
وبلغ عدد المشاركين في مسابقة هذا العام 328 كاتبا ..منهم 82من مصر ..اما الفائزون فهم : في مجال الشعر فاز بالمركز الأول أحمد عبده علي الجهمي من (اليمن) عن مجموعته (لا هدهد اليوم)، والثاني: إبراهيم عيسى محمد علي من (اليمن) عن مجموعته (أتيت مبكرا يا حزن).والثالث محمد إسماعيل عبدالله سويلم من (مصر) عن مجموعته (أطفئوا الزيتون ليلاً ) .
وفي القصة القصيرة فازت وئام بنت رضا غداس من (تونس) بالمركز الأول عن مجموعتها (أمشي وأضحك كأني شجرة )، والثاني عبيد عباس عبيد علي من (مصر) عن مجموعته (حذاء فان جوخ القديم )، والثالث: وليد بن أحمد الفرشيشي من (تونس) عن مجموعته حكايات نيئة وفي مجال الرواية جاء أولاً حارس كامل يوسف الصغير من (مصر) عن روايته (دوامات للأحزان) وثانياً توفيق باميدا من(المغرب) عن روايته (مسافر عبر الزمن)، وثالثاً (مناصفةً): مبروك دريدي من (الجزائر) عن روايته ( في حضرة الماء) و أسماء علي محمد زيتون من (الأردن) عن روايتها (موت مؤجل).
وفي مجال المسرح الفائزون جاء أولاً نوزاد جعدان من (سوريا) عن مسرحيته (وطن شبه منحرف) والثاني م.هيثم بن محسن بن علي الشنفري من (عمان) عن مسرحيته( محجوب السيد عطا )، وثالثاً شاكر ريكان شخير الغزي من (العراق) عن مسرحيته (بيادق زرق).
أما في محال أدب الطفل ففازت أولاً ماجدة حمدي سيد أحمد زارع من (مصر) عن مجموعتها (أوفى الأصدقاء ) وثانياً اسمهان بنت أحمد الفرجاني من (تونس) عن مجموعتها (الساحر).

وثالثاً وفاء أحمد محمد أحمد مستجاب من( مصر) عن مجموعتها ( الدرس).
وفي مجال النقد فاز أولاً محمد طه العثمان، من ( سوريا) عن دراسته:(البعد الثاني/ قراءة في آفاق الشعرية العربية) .وثانياً جاءت ناهد صلاح منصور أحمد راحيل، من (مصر) عن دراستها:( شعرية العتبات – دراسة في النص الموازي لشعر "محمد عفيفي مطر " ) .
وثالثاً تامر محمد عبدالعزيز هاشم ، من (مصر) عن دراسته(بنية الخطاب الشعري في الشعرية العربية المعاصرة "المعيار والآفاق") .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?