الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جو بايدن .. لقد تأخرت كثيرا يا سيدي

راضي العراقي

2016 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


جو بايدن .. تأخرت كثيراً يا سيدي
بعد ثلاثة عشر عاما من الغزو الامريكي للعراق .. وثمانية سنوات الا نيف من حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما .. وبعد سلسلة من الاخطاء الكارثية التي ارتكبتها الادارات الامريكية السابقة واللاحقة .. والتي ابتدأت بتسليم السلطة في العراق الى احزاب الاسلام السياسي وخاصة حزب الدعوة الذي يدين بالولاء لايران ويؤمن قادته بحكم ولاية الفقيه .. ثم الانسحاب الامريكي من العراق وترك الساحة للميليشيات والارهابيين المجرمين المنتمين الى التيار الاسلامي المتشدد الذي تكلل بأحتلال نصف مساحة العراق من قبل تنظيم داعش الارهابي .. بعد كل هذه السنوات السوداء .. يصل نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى بغداد في زيارة مفاجئة لاصلاح او محاولة ما يمكن اصلاحه بعد ان وصل الوضع في العراق الى مستوى قياسي من الفوضى السياسية .. فسنوات من الديمقراطية العرجاء المستندة الى جهل شعبي بقواعد ومتطلبات اللعبة الديمقراطية والتي سمحت للتيارات الدينية الطائفية بأن تسيطر على المشهد السياسي في العراق خلقت من العراق دولة فاشلة وجعلته يتصدر قائمة الدول الاكثر تدهوراً على كافة الاصعدة ..
يبدو لي ان الرئيس اوباما وادارته كانت سلبية جداً وحذرة جدا في التعامل مع منطقة الشرق الاوسط عموما والعراق على وجه الخصوص .. واذا كانت ادارة الرئيس بوش قد بدأت سياسة تغيير الانظمة الديكتاتورية بالعمل العسكري المباشر على امل احلال الديمقراطية فأن ادارة اوباما هي التي ادامتها ولكن عن طريق اشعال ماسمي بثورات الربيع العربي وتشجيعها .. ولكن هذه الادارة لم تكن تملك البدائل ولا الرؤيا المستقبلية لما ستؤول اليه الامور في البلدان التي شملتها هذه الثورات والتي تحولت الى فوضى لم تجن شعوبها الا الارهاب والدمار والتهجير .. فعاشت شعوب المنطقة حالة من الضياع والتفكك ستكون نتائجها مدمرة على المدى البعيد ..
اليوم يأتينا نائب الرئيس الامريكي وقاربنا على وشك الغرق بل اننا غارقون قعلاً ولن تجدي محاولات اوباما وادارته الضعيفة في اعادة هذا المركب المتهالك ليعوم مرة اخرى على السطح .. فلقد نفذ الوقت ولن تجدي اي من الحلول في اعادة العراق الى سابق عهده .. فأول رئيس اسود في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية لم يكن جاداً في معالجة مشاكل الشرق الاوسط وترك الحبل على الغارب على مبدأ ( السلامة اولاً ) وبدل ان يواجه هذه المشاكل بالحزم .. راح يغازل ايران وكوبا وهي الدول المعروفة بعدائها التاريخي للولايات المتحدة .. فهو ينتمي الى الحزب الديمقراطي المعروف بسياساته البعيدة عن المواجهة العسكرية اضافة الى انه اراد ان ينهي فترة رئاسته بأقل الخسائر الممكنة كي لا يقال ان انتخاب رئيس اسود كان خطأ استراتيجياً ولا داعي لتكراره ..
لم يتبقى من فترة حكم ادارة الرئيس اوباما اكثر من ستة اشهر وبالنتيجة فأن زيارة بايدن لن تكون ذات قيمة تذكر . رغم ما نسمعه عن نية الادارة الامريكية في انهاء ( اسطورة ) داعش عسكريا قبل ان ترحل هذه الادارة .. لذلك نقول للسيد بايدن .. لقد تأخرت كثيراً فقد حل الخراب ليس في في البصرة وحدها ولا بالعراق كله بل في الشرق الاوسط وربما العالم كله .. وليس امامنا الا انتظار الانتخابات الامريكية القادمة التي ربما ستأتي برئيس قوي يعيد ترتيب الاوضاع في المنطقة عموماً وفي العراق بشكل خاص .. على مبدأ ( الي شبكنا يخلصنا ) للراحل عبد الحليم حافظ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء