الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرعية في التمثيل السياسي

رنا جعفر ياسين

2005 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عندما ولدت المحاصصة الطائفة أبان تشكيل مجلس الحكم بعد سقوط نظام الطاغية في 9 نيسان 2003 كان الهدف منها ارضاء كافة شرائح المجتمع العراقي المتنوع بقومياته و اديانه و مذاهبه و حتى يشعر الجميع ان الديمقراطية التي طالما سمعوا عنها و لم يذوقوها طعم طيباتها صارت اليوم ملمحاً و ربما حتى معلماً حضارياً يتم على اساسه الشعور بالمواطنة الحقيقية لخدمة هذا البلد الذي صار اليوم حقاً للجميع من خلال تأكيدها على الغاء المركزية في الحكم و الغاء نظام الفرد الواحد في ادراة الدولة .. متصورين ان التخطيط لعملية سياسية هادفة سيعتمد على الاخذ و العطاء من خلال حوار بناء يتخذ انكار الذات و ايثار المصالح الشخصية وسيلة لتحقيق الغاية الاسمى و هي بناء العراق الجديد
و لكن يبدو ان المحاصصة الطائفية كانت سلاحاً ذو حدين .. فلم يكد يخمد صوت التظلم من التهميش و التحجيم حتى ظهرت سلبياتها بسرعة .. طافحة على وجه المشهد العراقي في الحكومة المنتخبة من خلال عمليات التعبئة الكمية لملىء الشواغر في المناصب المناطة لكل كيان حتى صار الهدف منها في الغالب هو لإرضاء هذا ... و اسكات ذاك .. فعمت الفوضى و تعرقلت مسيرة صناعة الدولة الديمقراطية الجديدة
و هنا .. نود الاشارة الى ان المشروع السياسي الحقيقي يحتاج الى كوادر على درجة عالية من الدراية و الخبرة و القدرة على التخطيط الصحيح للقيام بالخطوة الاولى و الخطوة الاكثر اهمية , الا و هي وضع الاسس للبنية التحتية لانشاء دولة القانون
و قد كانت التجربة الحالية خير شاهد على ذلك متسمة ً بالمرارة في الكثير من المؤسسات و الدوائر الحكومية التي اعتمدت في ادراراتها على رموز تم جلبها فقط لملىء الفراغ الحاصل بسبب هذه المحاصصة , و لا سيما تحول الكثير من هذه المؤسسات الى مراكز تخدم الكيانات التي استلمت مهامها مقتصرة في موظفيها و في ( واسطاتها ) على أقارب الاستاذ ( الفلاني ) أو السيد ( العلاني ) , متحولةً الى مراكز ترتبط مباشرة بهذه الكيانات و تاخذ أوامرها منها , فضلا ً عن استغلال البعض لهذه الدوائر و الوزارات لخدمة اغراضه الشخصية ( و ربما الان حتى حملاته الاعلامية للترويج عن نفسه ) ... متناسين بذلك كل الضوابط و المعايير التي يتم من خلالها الخوض في التيار السياسي الحقيقي
الان و بعد كل هذه الانتكاسات التي جاءت من انعدام الحوار الوطني الداخلي و انعدام التعبئة على اساس الكفاءة و مع وجود الكثير من النزعات الطائفية .. اصبح هناك ضرورة لأدراك ما حصل من هوة واسعة بين مايفعله السياسيون الحقيقيون و بين ما تفعله رموز اقحمت عنوة في الميدان السياسي
و علينا الاعتراف بأن الرؤية المستقبلية يجب ان تكون مبنية على جهود اناس لهم باع طويل في ادارة العملية السياسية الديمقراطية و التي تعتمد في خطابها بصورة رئيسية على نبذ التفرقة و العمل على اقامة دولة السيادة الوطنية و دولة القانون , خاصة بعد اثبتت الايام الماضية فشل الانصياع الطائفي و العرقي و صار المواطن الان اكثر وعيا ًو حرصاً على تحقيق حلم العراقيين في صناعة دولة السيادة و القانون من خلال اختيار الرجل المناسب لوضعه في المكان المناسب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن