الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتراضاً على إعدام قاتل جار الله عمر

ماجد المذحجي

2005 / 12 / 6
الغاء عقوبة الاعدام


في ساحة السجن المركزي بـ صنعاء، وبتوقيت العاشرة صباحاً من تاريخ 26/11/2005، تم تنفيذ حكم الإعدام بقاتل الأستاذ/ جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني. ونفذ الحكم بحضور رئيس محكمة استئناف الأمانة القاضي حمود الهردي ومحمد القديمي رئيس نيابة الاستئناف ومدير السجن المركزي بصنعاء العقيد مطهر علي ناجي ووكيل نيابة السجن وهيئة محامي أولياء دم جار الله عمر وأولياء دم القاتل, وقد أطلقت على القاتل أربع رصاصات فارق معها الحياة, وسلمت جثته مباشرة لأسرته.
إلى هنا والخبر معقول بالنسبة للكثيرين الذين انتظروا طويلاً للقصاص من هذا الإرهابي الذي سلب روح واحد من ابرز المناضلين الديمقراطيين واليساريين اليمنيين، واحد ابرز دعاة تكريس القيم المدنية في بلد مشدود بقوة إلى قيم اجتماعية، وأخلاقية، ودينيه بدائية!!.
ما أريد قوله هنا أن فعل القصاص الذي تم انتقاماً له، هو بذاته الفعل الذي كان المغدور ينادي بإلغائه من الممارسة العقابية في القوانين اليمنية، مسجلاً صوته كأول سياسي ومثقف يمني ينادي علناً بإلغاء عقوبة الإعدام اللانسانية، وكاسراً بهذا النداء الجريء كل الخطوط الحمراء، في بلد يحصي فيه الأصوليين على الساسة والمثقفين أنفاسهم كي يتأكدوا من التزامها بالفروض الشرعية، ويرون في القتل حق لهم في استعجال عقاب من يخالفون أوامر الله، وتسهيلاً لهم للذهاب إليه لتصفية الحساب قبل أن يتراكم عليهم!!. هذا ناهيك عن القوى الاجتماعية التقليدية ( شديدة القوة والحضور )، والتي مازالت تتنازع مع الدولة الحق في ممارسة العنف وقت تشاء، والتي تمارس القتل خارج إطار القوانين بسهولة شديدة، وترى فيه وسيلة زجر لمن يريد الانتقاص من قيمتها، أو تأديباً لمن سلبها ما تظنه حقها!!.
إن هذه الخطوة الجريئة من قبل المغدور جار الله عمر فخخت منطقة صامته في التعبير المدني اليمني، واستطاعت أن تنقلها من المداولات الخجولة للفعاليات الحقوقية والمدنية والتي يتم تناقلها بخفه، وعلى استحياء، وخلف الجدران، إلى موقع مُشهر يستطيع الجميع الإشارة إلية، ومناقشته، وكسر الفزع المحيط به. وهو بذلك استطاع أن يؤكد على أن المساهمة في تعزيز الخيار المدني على المستوى الوطني يجب أن تتم بالمواجهة مع الفعاليات التقليدية التي لن تقدم تنازلات مادامت صيغ التعامل معها ضمن أفق المحاباة، والخجل، والخوف!!.
لقد كانت مساهمة جار الله عمر في نقل خيارات التمدين الوطنية من المستوى النظري نحو المطلبيه السياسية مهمة للغاية، ولو تم تبني فكرة إلغاء حكم الإعدام على القاتل علي جار الله السعواني، والدفاع عنها من قبل محامي أولياء دم جار الله، كان سيتم الانتصار لمجموعة من الأفكار المتقدمة التي دفع جار الله حياته ثمناً لها، ونادى بصوت عالي - ودون خوف من القتلة - لكي يتم تبنيها، ولكي يرى وطنه وهو يتبناها ويعززها باتجاه خلق مساحة أكثر تقدميه تتناغم فيه حقوق الإنسان وقيم المجتمع المدني مع التشريعات الوطنية.

اشعر بالخيبة فعلاً من تنفيذ حكم الإعدام واشعر أن جار الله عمر أغمض عينه بألم في قبره وهو يرى خيبته من رفاقه الذين أطفئت شهوتهم للانتقام دماء السعواني، ولم يفكروا بدمائه التي دفعها كي يتنزه هذا الوطن من هذه النوازع البدائية ويتقدم خطوة نحو الأمام!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح