الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقوع الطّبقة العاملة في فخ - الحرب ضدّ الإرهاب -

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2016 / 4 / 30
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


تأثير الرّأسمالية سهل جداً على أبناء الوطن العربي، لكن أن يكون تأثيرها مشابهاً في الغرب فإن هذا هو بيت القصيد .
حضرت ندوة في السّويد لصحافي سويدي من أصل يوغسلافي قدّم كتابه الذي ألّفه عن الإرهاب في سورية والعراق، أحضر خارطة، وتحدّث عن تنظيم الدّولة، كان المدّرج مملوء بالحضور ، غالبية الذين حضروا كانوا سويديين. لم يقدّم لنا الصحافي في كتابه شيئاً أكثر من معلومات لا قيمة لها حول أعمال الإسلاميين، وعندما جاء دور الأسئلة . سألته أنا: لماذا داعش في سورية؟
وهل كل من يقتله التحالف داعشي؟
وما دور الرأسمال في صنع داعش؟
تهرّب من الإجابة ، وعندما شرحت عن الوضع السّوري لم أتمالك نفسي من البكاء، . لم أشتر كتابه لكنّ أغلب الحضور اشتروه. في اليونان أيضاً أغلب الأحزاب اليسارية مع هذه التّسمية " محاربة " الإرهاب" هو اسم كبير للسّوق، فقد كان بعض الشيوعيين في اليونان يقولون لنا:" هاي أسد"، وعندما نسألهم لماذا؟ يقولون: يحارب الإرهاب .
في الوطن العربي الأمر مختلف عن الغرب، فوضت محاربة الإرهاب بالإضافة للتحالف الدّولي بقوّات من داخل سورية كانت محسوبة على الإرهاب، فكّت أمريكا عنها الحظر بشكل ضمنّي، وبدأت تقتل السوريين.
التّحالف الدّولي لمحاربة الإرهاب يمثّل الاحتكارات العالمية التي تشارك فيها الدول النفطية ، والتي تعتمد على المال القذر سواء تجارة السّلاح أو البشر، أو غيرهما
هو الرّأسمالية التي انتشرت عن طريق العولمة "، والمتمثّلة بالشركات المتعدّدة الجنسية التي يشارك بها حكّام الدّول المستبدّة، والتي تقتضي إيجاد اسم جميل يستطيعون من خلاله قمع مطالب الشّعوب بشكل عام ومطالب العمال بشكل خاص، من أجل استمرار الاستبداد الذي هو مصلحة رأسمالية بالدّرجة الأولى.
عمليّاً لم يعد هناك طبقة عاملة على الأرض في سورية ، وإن وجدت فهي محكومة بالإذعان لمن يتحكّم بها على الأرض. في سورية اليوم، ولمن يرغب في البقاء، وبخاصة في المناطق الحامية. عليه أن يتطوع مقابل راتب مع إحدى المليشيات الموجودة على الأرض براتب ضئيل، أو يرغم على الالتحاق بالمعسكرات ، ولو عارض يقتل، ويرفعون صوره كشهيد القضية القومية، أو الدينيّة أو الوطن.
عندما يذبح الشّعب السّوري المدني في أي مكان يقولون أنهم يقصفون الإرهاب، وفي هذا المجال لا يسعني إلا أن أقول تجربة حدثت في غزّة حيث تمّ إبلاغ إسرائيل عن إحداثيات المستشفيات في غزة باعتبارها أماكن يحرّم قصفها دولياً، والتزمت إسرائيل بعدم قصفها، بينما في سورية تكون المستشفيات والمدارس هدفاً للقصف، وآخرها كان مستشفى القدس في حلب.
استطاعت الرّأسمالية من خلال التّسميات المختلفة أن تضع السّلم الأهلي في سورية في خبر كان لعشرات السنين من خلال إنشاء بؤر مزوّدة بالسلاح. عناوينها حرب مذهبية، طائفية، عرقية، وبذلك سوف يكون الانتقام هو ثمرة تحصدها الرأسمالية عندما تتّفق على الحل في سورية من خلال تفتيتها .
إن لم تتحرك النقابات العمالية في العالم الرّأسمالي ضد القتل بأدوات وأسلحة، وإيدلوجيا الرّأسمالية لن يستطيع شعب أن يفعل شيئاً وهو مقتول أو مشرد ، أو بين الركام، أو محاصر بأمراء الحرب.
نجحت الرّأسمالية في تنظيف ذهن " المجتمع الحر" من القيم الإنسانية، ونحن في انتظار تحرّك الطبقة العاملة في العالم لتخفيف المأساة ولكي يكون تحرّكها توضيحاً لوضع الرأسمالية اليوم. كما يكون تجديداً لزخم تلك الحركة، وقدرتها على التّغيير في العالم كلّه، وليس فقط في الأجور وساعات العمل في بلادها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز أعضاء الفريق الجديد لترامب | الأخبار


.. فطاير سواريه مشكلة من الشيف عمر




.. ترامب يختار روبيو وزيرا للخارجية.. من أبرز الداعمين لإسرائيل


.. كريمة منصور: عندما تخاطب لغة الجسد الفن السابع • فرانس 24 /




.. متطرفو إسرائيل يدفعون نحو ضم الضفة الغربية: هل سيساعدهم ترام