الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا حدث في طوزخورماتو؟

حسين القطبي

2016 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تقع في قلب الصراع الايراني التركي العراقي الكردستاني.. لهذا فعندما تستخدم الاطراف لغة البندقية في التخاطب بينها، فان كل ساتر في هذه المدينة الحذرة يتحول الى علبة ثقاب بجانب محطة تعبئة.. بامكان اي طفل ان يفجرها في اية لحظة...

ايران تعتبر خورماتو جزيرة شيعية في محيط سني، هذا المحيط الذي يعيق مشروعها الجيوسياسي في العراق، وترى ان بامكان هذه البلدة الستراتيجية الموقع، ان تكون قاعدة لمناوراتها فيه.

تركيا من جانبها، ترى فيها افضل قاعدة لتحريك ذراعها "الجبهة التركمانية"، خصوصا بعد خسارتها كركوك، وتغيير الهوية الاثنية في قضاء تلعفر، في الفترة التي تلت دخول داعش.

وسط هذا الشد الاقليمي حولها، فان العراق يبحث عن سيادته المهددة، داخليا، من جهة، والاقليم يحاول ان يفرض خيار اهلها عن طريق الانتخابات وفق المادة 140، والتي يبدو ان الاطراف الاخرى كلها تسعى للتهرب منها.

وكما كانت القوى الاقليمية على وعي باهمية المدينة، فان الساسة في العراق، خصوصا في فترة المالكي الثانية، حاولوا استغلال وضعها الهش في مزايداتهم السياسية مع الاقليم. تارة بالتلويح لتحويلها لمحافظة، من اجل افشال المادة 140، وتارة بتسليح الفئات المناوئة للاقليم، واستغلالها كبؤرة توتر تعزز سوقهم الانتخابي.

مهمة حماية الامن في المدينة كانت بعهدة قوات البيشمركة منذ سقوط البعث في العام 2003م، واستمر الوضع حتى هجوم داعش على منطقة حمرين في تموز 2014، اذ صار المقترح الحكومي هو تاسيس مجموعة من الحشد الشعبي من سكان المدينة لحفظ الامن فيها من اجل تفرغ قوات البيشمركة للحرب ضد داعش، خصوصا في محور جلولاء والسعدية، والمناطق الجنوبية من القضاء.

اما حصل في مساء السبت 23 من هذا الشهر، هو ان عناصر الحشد قامت بالقاء قنابل يدوية على بيت احد المواطنين الاكراد، مستغلين خلو المدينة من البيشمركة، فحدثت صدامات، اثر ذلك، مع الاهالي من ابناء الاحياء القريبة من المنزل، للدفاع عن انفسهم، مما اضطر قوات البيشمركة التي دخلت في الساعات الاولى من صباح الاحد 24 من هذا الشهر، لفظ النزاع.

وفي الوقت الذي لم تسجل حالة اعتداء على مواطن في المنطقة طيلة 11 عام من سيطرة قوات البيشمركة، بالرغم من كل محاولات التحريض، فان سيطرة الحشد الشعبي شهدت انفلات امني غير مسبوق في المنطقة، وانتشرت الجريمة المنظمة والسطو على الحافلات المتنقلة بين بغداد والاقليم، خصوصا التي تحمل ارقام المحافظات الشمالية، ومقايضة المخطوفين كانت تدر على عناصر الحشد اموالا طائلة.

ولعل من اشهر عمليات الاختطاف التي ارتكبتها عناصر الحشد الشعبي في طوزخورماتو، تلك التي وقعت في 12 من شهر شباط/فبراير الماضي، حين كان من بين المخطوفين 3 من حماية رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، حين كانوا متوجهين الى الاقليم، بالملابس المدنية، لقضاء فترة اجازتهم، والغريب ان وساطات السيد الرئيس استمرت لايام من اجل انقاذ حمايته، ولم يكشف عن المبلغ الذي دفع للحشد مقابل تحريرهم، ودون ان يقدم الجناة الى القضاء.

وحتى الاربعاء الماضي، يوم الاتفاق الاخير، كان لدى الحشد الشعبي 7 مخطوفين من سواق الحافلات الاكراد، وكانوا بانتظار تسليم فدية مالية لاخلاء سبيلهم، الا انه تم تحريرهم كجزء من اتفاق الانسحاب الاخير.

واذا كان هجوم الحشد على منازل المواطنين الكرد، والعرب السنة، يتم بتخطيط مسبق، ام انه تصرف فردي من عناصر غير منضبطة، فليس مهما، المهم هو ان الاتفاق بين قادة الحشد والبيشمركة، الذي اقر بعودة قوات البيشمركة الى مناطق تمركزهم السابقة، لحماية المنطقة، قد نص ايضا على اخراج الحشد الشعبي من المدينة، بصورة نهائية، وتسليم الدوريات فيها للشرطة المحلية وقوات الاسايش، وابعد علبة الكبريت عن مخازن الوقود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟