الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن المعاصر في ظل قيود المجتمع

ملده العجلاني

2016 / 4 / 29
الادب والفن



في تصريح للفنان ( مواز) يقول فيه: "جهود الفنان يائسة لجعل الفن , التعبير المباشر عن الحياة , في حين لا يمكننا التمييز أو فصل الفن عن الحياة ." فالفن هو التمثيل الحقيقي للحياة بكل ما فيها من أحداث .

ان الاعمال الفنية لا تخلق من الفراغ، فهي تقترن بالمجتمع والأوقات التي يعمل فيها الفنانون , فيقدم لنا التاريخ أمثلة وفيرة من التأثيرات الاجتماعية التقليدية ، والدولة، والرعاة الاثرياء و حتى التيارات الدينية التي مولت الفنون من أجل زيادة قوتها السياسية وهيبتها. ومن الواضح طاقتها مع العلاقات السياسية في هذا النموذج من الفنون.

وان عدم الأكتراث المتعمدفيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية من قبل الفنانين هو أيضا موقف سياسي غير معلن في اغلب الاحيان , وقد يكون جيدا بالنسبة للفنان تحقيق الانتصارات الجمالية و تجاهل المجتمع وقضاياه المحورية ومشكلاته الجوهرية. و مع ذلك , إن تحديد مستقبل حر ضد الظلم الماضي في مسار الزمني للبشرية يبقى الرسالة الجوهرية للفن في العالم حتى اليوم .

وفي الوقت الذي أدركت دولة مثل الولايات المتحدة الفوائد المحتملة من الفن الابداعي كما السياسة الخارجية الثقافية والسياسية , فاننا نشهد تغيير كبير في هذا المشهد العالمي للعوامل التي تحدد مسارات الفن , فاصبحت قوى السوق من التجار والقيمين والنقاد هي التي تحدد نجاح أو فشل الفن و ربما ايقاف تيارات منه او الحد منها .

فرغم الحرية التي يتمتع فيها الفنانين في الحكومات الديمقراطية لكن لم تغب العلاقات السياسية وقيود المجتمع ودورها في دعم مدارس فنية,فنرى التجريدية التعبيرية التي قد تم الإعلان عنها من قبل الولايات المتحدة ضد المثل السوفيتية، وهنا تظهر الروابط للأنشطة السياسية المثيرة للجدل في استخدام الفنانين ,كسلاح للدعاية في إظهار فضائل " حرية التعبير "في" مجتمع منفتح وحر ".

لذلك فإن الفن يسعى دائما إلى أن يكون متحرراً من قيود المجتمعات، ويعمل كقناة للبشرية للتعبير عن المشاعر البشرية للوصول الى الذات , واكتشاف كل خفاياها , و مقدار التاثيرات المادية على الروح الانسانية , و ما يرافقها من تاثير على كل العالم .

في النهاية , فإن التحول الجمالي يصبح وسيلة للاعتراف والاتهام , فالفن الناقد يمكن ان يصبح معيار و قوة معينة لسياسات ونظم المجتمعات ومدى كفاءتها وهكذا نرى انه هناك صعوبة في جعل الفن والسياسة متحدين في مواجهة التحديات في الجوانب كافة, وخصوصا الجانب الاجتماعي. ولكن ماذا لو امكن جعلهما يسيران جنبا الى جنب ربما ستكون البشرية أكثر ثراء لو كان هذا عليه الحال ."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا