الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة المعرفة والصراع الطبقى

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 4 / 30
ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة


ثورة المعرفة والصراع الطبقى
الصراع الطبقى ظاهرة أصيلة فى التاريخ، إرتبط بنشأة الحضارةوبالثورات الرئيسية التى مرت بها.عرفت الحضارة الإنسانية فى رحلتها الطويلة ثلاث ثورات رئيسية وصلت بنا إلى العالم الذى نعيشه اليوم، الأولى هى ثورة الجمع والإلتقاط ، بإستخدام أدوات بسيطة من حجر الظران، والتى عرفها الإنسان نحو مائة ألف سنة قبل الميلاد، فيما أصبح يعرف بالعصر الحجرى القديم ، حيث كانت الملكية مشاع، ولم يكن هناك مالك ولا مملوك ، ولاحروب على مصادر الثروة.
ثم قفزت البشرية خطوة كبيرة إلى الأمام ، بمعرفة الزراعة وإستخدام المعادن والكتابة ، حوالى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد ، خلال ماأصبح يعرف بالعصر الحجرى الحديث ، لكن هذه الخطوة الكبيرة إلى الأمام ، قد جلبت معها أيضاً كثيراً من الآلام، فقد تطلب الإنتاج الزراعى تقسيم العمل، وإنشاء المؤسسات والقوانين والنظم الدينية المثبتة للحقوق والواجبات، ومن هنا نشأ مجتمع القرية الصغيرة من أسياد وعبيد ، حيث أصبح عدد محدود من الناس ، يتمتع بمعظم ثمار عملية الإنتاج ، بينما أصبحت الغالبية ، أقنان فى الأرض ، تعيش على الكفاف ، وبدات مظاهر الصراعات الكبرى فى تاريخ الإنسان ، الثورة ضد الفقر والظلم الإجتماعى ، كثورة العبيد الثالثة أو ثورة سبارتكوس فى العصر القديم خلال القرن الأول قبل الميلاد، وثورة الزنج فى العصرالوسيط خلال القرن التاسع الميلادى، والحرب الأهلية الأمريكية فى العصر الحديث، كما بدأت معها أسوء ظاهرة فى تاريخ الإنسان ، ظاهرة الحروب الجماعية من أجل مزيد من الأرض ، مصدر الثروة الرئيسى.
ثم كان هناك ثورة ثالثة أكثر خطورة، إنها الثورة الصناعية التى عرفها الإنسان خلال القرن الثامن عشر بإختراع الآلة ورأس المال ومانتج عنها من علاقات إستغلال أكثر قسوة، إذاترتب عليها تسريح أعداد كبيرة من عمال الأرض والمصانع على السواء ، وإستمرار ظاهرة الحروب الجماعية من أجل مزيد من الأسواق، والتى كانت الحربين العالميتين الأولى والثانية أبرز جرائمها، حيث قتل البشر من بعضهم البعض حوالى ستين مليون قتيلاً. وكرد على مظالم المجتمع الرأسمالى الوليد ، ظهرت الإشتراكية العلمية، التى وضع ماركس وأنجلز، مبادئها الأساسية حوالى منتصف القرن التاسع عشر، لكنها لم تفى بالغرض، فقد حملت معها بذور فنائها ، حيث إرتبطت بديكتاتورية الطبقة العاملة ، وبتعطيل غريزة المبادرة الفردية لدى الإنسان، والذى تمثل فى سقوط الإتحاد السوفيتى سنة 1990 ، فتم تطويرها إلى الإشتراكية الديموقراطية التى كانت قد أسست لها أممية جديدة بعد الحربين سنة 1951، وهى تلك التى تنتهجها كثير من الأحزاب الإشتراكية فى العالم اليوم ، مثل حزب العمال البريطانى، والحزب الإشتراكى الفرنسى، والحزب الشيوعى الإيطالى الذى تحول إلى الحزب الديموقراطى اليسارى، والأحزاب الإشتراكية فى دول إسكندنافية وغيرها، والتى نجحت بالفعل فى تأسيس مجتمع العدل والرفاه ،ومع ذلك، فمازال هناك أناس يعيشون فى القصور، وعمال يسكنون غرف فى الضواحى، ولم يعد هناك ، بين الرأسمالية والإشتراكية ، طريق ثالث ، لكن ثورة المعرفة التى بدأت فى القرن العشرين ، ثورة المعلومات ، قد تقدم هذا البديل ، إنها الثورة الرابعة والأخيرة، التى قد تقضى على ظاهرة الصراع الطبقى من مسيرة الحضارة ، إن كثير من الناس اليوم، يعيشون على تسويق منتجاتهم وخدماتهم عبر النت ، بمجرد كمبيوتر ومكتب ، إن تلك مجردإشارة ، على مايمكن أن تحمله ثورة المعرفة ، والتى مازالت فى بداياتها ، للإنسان والعالم ، إنها أيضا تحمل له رسالة ، بأنك إذا أردت أن تتحرر من أى ظلم أو إستغلال ، تعلم بقدر ماتستطيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟