الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناس خرْبَتْ والملح شالْ ايده

قحطان محمد صالح الهيتي

2016 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الحَرامِيَّة جمع حرامي، وهو اسم منسوب الى حرام ويكثر اطلاقه على اللصّ. وما أكثر المسؤولين الحرامية اليوم الذين لا تخلو غرفة من غرف دوائر الدولة ومؤسساتها من وجود واحد منهم أو أكثر.
-
في نهاية خمسينات القرن الماضي عرفنا في هيت (حرامي) واحد اسمه (تفيك) وكانت سرقاته بسيطة؛ فقد كان يكتفي بسرقة دجاجة أو خروف او لِحاف أو شَف. وبعد أن اختفى(تفيك) ظهر حرامي آخر اسمه (نمر) وكان يسرق بنفس أسلوب سلفه، وحيث أن المدينة كانت تنعم بالاستقرار فقد أثر فيها ما فعله هذان الحراميان، ومن هنا كانت (هوسة) الهيتين:(راح تفيك جانا نمر يا برغش لا تأخذ عِبِر) وبرغش كان العامل المسؤول عن العِبْرَة.
-
من قصة (تفيك ونمر) نفهم بأن الحرامية كانوا معروفين وأن سرقاتهم كانت بسيطة من أجل سد حاجتهم، أو لإعلان رجولتهم، ولكنها كانت تمثل إهانة للسلطة، لذلك تندر الشاعر فقال لبرغش لا تأخذ عبر أي: ان الأمور سائبه فاجعل النقل بين (الصوبين) مجانا. وأيا كان نوع المال المسروق ومقداره فالسرقة جريمة يحاسب عليها الشرع والقانون.
-
ومن قصص حرامية أيام زمان تقول الحكاية: إن أحد الحرامية دخل بيتا لامرأة مع ولدها الصغير، وبعد أن جمع الكثير من متاع البيت واراد أن يحمل (الشكبان) لم يستطع؛ فما كان من الأم إلا أن تقول لابنها: (عاون خالك حمله ثگيل)، وعندما سمع الحرامي ما قالته المرأة ترك (الشكبان) بما فيه وخرج لأن البيت صار بمثابة بيت أخته، والرجل لا يسرق أخته.
-
وتقول حكاية أخرى: إن حراميا دخل بيتا للسرقة وكان الظلام دامسا وفي أثناء البحث عثر على كيس لا يعرف ما بداخله فأراد أن يعرف ما فيه عن طريق حاسة الذوق؛ فمدَّ يده داخل الكيس واخرج قليلا مما فيه ووضعها في فمه فاذا هو ملح، عندها ترك السارق البيت، وخرج خوفا من ان يكون ممن يخونون الزاد والملح فينال عقاب الله.
-
وهكذا كانت أخلاق الحرامية أيام زمان. أما اليوم فلا زاد ولا ملح ولا أخلاق ولا مخافة الله تمنع بعض الأشرار من السرقة؛ فصار ابن المدينة حراميا لا يعرف حرمة جار ولا (خوة) صاحب ولا معزة صديق.
-
و (ربّاط السالفة) هو ما نراه ونسمعه اليوم عن الحرامية الذين يسرقون أموال أهلهم وجيرانهم وأصدقائهم في مدينة هيت بعد تحريرها من داعش من الذين لم يحترموا خالا ولم يغزر بهم ملح.
-
صحيح أن الفقر أب شرعي للجريمة، وانه دائما مساهم فعّال في جرائم كل البشر، إلا انه تظل لجريمة السرقة كينونة خاصة من حيث كونها إحدى الجرائم التي أنزل الله تعالى فيها حداً:( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
-
إن من يتعدى حدود الله ظالم لنفسه، عليه ارجو من كل الذين يعرفون الحرامية أن لا يسكتوا عنهم وأن لا يتستروا عليهم ، وان يذكروا بالبينة والدليل من هم الذين قاموا بهذا الفعل المنكر، وأتمنى على الحكومة أن تعيد العمل بقرار مجلس قيادة الثورة(المنحل) رقم 59 لسنة1994الذي يعاقب بقطع اليد اليمنى من الرسغ لكل من ارتكب أيا من جرائم السرقة المنصوص عليها في قانون العقوبات. وتقطع رجله اليسرى من مفصل القرد في حال العود. وتكون العقوبة الاعدام بدلا من القطع اذا ارتكبت جريمة السرقة من شخص يحمل سلاحا ظاهرا او مخبأ او اذا نشأ عن الجريمة موت شخص.
-
ربما (يزعل) عليّ المدافعون عن حقوق الإنسان كون العقوبة قاسية فأقول لهم إن فعل هؤلاء كفعل الدواعش الذين انتهكوا حرمات دورنا وشردونا وهجّرونا، وعليهم ألا ينسوا قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ}.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة الفر


.. أصوات من غزة| أثمان باهظة يدفعها النازحون هربا من قصف الاحتل




.. واشنطن بوست: الهجوم الإسرائيلي على رفح غير جغرافية المدينة ب


.. إندونيسيا.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية بجاكرتا تنديدا بال




.. -مزحة- كلفته منصبه.. بريطانيا تقيل سفيرها لدى المكسيك