الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطيئة على قبر الشك

نوزاد نوبار مدياتي

2016 / 4 / 30
الادب والفن


المسافة كانت كافية لإبادلها الوداع ، نصحتها بعدم القدوم لحفلة الإيتام (( التي تبنتها إحدى الجمعيات " الخيرية " المدعومة من عصابات غسيل الاموال )) ، سأقوم بتلك المهمة لوحدي !
الطفلة التي تمنينا أن تشبه إبنتنا ، لا تقلقي عليها ، أجيد أستنشاقها من ذات المكان التي كانت تلتقي أطراف شفتينا على يديها البيضاء الصغير وشعورنا تجاهها العظيم ، جربت ذلك كثيراً ، لم أكن أرغب بإخباركِ بأنانية أمنياتي " صدگيني !! " عندما كنت أسرق الوقت و ألقي النظر من خلف الأسوار على الطفلة وهي تأكل الايس الكريم بمشاركة أطراف أنفها الصغير وأبعاد شفتيها ، كنت أشتهي إبتسامتها لدرجة الشك بإنها هربت من صلبي لرحمكِ !
العاشرة صباحاً ، وقتاً لا يلائم مزاجي كثيراً ، وقتاً أتذكر فيه خروجي للصيد ذات ليلة ساخنة البرودة !
التقيت فيها في تمام تلك الساعة أي ( 10:00 am ) من صباح يوم الخميس مع ( ع ج ) على مشارف ناحية الكوت بعد إن إجبرنا أحد رفاق النزهة للتوقف جنباً لما يعانيه من مرض السكري الذي يرغمه على التبول ، لم أعر أهتماماً بالغاً أثناء التعارف عليه ؛ اي ( ع ج ) ، كنت مشغول بكأس البيرة المكسيكي الذي صنعه لي أحد الأصدقاء المقربين لي و للمدعو ( ع ج ) ، كان يرتدي كثيراً من الأحزمة المحملة بالبارود ولعلمي المسبق إن كل تلك كمية الباورد ستتجه للسماء بعد أن يتغلب الخمر علينا ، فباتت ردة فعلي أغبى بكثير من المفترض صنعه !
أرتديت القميص الذي أرتديته ليلة ميلادي السابع والعشرون ، قبل أن نتفق على أن نزرع شيء من الجنون في حقولنا الملغومة بالغموض !
أرتديته مع بنطال فيه جيب خفي ، أستطيع أن أحشر فيه سكين دون أن يلفت إنتباه رجال الشرطة ، كان تصرف غير إرادي ، ربما !
ما تبقى من ليلة امس من الوسكي ، حاولت تجرعهِ صباحاً لأكون أكثر جرءة لخطف الطفلة ، أبداً إنها طفلتي !
هذا ما خططت له ، أشتاقها ولم أعد أقوى على تركها بعيداً ، إحساسي بإنها من (( صلبي ورحمكِ )) تغلب عليّ ليلة عودتي من نزهة الصيد ، يبدو إني ثملت ، هذا لايهم !!
خروجي من الشقة مسرعاً جعلني أنسى جوالي وسكائري ومفاتيح سيارتي ، أستأجرت التاكسي لمنطقة قريبة من دار الأيتام ، أرفض أن يراني ( ع ج ) وأنا أركب التاكسي ، فكل وقت النزهة نحن نتصارع على ( الأنا ) ، كل منا يحاول أبراز عضلاته على الاخر دون المساس بالأخر ، هكذا تبدو غريزة الغيرة أو الكره والأكثر التنافس على المجهول !
ترجلت في بادىء الأمر بصورة مسرعة ثم قررت الهدوء حتى لايطغي التعرق على جسدي وأبدو بصورة غير لائقة ، أنا مدعو لألقاء قصيدة ويتوجب عليّ أن أظهر كما ينبغي وبذات الوقت أستطيع إستغفال الجميع وأكمال عملية خطف الطفلة !
الوقت كان يقترب من شؤم العاشرة صباحاً ، تزامن دخولي لدار الأيتام كان صدفة غبية لا يمكن تداركها !
الضجة تعم في أرجاء المكان ، ثمة نفير يتسابق مع رذاذ عطور مربيات الأيتام ، التسابق الغريب الذي يضرب أكتافي بإكتاف النساء بين دخولي وخورجهن مسرعات يثير الإمتعاض والدهشة !
كتفها علق بكتفي لدرجة انها تعثرت ،، !
- نصحتكِ بعدم القدم ما الذي جاء بكِ هذا اليوم ؟
هذه العبارة بعد أن أستوقفتها في الممر المجانب لحدائق العاب الأطفال !
أستغرابها مني كان غير مبرر ، تفاقم غضبي وردة فعلي بتأثير الوسكي الذي تعاطيته صباحاً كان أسرع من ردة فعلها الغير مبرر ،،، إصرارها على تجاهلي والاستمرار بالتهرب مني كان يتغلب على ملامحها التي باتت لي مجهولة لاول مرة !
يبدو لي ؛ أنها كانت تحاول خداعي طيلة هذه الفترة ، ربما حتى هذه الطفلة التي أقسمت إنها ليس من رحمها كان قسم كاذب !
لم أستطيع السيطرة على قبضة يدي ، فأنا أتمسك بساعدها بقوة مفرطة وهي تحاول أن تفك قبضة يدي تتبعها بكلمات غير مفهومة ، أتذكر البضع منها ( غبي / أتركني وشأني / سكران ) شيء من هل القبيل !
كل هذه الكلمات كانت تثير غيرتي و غضبي ، كل ما أستدركته في تلك اللحظة إنها تحاول التملص مني لتقديم الولاء والطاعة ل ( ع ج ) الذي أثار في دخوله للمكان ضجة لكل النساء ، فهو الممول الرئيسي لهذه الجمعية و الواجهة الكبيرة لغسيل أموال الأحزاب المتسلطة !
أستفزازها لي كان أكبر من حسابات التعقل ، الطفلة التي أشعر إنها جاءت من ( جماعنا ) ذات ليلة ، غيابها لسنتين متتاليتين أدعت حينها كانت في تركيا !
تهربها مني يوم قراري بخطف أبنتي ، مشاعر متراطمة وغبية أجبرتني على إستخراج السكين وطعنها بسبعة وعشرون طعنة !
- هل تذكرين هذا الرقم جيداً ؟
- موتي !!
هربت مسرعاً بعد أن تمكنت غريزتي مني ، هربت نحو طفلتي !
لم تعد الخطة كما تبدو ! إنها ليست كذلك ، عليّ بإتمام المهمة ، الشعور بالأبوة يطغى عليّ ، لم أعد أهتم للصراخ الذي تركته خلفي وهي تنزف الموت !!
تخبطي بالبحث عن أبنتي في غرف دار الأيتام كان أشبه بتخبط القنابل العشوائية في الحروب البالية أو بصورة أدق منجنيق يحرق الأرواح إينما أستقر !
هكذا كنت أبدو حتى وجدتها وهي بإحظانها !!!
وجدت طفلتي بإحظان حبيبتي التي قتلها للتو رغم إنها بغير لباس وبتسريحة شعر مختلفة !!
وجدت أبنتي بإبتسامة حبيبتي ،،، مستدركة !
أنا أسفة حبيبي ،،، نصحتي بإن لا أحظر هذه الدعوة لكن كان لابد من إخبارك إن هذه الطفلة من ((( صلبك ورحمي ))) ، فقط كانت (( أختي التوأم ))) تهتم بها وإن زوجها العقيم ( ع ج ) كان يجبرها على البقاء في دار الأيتام ليمرر ألاعيبه بغسيل أمواله القذرة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل